محمود عبدالراضى

اقرع الباب.. فإن للرحمة مفاتيح

الإثنين، 21 أبريل 2025 10:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما تراه صعبًا، هو في ميزان الله يسير، وما تُكبّره في عقلك، يصغر في رحاب قدرته، وما تحسبه مستحيلًا، هو عليه هيِّن، لأنك تنظر بعين العجز، وهو ينظر بعين الحكمة.

نحن أبناء اللحظة، نحمل أثقال الأيام كأنها الجبال، ونحسب كل عثرة نهاية، وكل ظلمة ختامًا، وكل تأخر حرمانًا، بينما الله، بلطفه، يُدبّر، ويُقدّر، ويُمهّد الطرق قبل أن نخطو، ويزرع الرجاء في تربة اليأس قبل أن نعلم أننا نحتاجه.

فقط، اقرع بابه، نعم، بكل خيبة، بكل حيرة، بكل انكسار، تعال، لا يُشترط فيك الكمال، فقط كن صادقًا في طرقك، وسيكون هو أقرب من كل قريب، سيصلح بحكمته ما أفسدته قراراتك، ويطفئ بلطفه ما أشعلته قلقك، ويجبر برحمته ما كسرك، ويقوي بعزّته ما أوهنك.

أليس هو القائل: "إن مع العسر يسرا"؟ أليس هو من وعد، ووعده لا يُخلف، أن "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض"؟ فما بالنا نحمل الهمّ كأننا بلا ربّ؟ ما لنا نرتجف من الغد كأن الغيب في يد بشر؟

اطمئن.. فإن الله لا يُعجزه أمر، ولا تُثقله شكوى، ولا يُربكه عدد السائلين، هو السميع لمن نادى، العليم بمن بكى، القريب ممن ضلّ فاهتدى.

ما عليك إلا أن تطرق، أن ترفع يديك، أن تهمس: يا رب، وسترى أن السماء، وإن بدت صامتة، كانت تنصت لك من زمن، تنتظر منك نظرة رجاء.

فلا تستصعب أمرًا له فيه تدبير، ولا تُعظم همًّا له فيه لطف، ولا تُغلق بابًا له فيه مفتاح، لأنك إن طرقت، فُتح، وإن سألت، أُجبت، وإن رجوت، أُعطيت.

فقط اقرع الباب.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة