الفلاحون يتسابقون لحصاد الذهب الأصفر لتوريده إلى صوامع كفر الشيخ وسط أجواء من الفرحة.. أصوات المناجل تعزف أحلى الألحان وقت حصاد القمح.. والمحافظ يشارك الحصاد بمنجل.. وطفلة تتغنى بالفلاح.. فيديو وصور

الأحد، 20 أبريل 2025 09:00 م

حصاد القمح بكفر الشيخ

كفر الشيخ- محمد سليمان

تحتل زراعة محصول القمح المركز الأول فى المحاصيل الحقلية بمحافظة كفر الشيخ، لكونه محصولا استراتيجيا هاما، وتلونت الأراضي والحقول بلون الذهب الأصفر، ما بين قمح شامخ يقف بين الزراعات ينتظر حصاده، ومابين أعواد القمح ملقاة على الأرض جرى حصادها، وبين آلات حصاد منتشرة بين الأراضي، تحصده وتدرسه، وأراضي زرع بها القمح بالطريقة القديمة أو بالزراعة الحديثة" نظام المصاطب لزيادة الإنتاجية، لمواجهة ندرة المياه والتغيرات المناخية وزيادة الإنتاجية أدت إلى تحسين الصفات المحصولية وانعكس ايجابيا على الإنتاج، خاصة أن كفر الشيخ تقع في نهايات مصبات الترع.

وفى قرى محافظة كفر الشيخ، ترى الفلاحات والفلاحين من شباب وفتيات وكهول، فى مواضع مختلفة ما بين واقفين وجالسين لحصد القمح، ومتابعة المحصول الرئيسي، والذي يجلب الأموال وتنفرج أزمة الفلاح، ويجنى محصوله بعد أشهر من الزراعة والرى والمتابعة.

وفى الصباح الباكر ترى أشعة من الذهب تغطي مساحات واسعة من الأراضى التى حان وقت حصادها والمزارعون يمسكون بمناجلهم يحصدون محصولهم، وسط حالة من السرور والفرحة تلمع بأعينهم لما يمثله هذا المحصول من خزين سنوي لهم يعتمدون عليه من العام للعام، بل تعتمد عليه الدولة فى توفير الدقيق للمخابز، ومنهم من يتلف حول آلات الحصاد من جراجات والكومباين.

ويشكل القمح أحد أهم محاصيل الحبوب الغذائية فى مصر حيث أنه المكون الأساسى للخبز الذى يستهلكه المصريون يوميًا، وله أهمية اقتصادية خاصة لأنه يحتل المرتبة الأولى من حيث المساحة المزروعة وحجم الإنتاج مقارنة بمحاصيل الحبوب الغذائية الأخرى فى مصر، ومع بدء الحصاد أصر محافظ كفر الشيخ على المشاركة بحصاد القمح بالمنجل، واعتلى الكومباين، وسط حالة من الفرحة.

أوضح اللواء الدكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفرالشيخ، أن المساحة المنزرعة بالقمح هذا العام بلغت 235 ألف و519 فداناً، بزيادة تقدر بـ 32 ألف فدان عن العام الماضي، من إجمالي 552 ألف و260 فدان هي المساحة الزراعية بالمحافظة، يمثل القمح نسبة 42.6٪من المساحة المنزرعة بمحافظة كفرالشيخ، وهو ما يعكس الجهد المبذول لتحسين إنتاجية الأرض ودعم المزارعين وتعزيز الرقعة المنزرعة بمحصول استراتيجي يمثل الأمن الغذائي لمصر.

أشار محافظ كفر الشيخ، إلى أن موسم الحصاد سيستمر حتى 20 مايو المقبل، على أن يمتد حتى الأول من يونيو القادم للزراعات المتأخرة، مع تكثيف المتابعة الميدانية وتوفير كل التسهيلات اللازمة للمزارعين، مؤكداً أن المحافظة لا تدخر جهدًا في تحسين الخدمات الزراعية ورفع كفاءة البنية التحتية في القرى تحقيقًا للتنمية الشاملة التي تبدأ من دعم الفلاح في أرضه، مشيدًا بما يبذله المزارعون من جهد طوال العام لتوفير الغذاء من خلال زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية المتنوعة.

وأكد محافظ كفرالشيخ، أن دعم الفلاحين أولوية ورسالة وطنية، سواء من خلال توفير التقاوي والأسمدة الجيدة أو تبني سياسات تسويقية مناسبة، إلى جانب التيسير عليهم في توريد المحصول واستلام مستحقاتهم المالية في أسرع وقت.

قال الدكتور محمد بركات تركوي، وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ، أن زراعة المحصول والتوسع فى زراعة محصول القمح بالمصاطب ساعد على توفير وترشيد استهلاك مياه الرى، و زيادة سرعة الإنبات نسبته وانتظام نمو النباتات وزيادة التفريع وتقليل منافسة النباتات لبعضها، وتعمل على زيادة المحصول من الحبوب عن الزراعة البدار فى أحواض أو على خطوط، مؤكداً أن كفر الشيخ توسعت في زراعة القمح، فتم زيادة زراعة 32 ألف فدان عن العام الماضي، مؤكداً أنه تم استحداث عدد من الأصناف والتقاوي الجديدة ذات الجودة والإنتاجية العالية (سخا 95 – مصر 3 – مصر 4 – جيزة 171 – سدس 14) وذلك لزيادة إنتاجية الفدان.

قال محمد الحمادي، نقيب الفلاحين بسيدي سالم، تلألأت سنابل القمح الذهبية في حقول قرى ومراكز كفر الشيخ بموسم حصادها، وهلت بحصادها بشائر الخير، وتسابق الفلاحون والمزارعون في حصاد وجمع المحصول، معتمدين على آلات الحصاد الحديثة كالحصادة أو الضمامة والكومباين.

وأكدت الدكتورة زينب عبد الباري ، نقيب عام الفلاحين بكفر الشيخ، إنهم اتجهوا هذا الموسم لزراعة مساحات من حقولهم الزراعية بنظام المصاطب لما حققته العام الماضي من زيادة إنتاجية في الفدان وتوفير التكلفة المالية في عملية الزراعية، وجودة المحصول وزيادة عملية التفريع، مشيراًٍ إلى أن زراعة القمح بنظام المصاطب لها العديد من المميزات، الهدف الأساسي منها ترشيد استهلاك المياه، وتقليل التكلفة المالية على المزارع، حيث يزرع الفدان ب 45 كيلو تقاوى وفى الزراعة العادية يستهلك الفدان من 60 إلى 65 كيلو، وتقلل التلوث والسهولة في نقاوة الحشائش والمعالجة، والاستفادة القصوى من التسميد وتوفير عدد ساعات الري، فيستغرق الفدان ساعتين لعملية الري على غرار الزراعة العادية يحتاج الفدان ل4 ساعات للري، إضافة لزيادة التفريع وعدد الأفرع في المحصول يعطى الفدان إنتاجية من فدان من 24 إلى 26 أردب، أما الزراعة العادية يعطى إنتاجية من 20 إلى 22 أردب.

وأضاف محمود وفا عبد الفتاح، مزارع من بلطيم، تعددت صور حصاد القمح بمحافظة كفر الشيخ، مابين حصاد يدوي أو آلي ويقبلها دراسة القمح أليا ويدويا معاً، وهناك من يتجه إلى الآلات الحديثة لحصد القمح ودراسته وتعبئته دون أن تلمسه يد، ويتميز الحصاد والدراسة الآلية بأنها رخيصة الثمن فالفدان يتكلف 2000 جنيه أما الحصاد والدراسة اليدوية أو استخدام الألة والأيدي العاملة تتكلف 3000 جنيه للفدان.

وقال محمد سعد محمود، فلاح، القمح رصيد الفلاح السنوى وطالما تواجد القمح بالمنزل يكون الفلاح مرتاح ومطمئن، مؤكداً أن زراعة القمح من أسهل وأفضل الزراعات فلا تحتاج إلى عناء كثير ، فكل ما يفعله الفلاح يحرث الأرض ويجهزها ويبذر البذور ويروى الأرض ويتركها لمدة 45 يوما ثم يقوم برش الأراضى بالمبيدات ضد الحشائش الغريبة مثل "الخافور"، ويعقبها ببدر الأسمدة وبعدها بفترة يقوم الفلاح بحصاد القمح، وسط تواجد الأهل والجيران.

وأضافت ست أبوها محمد عبدالله، فلاحه، مهما توصف فرحة الفلاح فلن توصف، وخاصة ربة المنزل، والمزارعة، التي تساعد زوجها فى فلاحة الأرض"، مشيرة إلى أن الزرع مثل الابن ترعاه حتى يكبر، وعند حصاده تفرح، وتخزينه فى بيتها لتطحنه وتصنع منه الخبز أو تبيع جزء منه لتشتري ما تحتاج إليه، فهو السند وقت الضيق.

قالت ليان مدحت شبار، طالبة بالصف الخامس الإبتدائي، إنها سعيد بحصاد الذهب الأصفر، وسعيدة بتواجد الفلاحات بالحقل وهن يشاركن في حصاده، وسط حالة من الفرحة، وهي تتغني معهم بأمجاد مصر، ومكانة الفلاح التي يعرفها كل الشعب المصري.