الأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين فى حوار لـ"اليوم السابع": 630 معلما شهيدا و13 ألف طالب ضحية العدوان.. الاحتلال دمر أكثر من 350 مدرسة وما تبقى تحول إلى ملاجئ للنازحين.. ونخوض معركة بالقدس ضد التهويد

الأحد، 20 أبريل 2025 07:00 ص
الأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين فى حوار لـ"اليوم السابع": 630 معلما شهيدا و13 ألف طالب ضحية العدوان.. الاحتلال دمر أكثر من 350 مدرسة وما تبقى تحول إلى ملاجئ للنازحين.. ونخوض معركة بالقدس ضد التهويد الأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين فى حوار لـ"اليوم السابع"
حوار/ آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- 630 معلما شهيدا و13 ألف طالب ضحية العدوان.. الاحتلال دمر أكثر من 350 مدرسة وما تبقى تحول إلى ملاجئ للنازحين.

- خطة لإعادة توزيع المعلمين بسبب 950 حاجز إسرائيلي فى الضفة الغربية تمنع وصولهم للمدارس..


- سددنا رسوم الدراسة لـ10 آلاف من أبناء المعلمين ووزعنا 3000 طن مساعدات..


-الاحتلال يستهدف هوية فلسطين  والمعلمين يتصدون عبر المدارس..


- الفصول الافتراضية مكنتنا من إنهاء العام الدراسى الماضي لأكثر من 300 ألف طالب غزاوى..

في فلسطين، المعلم لا يواجه صعوبات مهنية.. بل يواجه خطر الموت يوميا، هو لا يسعى لتحسين بيئة عمله، بل يناضل من أجل البقاء، ومن أجل إيصال كلمة إلى طالب فقد مدرسته أو أسرته أو حتى أطرافه.

وسط القصف والدمار، لا تزال هناك أصوات تشرح، وأياد تمتد لتعليم طفل في خيمة أو عبر شاشة هاتف، في هذا الحوار، يكشف سائد أرزيقات، الامين العام للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، كيف يتحول التعليم من وظيفة إلى قضية وطنية، ومن حصة دراسية إلى فعل صمود يومي.

• نص الحوار:

- بداية.. كيف تصف التحديات التي يواجهها المعلم والتعليم الفلسطيني في ظل هذه الظروف؟

التحديات التى نواجهها تتجاوز التعليم، نحن في حرب بقاء، المعلم الفلسطيني، ككل أبناء الشعب، يبحث عن النجاة من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون، خاصة فى قطاع غزة، وإن كانت بصور مختلفة في الضفة الغربية أيضا، الاحتلال لا يستهدف فقط الإنسان، بل كل مقومات الحياة.


فالمعلم الفلسطيني يتعرض لضغط غير مسبوق، سواء بسبب انعدام الأمن أو بسبب الرواتب المجتزأة الناتجة عن مصادرة الاحتلال لأموال المقاصة، ورغم ذلك، المعلم ما زال صامدا ويؤدي واجبه المهني والوطني، ومستمرون فى تقديم التعليم، حيث اعتبرناه شكلا من أشكال المقاومة الوطنية.

أما العملية التعليمية في غزة فهى انتهت فعليا، حيث تم تدمير أكثر من 350 مدرسة بشكل كلي، إلى جانب 57 مبنى جامعي، بالإضافة إلى 89 مدرسة تابعة للأونروا، والمدارس المتبقية تستخدم كملاجئ للنازحين ولا يمكن استئناف التعليم فيها، بينما في الضفة الغربية تعاني المدارس من تقطيع الأوصال نتيجة أكثر من 950 حاجزا إسرائيليا يعيق حركة الطلاب والمعلمين، كما يمنع الاحتلال أحيانا فتح المدارس، ويتعمد تعطيل الطلبة عند الحواجز، لكننا مستمرون فى تنفيذ خطة طوارئ تعليمية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.

- ماذا عن الوضع التعليمي في القدس؟
القدس منطقة حساسة، المعلمون هناك يواجهون خطر تهويد التعليم، ولكننا أجرينا تنسيقا مع وزارة التعليم لصرف الرواتب كاملة للمعلمين المقدسيين، فالتحدي في القدس مزدوج: سياسي وتعليمي، ونبذل فيه جهدا كبيرا لحماية الهوية التربوية الفلسطينية.

-  هل هناك تقدم في ملف الرواتب؟
نعم، بعد تدخلات مباشرة، تم رفع الحد الأدنى للرواتب ليصل إلى 1000 دولار، وصرف ما يعادل 70% من الراتب للمعلمين، هذا ساهم في توفير أكثر من 60% من الرواتب الكاملة، مما عزز صمود المعلمين.

- هل هناك إحصاءات حديثة عن الشهداء من المعلمين والطلاب؟
حتى الآن استشهد أكثر من 630 معلما فى قطاع غزة، وأصيب العشرات، أما طلابنا، فقد فقدنا أكثر من 13,350 طالبا، وهناك أكثر من 21,500 طالب مصاب، غالبيتهم بإصابات خطيرة نتيجة ضعف الإمكانيات الطبية، ولدينا أيضا أكثر من 35 ألف طفل يتيم فى غزة.

- كيف واجهتم تدمير المدارس فى ظل استمرار العدوان؟
بدأنا بتنفيذ التعليم الإلكتروني والتعليم المدمج، وفتحنا مراكز تعليمية بديلة بالتعاون مع المعلمين في الضفة الغربية، حيث تطوع أكثر من 3000 معلم لدعم طلاب غزة، ونجحنا في إنهاء العام الدراسي الماضي لأكثر من 300 ألف طالب، رغم الحرب والدمار، حيث ساهم ذلك فى فتح المجال أمام الجميع للوصول للتعليم بالوسائل الممكنة، وذلك نتيجة تعاون فعال بين اتحاد المعلمين والحكومة الفلسطينية، للاستجابة للمبادرات الطارئة وتعزيز حضور المعلمين والطلاب رغم كل شيء.

- وماذا عن مبادرة الفصول البديلة أو الافتراضية؟
في غزة، أطلقنا مبادرة المدارس الافتراضية بالتعاون مع وزارة التعليم، وشجعنا المعلمين على التطوع لتدريس الطلاب أونلاين، وهو أمر بدأ العمل عليه منذ فترة جائحة كورونا، حيث بدأنا بتدريب المعلمين على التعليم الإلكتروني، وأنشأنا فرق تدريب ميدانية تابعة للاتحاد، ونقدم حاليا دورات لـ200 معلم شهريا، مع تركيز خاص على المعلمات.

- هل اتخذتم خطوات تنظيمية بسبب الحواجز؟
نعم، أعدنا توزيع المعلمين جغرافيا بما يتناسب مع أماكن سكنهم، لتقليل أثر الحواجز، كل معلم بات يداوم في أقرب نقطة ممكنة، ونعيد تقييم الأوضاع أسبوعيا بحسب المتغيرات الأمنية.

- هل لديكم اتجاه لتوثيق الانتهاكات بحق الكوادر التعليمية؟
بدأنا بالفعل بتوثيق شهادات بالفيديو، لكن لا يمكننا التحرك ميدانيا الآن بسبب خطورة الأوضاع، التوثيق الحقيقي سيكون بعد انتهاء العدوان، ونأمل أن تتشارك فيه مؤسسات وطنية ودولية.

- هل هناك دعم خارجي من نقابات أو مؤسسات دولية لصالح معلمى غزة؟
نعم، لدينا علاقات قوية مع نقابات من أستراليا، بريطانيا، أمريكا، فرنسا، النرويج، وجنوب إفريقيا، والنقابات الأمريكية والبريطانية تحديدا اتخذت مواقف جريئة ضد سياسات حكوماتها، وشاركت في تظاهرات أسبوعية للمطالبة بوقف الحرب ودعم المعلمين في غزة.
    كما قدمت لنا نقابة التعليم الدولية تمويلا مباشرا، من خلاله استطعنا دعم أكثر من 4000 معلم بمساعدات غذائية.

- هل هناك تواصل مع المعلمين الذين غادروا القطاع؟
نعم، لدينا تواصل دائم معهم، خاصة المتواجدين في مصر، ونظمنا اجتماعات وتعاونوا معنا في امتحانات الثانوية العام الماضى، كما حدثنا قاعدة بيانات إلكترونية لمتابعة مواقع المعلمين وتحركاتهم لضمان استمرار التواصل.

- ما أبرز التدخلات التي قام بها اتحاد المعلمين مؤخرا لدعم أعضائه؟
قمنا بعدة إجراءات، منها: تقليص عدد أيام العمل من 5 إلى 4 أيام، تم صرف مواصلات كاملة للمعلمين، وتقديم مساعدات مالية مباشرة لـ4000 معلم في غزة و1000 في الضفة، وتم توزيع طرود غذائية تصل إلى 3000 طن، كما تم إنشاء مراكز تربوية تطوعية، وتشجيع التعليم الإلكتروني، وسداد رسوم الجامعات لحوالي 10 آلاف طالب من أبناء المعلمين.

- ماذا تقول للمعلمين الفلسطينيين؟
نقول لكل معلم فلسطيني: أنتم خط الدفاع الأول عن هوية هذا الشعب، صمودكم اليوم هو صمود لفلسطين كلها، ونحن مستمرون في دعمكم حتى آخر لحظة، المعلم الفلسطيني سيظل رمزا للصمود، حتى في أحلك الظروف، التعليم هو معركتنا الوطنية، وسنخوضها بكل إصرار حتى النصر.


 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة