أكرم القصاص

جرائم نتنياهو وأكاذيب الاحتلال.. ودور مصرى لا يمكن استبداله

السبت، 19 أبريل 2025 10:00 ص


لم يعد لدى نتنياهو، والمتطرفين داخل الاحتلال، أية ذرائع لمواصلة حرب الإبادة، ومع هذا يواصل الاحتلال إطلاق الكذب مع القذائف والطائرات، ضمن حرب تشهد أكبر قدر من الأكاذيب طوال تاريخ القضية، لكن إذا كان من الطبيعى أن الكذب هو جزء من سياسات وتحركات الاحتلال، فإن الغريب واللافت أن هناك من يردد أكاذيب الاحتلال طوال الوقت، وكأن هناك تحالفا للكذب داخل الإقليم هدفه تمرير أكاذيب الاحتلال، وعلى مدار الشهور منذ أكتوبر 2023، تواصلت الحرب لأطول فترة على مدى تاريخ الصراع، وللمفارقة، إنها المرة الأولى التى يتم فيها نقل القضية إلى محكمة العدل الدولية، وإلى المحكمة الجنائية الدولية، وهى خطوة - بالرغم من كونها تظل قانونيا مجالا لدفوع وجدال - أثارت غضب الاحتلال ومعه الولايات المتحدة الأمريكية، ففى عهد بايدن والديموقراطيين، تم تهديد المحكمتين، «العدل» و«الجنائية»، وفى عهد ترامب تكررت التهديدات، وهو أمر كاشف عن وحدة السياسات والمواقف الأمريكية من الاحتلال ومن الحرب، وأنه لا فارق إلا فى الدرجة، بينما المواقف ذاتها واحدة، وواضحة.


وبدا واضحا أن إسرائيل ترفض الانصياع للقانون الدولى، أو قواعد المنظمات، ولهذا شنت حربا دعائية ضد كل من انتقد الحرب أو الاحتلال، بدءا من من مهاجمة أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، والذى طالب أمام مجلس الأمن جميع الأطراف بـ«ضرورة احترام القانون الإنسانى الدولى، واحترام المدنيين والمستشفيات ومرافق الأمم المتحدة»، جوتيريش واجه هجوما من إسرائيل وحلفائها، وصولا إلى محكمة العدل الدولية التى أصاب قرارها ضد إسرائيل، الاحتلال بمزيد من الهيستريا، ما يمثل أمرا لافتا، وخطوة كان ولا يزال من الممكن توظيفها والتعامل معها ضمن أوراق المواجهة مع الاحتلال، بشكل يمكن أن يضاعف من حجم التعاطف الدولى والدعم للقضية التى أصبحت فى واجهة القضايا التى تشد الاهتمام، حتى فى المجتمعات الغربية، التى تعاطفت فى بداية الحرب مع مزاعم الاحتلال، لكنها تراجعت مع ظهور جرائم الاحتلال ضد أطفال غزة.


أمام محكمة العدل الدولية، ردد مسؤولون إسرائيليون سلسلة من الأكاذيب ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، وتم حظر نشاطها بالرغم من كونها تتبع منظمة الأمم المتحدة، وهو ما ضاعف عداء الاحتلال للقانون، الأمر الذى اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة عقابا جماعيا لعشرات الآلاف من النساء والرجال الذين يعملون مع الأونروا، ومليونى مدنى يتلقون خدمات المنظمة، ومع هذا واصل الاحتلال سلسلة الأكاذيب فى محاولة لتعليق جرائمهم على شماعات الآخرين، بينما كل الدلائل تؤكد ضلوع الاحتلال فى السعى للقضاء على سكان غزة، بالقصف والحصاروالتجويع، بهدف التهجير القسرى، وهو ما فشل فيه الاحتلال طوال أكثر من 16 شهرا، ويواصل الاحتلال القتل والكذب.

وبسبب تمسك مصر بموقف ثابت ضد الحرب والتهجير، واجهت - ولا تزال - أكاذيب الاحتلال وحملاته العدائية التى هى فى الواقع رد فعل على «خطوط مصر» الحمراء، والدعم الشعبى والرسمى المصرى للفلسطينيين وحقهم فى دولتهم، تتمسك مصر برؤية شاملة تتمثل - كما أعلن ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات فى خارطة طريق - إنهاء الاحتلال وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل، والآمن، والسريع، والمستدام للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، وصولا لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.


وتتحرك مصر وسط تقاطعات ومناورات وأكاذيب من قبل الاحتلال ونتنياهو، وأيضا مع أطراف إقليمية ووكلاء وتداخلات من كل الأطراف ولجان تعمل فى خدمة الاحتلال مع مزاعم أنهم عرب أو فلسطينيون، بينما هم من وحدات التشويش واللجان التابعة للاحتلال.


مصر تخوض حروبا متعددة لوقف الحرب ودخول المساعدات أولا، ثم التمهيد للإعمار والتعافى، ومواصلة السعى لإقامة الدولة الفلسطينية، وهو دور لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، ولهذا تواجه مصر حروبا داخل الحرب.

مقال أكرم القصاص



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب