تمر اليوم الذكرى الـ250 على اندلاع حرب الاستقلال الأمريكية، وهى حرب دولية نشبت فى القرن الثامن عشر بين بريطانيا العظمى ومستعمراتها الثلاث عشرة، المتحالفة مع فرنسا آنذاك، والتى أعلنت استقلالها لتكون نواة الولايات المتحدة الأمريكية.
وخاض المستعمرون في أميركا حربا على بريطانيا في ما تعرف بالحرب الثورية الأميركية عام 1775، وتمكنت تلك المستعمرات من الانتصار، ثم تبنت إعلان الاستقلال عن التاج البريطاني في الرابع من يوليو 1776، وهي تشير إلى أحداث التمرد التي حدثت من قِبل سكان المستعمرات الثلاثة عشر في أمريكا الشمالية والتي قامت ضد سياسات الإمبراطورية البريطانية العظمى، وأدت في آخر الأمر إلى تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية كدولة مستقلة.
وبحسب كتاب " الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا" تأليف جوزيف إم سيراكوسا، فأنه بعد انتهاء حرب الاستقلال سرعان ما أدرك الأمريكيون أن الطريق إلى الاستقلال ليس مفروشًا بالورود. وبنهاية الحرب رسميًّا في عام 1783 اعترفت فرنسا وبريطانيا العظمى وهولندا والسويد بالحكومة الأمريكية الجديدة، وجاب الدبلوماسيون الأمريكيون حديثو الخبرة دول أوروبا بلا جدوى للحصول على اعتراف رسمي بالولايات المتحدة من روسيا وبروسيا والنمسا وإسبانيا ودوقية توسكانا الكبرى؛ حيث لاقوا في بلاط هذه الممالك استقبالًا فاترًا.
تلا الاستقلال اعتراف القليل من الدول بالولايات المتحدة الأمريكية. وأخيرًا في عام 1784 استسلمت إسبانيا وأرسلت دون دييجو دي جاردوكي بصفته أول وزير مفوض لها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ووقَّعت بروسيا معاهدة مع الولايات المتحدة عام 1785، ووقَّعت المغرب معاهدة عام 1786. وبحلول عام 1787، أصبحت لدى الولايات المتحدة معاهدات تجارية مع هاتين القوتين ومع فرنسا (1778)، ومع هولندا (1782)، ومع السويد (1783)، فيما لم تقم معاهدات تجارية بينها وبين بريطانيا العظمى حتى عام 1794، ولم تربطها بإسبانيا أي معاهدات حتى عام 1795. لم تُقِم الحكومة البريطانية وزنًا كبيرًا للولايات المتحدة حتى إنها لم تبعث وزيرًا يتمتع بصلاحيات كاملة إلى فيلادلفيا حتى عام 1791، رغم أنها استقبلت جون آدامز بصفته وزيرًا لها عام 1785، وكان لها ممثلون قنصليون وممثلون في الموانئ الأمريكية.