"فلسطين أولًا.. وشراكات للمستقبل".. الدبلوماسية المصرية تطرق أبواب العالم.. وسياسيون: التحركات الرئاسية تنطلق من استراتيجية واعية لتحقيق التوازن والاستقرار.. ويؤكدون: تعكس ثقل مصر الإقليمى والدولى

الخميس، 17 أبريل 2025 01:00 ص
"فلسطين أولًا.. وشراكات للمستقبل".. الدبلوماسية المصرية تطرق أبواب العالم.. وسياسيون: التحركات الرئاسية تنطلق من استراتيجية واعية لتحقيق التوازن والاستقرار.. ويؤكدون: تعكس ثقل مصر الإقليمى والدولى الرئيس عبد الفتاح السيسى
كتبت: سمر سلامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

◄ سياسيون: استقرار المنطقة مرهون بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

في توقيت بالغ الحساسية إقليميا ودوليا، تواصل الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أداءها النشط والفاعل على مختلف المستويات، لترسي رسائل واضحة حول ثوابت السياسة الخارجية المصرية، خاصة ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية، ورفض المساس بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، ورفض التهجير القسري والاعتداءات على المدنيين.

وتبرز التحركات الأخيرة التي شملت استقبال قادة دول كبرى، وعقد قمم ثلاثية، إضافة إلى جولات خليجية مهمة، كيف باتت القاهرة مركز ثقل سياسي لا غنى عنه في معادلة الاستقرار الإقليمي، ومحورا أساسيا لتعزيز الشراكات الثنائية، وبناء توافقات ضرورية في منطقة تموج بالتوترات.

التحركات الرئاسية الأخيرة تعكس استراتيجية مصرية واعية لتحقيق التوازن والاستقرار

وفي هذا السياق أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن التحركات الدبلوماسية للرئيس عبد الفتاح السيسي والتي اختتمها بجولة خليجية شملت قطر والكويت، تعكس بوضوح قوة الحضور المصري على الساحة الدولية والإقليمية، ويؤكد استعادة مصر لدورها الريادي والمحوري في المنطقة، خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية، مشيرا إلى أن هذه الجولة التي سبقها استقبال تاريخي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والملك عبدالله الثاني عاهل الأردن، ثم عقد القمة الثلاثية بالقاهرة، ولقاء مع الرئيس الإندونيسي، كلها تحركات تعكس استراتيجية مصرية واعية تهدف إلى تحقيق التوازن والاستقرار في ظل التحديات المتصاعدة، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة.

وأشار "محسب"، إلى أن مصر تتحرك من منطلق مسؤولية تاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وتضع نصب أعينها حماية الأمن القومي العربي، وهو ما ظهر جليا في نتائج القمة الثلاثية التي أكدت على الثوابت المصرية الأردنية الفرنسية بشأن وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية ورفض التهجير القسري، مشددا على أن زيارة الرئيس السيسي الكويت وقطر، تأتي في إطار دعم العلاقات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة، وبحث سبل التنسيق المشترك تجاه تطورات الأوضاع في غزة والشرق الأوسط عامة، موضحًا أن هذا الحراك يعكس ثقة قادة الدول في الرؤية المصرية.

وأضاف عضو مجلس النواب،  أن مصر الآن لا تتحرك فقط كطرف إقليمي، بل كفاعل رئيسي له تأثير حقيقي على مجريات الأمور، وهو ما يجعل الدول الكبرى تستمع جيدا لما تقوله القاهرة، وتحرص على التشاور معها في كل المستجدات، مشددا على أن هذه الجولات الدبلوماسية تؤكد أن مصر تقود تحركا دبلوماسيا مسؤولا، يوازن بين الدعم السياسي للقضية الفلسطينية والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وأكد النائب أيمن محسب، أن استقرار منطقة الشرق الأوسط مرهون أولا بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، وبدء مسار سياسي من أجل  دعم حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الحدود المقررة في الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

النشاط الدبلوماسي يعكس ثقل مصر الإقليمي والدولي

فيما أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن النشاط الدبلوماسي المكثف للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأيام الماضية يعكس المكانة المتميزة التي أصبحت تتمتع بها مصر على الساحة الدولية، ويؤكد مجددا على الدور المحوري الذي تلعبه في دعم الاستقرار الإقليمي والتنسيق السياسي تجاه القضايا الحيوية، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

وقال "الجندي"،  إن استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة، ثم عقد قمة ثلاثية مهمة بينهم، مثل رسالة قوية على وحدة الموقف المصري الأردني الفرنسي تجاه وقف إطلاق النار في غزة، ومنع تهجير الفلسطينيين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، وهي مبادئ أساسية تنطلق منها مصر في تحركاتها السياسية، وتؤكد التزامها التاريخي بالقضية الفلسطينية، فضلا عن استقبال رئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، لاحقا الأمر الذي يعكس كذلك مدى اهتمام دول جنوب شرق آسيا بالتعاون مع مصر والتشاور معها في الملفات الدولية، ما يبرز حجم الاحترام الذي تحظى به القيادة المصرية وقدرتها على بناء شراكات متنوعة مع مختلف الأطراف الدولية.

وأشار عضو مجلس الشيوخ،  إلى أن الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس السيسي، وشملت قطر والكويت، أيضا تؤكد عمق العلاقات المصرية الخليجية، وحرص مصر على التشاور مع الأشقاء في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، مؤكدا أن الأمن القومي العربي وحدة واحدة، وأن التنسيق المصري مع دول الخليج يعكس وحدة الصف في مواجهة التحديات، خاصة مع استمرار التصعيد في الأراضي الفلسطينية وتهديد أمن البحر الأحمر.

وأوضح "الجندي"، أن هذه التحركات المتزامنة تعكس وجود رؤية مصرية واضحة تعتمد على الحضور الفاعل في كافة الدوائر الحيوية، وتعزز من مكانة مصر كركيزة للاستقرار ومرجعية سياسية موثوقة في المنطقة، مضيفا أن ما نشهده اليوم من تفاعل دولي مع المبادرات المصرية يعكس مصداقية السياسة الخارجية التي تنتهجها الدولة، والتي تقوم على التوازن والاحترام المتبادل والبحث عن الحلول الدبلوماسية، قائلا: " الجولة الدبلوماسية للرئيس السيسي ليست مجرد زيارات بروتوكولية، بل خطوات استراتيجية مدروسة تصب في صالح الأمن القومي المصري والعربي، وتفتح آفاقا أوسع للتعاون السياسي والاقتصادي، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى التماسك والوحدة أكثر من أي وقت مضى."

خطوة استراتيجية بالغة الأهمية

وبدورها أكدت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، أن الجولة المهمة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كل من دولة قطر ودولة الكويت، تمثل خطوة استراتيجية بالغة الأهمية، تعكس رؤية القيادة السياسية المصرية في بناء شراكات عربية قوية ومتوازنة، قائمة على الاحترام والمصالح المشتركة.

وأضافت النائبة مايسة عطوة،  أن هذه الزيارة الرئاسية تأتي في سياق إقليمي حساس، يتطلب تعزيز التنسيق والتكامل العربي، لمواجهة التحديات المتصاعدة على كافة الأصعدة، سواء في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية أو التحولات السياسية التي تمس أمن واستقرار المنطقة، مؤكدة أن مصر لا تتحرك في فراغ، بل تبني سياساتها على ثوابت قومية، ورؤية استراتيجية ناضجة تُعلي من شأن المصلحة العربية العليا.

كما شددت النائبة، على أن الحضور الدبلوماسي المصري القوي في العواصم الخليجية يُعد شهادة ثقة واعترافا بدور مصر التاريخي والمحوري كصمام أمان للمنطقة، وصوت عاقل يسعى دوما إلى نزع فتيل الأزمات وإرساء الاستقرار والسلام  بعيدًا عن سياسات المحاور والاستقطاب.

وأكدت النائبة مايسة عطوة، أن لقاءات الرئيس السيسي مع قيادات دولة قطر ودولة الكويت الشقيقتين، تفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك في مجالات الاقتصاد، والاستثمار، والطاقة، والأمن الغذائي، فضلًا عن التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية، بما يعزز من مكانة العالم العربي على الساحة الدولية.

وفي ختام تصريحاتها، أشادت النائبة مايسة عطوة بالرؤية المتزنة والحكيمة التي يقود بها الرئيس السيسي علاقات مصر الخارجية، مؤكدة أن تحركاته في الخارج تُترجم الدولة المصرية، وثبات موقفها، وقدرتها على لعب دور الوسيط النزيه والفاعل، القادر على بناء جسور الثقة وتعزيز التضامن العربي في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والعمل المشترك.

دبلوماسية السيسي النشطة تعيد صياغة التحالفات وتعزز أمن المنطقة

وفي ذات الصدد، قال الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ ، إن التحركات الدبلوماسية المتواصلة للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأيام الماضية ليست مجرد زيارات روتينية، بل تمثل خطوات مدروسة لإعادة ترتيب البيت العربي وتعزيز التحالفات الإقليمية والدولية بما يخدم مصالح الشعوب ويعزز الأمن القومي المصري والعربي، منوها عن أن بدء الجولة باستضافة القمة الثلاثية في القاهرة مع الرئيس الفرنسي ماكرون والملك عبدالله الثاني، ثم اللقاء مع رئيس إندونيسيا، ووصولا إلى الجولة الخليجية التي شملت قطر والكويت، كلها محطات تبرز قدرة الدولة المصرية على التحرك الفعال في أكثر الملفات حساسية، وفي توقيت بالغ الدقة.

وأضاف "الهضيبي"،  أن مصر تلعب الأن دور الوسيط النزيه والمسؤول في الأزمة الفلسطينية، وتحركاتها الدبلوماسية الأخيرة تعزز من فرص التهدئة وفتح ممرات إنسانية للأهالي في قطاع غزة، وهو ما تدعمه الدول الكبرى مثل فرنسا، كما ظهر خلال القمة الثلاثية، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السيسي إلى قطر والكويت لها أبعاد اقتصادية وسياسية وأمنية مهمة، حيث تمثل هاتان الدولتان شريكين استراتيجيين لمصر في ملفات حيوية، خاصة ملف الطاقة والاستثمارات والتعاون الأمني في ظل ما تشهده المنطقة من تهديدات متزايدة.

وأكد عضو مجلس الشيوخ،  أن التحرك الرئاسي جاء مدعوما بقاعدة شعبية صلبة وتأييد برلماني واضح، وهو ما يعكس ثقة الداخل قبل الخارج في القيادة المصرية، مشيرا إلى أن هذه الزيارات تعزز من مكانة مصر كمرجعية إقليمية وصوت عاقل في محيط يموج بالصراعات، لافتا إلى أن الرئيس السيسي لا يسعى فقط إلى التهدئة، بل إلى إعادة بناء منظومة أمن عربي جماعي، تستند إلى التنسيق وتبادل المعلومات والدعم السياسي والاقتصادي، وهو أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة.

وشدد النائب ياسر الهضيبي، على أن ما تشهده الدبلوماسية المصرية حاليا هو تجسيد حي لمفهوم الدولة القوية صاحبة القرار المستقل والرؤية الواضحة، وهو ما سيكون له أثر كبير على خريطة التحالفات في المنطقة خلال المرحلة القادمة، مؤكدا أنه لا بديل عن تنفيذ الرؤية المصرية من أجل إنهاء الصراع القائم واستعادة استقرار المنطقة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة