ذكرى الألم والصمود فى أسبوع الآلام.. قراءة فى أحداث الأربعاء المقدس.. والأقباط يستلهمون الصبر ويتذكرون الخيانة.. والاغتسال بالنعناع والبقدونس كتقليد للبركة والشفاء.. ومنع القبلات والمعانقات تذكير بخيانة يهوذا

الأربعاء، 16 أبريل 2025 08:00 ص
ذكرى الألم والصمود فى أسبوع الآلام.. قراءة فى أحداث الأربعاء المقدس.. والأقباط يستلهمون الصبر ويتذكرون الخيانة.. والاغتسال بالنعناع والبقدونس كتقليد للبركة والشفاء.. ومنع القبلات والمعانقات تذكير بخيانة يهوذا الكاتدرائية
كتب: محمد الأحمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمثل أسبوع الآلام ذروة التقويم الليتورجى المسيحى، حيث نستذكر الأحداث المؤلمة والمفصلية فى حياة المسيح قبل صلبه وقيامته، ومن بين أيام هذا الأسبوع المقدس، يبرز يوم أربعاء أيوب كذكرى تحمل فى طياتها عمقًا روحيًا وتأملًا فى طبيعة الألم البشري وقوة الصبر والإيمان.


ويعتبر هذا اليوم، الذى يأتى بعد 3 أيام من بداية الأسبوع المقدس، ويحمل اسم النبى أيوب الصديق الذى اختبر أشد أنواع البلاء والوجع، ليصبح رمزًا للصبر والتحمل فى وجه المصائب.


أحداث أربعاء أيوب
ويحمل يوم أربعاء أيوب، أو الأربعاء المقدس كما يُعرف فى بعض الكنائس الشرقية، أهمية خاصة فى أسبوع الآلام، حيث تتداخل فيه ذكرى الخيانة مع رموز الصبر والبركة. أبرز أحداث هذا اليوم تشمل:

تآمر يهوذا الإسخريوطى
ويُعتبر هذا اليوم الذى تآمر فيه يهوذا أحد تلاميذ المسيح مع رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين لتسليم السيد المسيح مقابل ثلاثين من الفضة (متى 26: 14-16). هذا الحدث يمثل قمة الخيانة والغدر في قصة الآلام.
وفى هذا اليوم، اجتمع السنهدريم (المجلس الدينى اليهودي) للتداول والتخطيط لكيفية القبض على يسوع وقتله، وتذكر بعض الروايات أن السيد المسيح اعتزل فى هذا اليوم غالبًا فى بيت عنيا، استعدادًا للأحداث القادمة.
وفى بعض التقاليد المسيحية الشرقية، يُذكر فى هذا اليوم حدث مسحة رأس وقدمي يسوع بالطيب الثمين من قبل امرأة في بيت عنيا (يوحنا 12: 1-8)، كرمز للتكريس والتكفين استعدادًا لموته.
وفى الكنائس القبطية الأرثوذكسية، يُطلق على هذا اليوم "أربعاء أيوب" وتُقرأ فيه أجزاء من سفر أيوب في العهد القديم. يُنظر إلى صبر أيوب في وجه البلاءات الشديدة كرمز لصبر السيد المسيح في آلامه.
أبرز عادات الأقباط في يوم أربعاء أيوب
قراءة سفر أيوب والاستماع إليه في الكنيسة: هذه من أبرز العادات، حيث يتأمل الأقباط في قصة أيوب وصبره كنموذج للمرور بالأوقات الصعبة بالإيمان.
الاغتسال بماء النعناع أو البقدونس: يعتقد البعض أن الاغتسال في هذا اليوم بماء مُضاف إليه النعناع أو البقدونس يجلب البركة والشفاء، تذكارًا لتطهير أيوب من أمراضه. وقد يقوم البعض برش هذا الماء في المنزل.
صنع "عروسة القمح": في بعض المناطق الريفية، يحتفل المزارعون ببداية ظهور سنابل القمح الخضراء ويصنعون منها أشكالًا تسمى "عروسة القمح" كرمز للخصب والبركة.
منع القبلات والمعانقات: بدءًا من مساء ثلاثاء أسبوع الآلام (ليلة الأربعاء) وحتى نهاية قداس سبت النور، تتوقف عادة تبادل القبلات والمعانقات بين الأقباط في الكنائس، تذكيرًا بقبلة يهوذا التي كانت علامة للخيانة.
التركيز على التأمل الروحي: يركز الأقباط في هذا اليوم على التأمل في معاني الخيانة والصبر والتضحية، والاستعداد الروحي للأيام القادمة في أسبوع الآلام.
أبرز الأكلات في يوم أربعاء أيوب
وخلال أسبوع الآلام، يلتزم الأقباط بالصوم النباتي، حيث يمتنعون عن تناول أي منتجات حيوانية، وفي يوم أربعاء أيوب، من أبرز الأكلات التي قد يتناولونها:

الفريك: يعتبر طبق الفريك من الأكلات التقليدية في هذا اليوم لدى بعض الأقباط. يُنظر إلى صلابة الفريك وقوته كرمز لصبر أيوب وتحمله.
البقوليات: مثل العدس والفول النابت، وهي أكلات نباتية بسيطة تتناسب مع فترة الصوم.
الخضروات والفواكه: تُعتبر أساس النظام الغذائي في فترة الصوم، وتُطهى بطرق متنوعة.
عروسة القمح (في بعض المناطق): قد يتم تناول جزء من "عروسة القمح" المصنوعة كنوع من البركة والاحتفال ببداية موسم الحصاد.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة