تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدًا الخميس "خميس العهد"، أحد الأعياد السيدية الصغرى، والذي يُعد محطة مركزية في أحداث أسبوع الآلام، إذ يحيي الأقباط ذكرى تأسيس السيد المسيح لسر التناول (الإفخارستيا)، بتقديم جسده ودمه لتلاميذه، وذلك قبل ساعات من صلبه بحسب الإيمان المسيحي.
ويُعتبر خميس العهد، وفقًا للعقيدة المسيحية، بداية العهد الجديد بين الله والبشرية، حيث قدم السيد المسيح خبزًا قائلًا: "خذوا كلوا هذا هو جسدي"، وكأسًا قائلًا: "اشربوا منها كلكم، هذا هو دمى للعهد الجديد الذى يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا"، بحسب ما ورد فى الأناجيل.
ويُطلق على هذا العيد اسم "خميس العهد" نسبة إلى العهد الجديد بدم المسيح، الذي حل محل العهد القديم، ويؤمن الأقباط بأن هذا الحدث لم يكن لحظة تاريخية فقط، بل فعل روحي دائم يُجدد العلاقة بين الإنسان والله.
ويُقام خلال هذا اليوم القداس الإلهي صباحًا، كما تُرفع صلوات خاصة ومُطولة تتضمن قراءات من الأناجيل الأربعة، وتُتلى ألحان مميزة تخص المناسبة، وتُقام طقوس غسل الأرجل (اللقان) تذكارًا لما فعله المسيح مع تلاميذه.
ويأتى خميس العهد بعد أحد الشعانين، وقبل الجمعة العظيمة، فى ختام أسبوع الآلام، الذى تُحييه الكنيسة بصلوات مكثفة، وأجواء روحانية خاصة، تعبيرًا عن المشاركة في آلام السيد المسيح تمهيدًا للاحتفال بعيد القيامة المجيد يوم الأحد المقبل.