أكرم القصاص

السيسى فى الكويت.. توسيع الشراكة الاقتصادية ودعم التوافق العربى

الأربعاء، 16 أبريل 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتحرك مصر فى كل الاتجاهات وعلى كل المحاور والدوائر لبناء مواقف وشراكات، بهدف تقويم موقف إقليمى وعربى تجاه التحديات المختلفة، وأيضا توسيع دوائر الدعم للرؤية المصرية تجاه هذه التحديات، ولهذا يمكن فهم تحركات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جولته بقطر والكويت، وفى الوقت نفسه تكثيف الاتصالات والتحركات لوقف العدوان على غزة، وإحباط كل مخططات التهجير، وبناء مواقف يمكنها التأثير. مصر تتحرك على كل المحاور لوقف الحرب، وفى نفس الوقت بناء شراكات اقتصادية مهمة تقوم على الاستثمار والعوائد المتبادلة لكل الأطراف.

وبناء عليه، تأتى أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الكويت ومن قبلها قطر، التى تأتى فى توقيت مهم، سواء على مستوى ما يدور فى الإقليم من قضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ورفض التهجير ومسار الدولتين ودعم الوحدة الفلسطينية ومسارات توحيد الفصائل، ودعم الخطة العربية لإعادة الإعمار فى وجود سكان، وتسعى مصر على مدى الفترات الماضية فى اتجاه تكوين موقف عربى وإقليمى يقوم على الحقائق ويقدم البديل، وتحظى التحركات المصرية بدعم أوروبى ودولى، خاصة أن مصر وقطر طرفان مهمان فى المباحثات التى تستهدف وقف العدوان على غزة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونجحا بالفعل فى التوصل إلى اتفاق كسره الاحتلال، ولا تزال مصر تبذل جهدها لإنهاء الحرب مع الوسطاء وتنقل الاقتراحات والمطالب، وصولا إلى توافق حول وقف الحرب.

وفى الكويت، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى عهد الكويت، خالد الحمد الصباح، على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وتبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية إلى غزة، والبدء فى إعادة إعمار قطاع غزة وفقا للخطة العربية، مشددين على رفضهما تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدين على أهمية استمرار الجهود الدولية الرامية لإعادة إحياء عملية سياسية جادة تفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبجانب القضية الفلسطينية، فإن جولة الرئيس تسعى لبناء توافق عربى حول المسارات السياسية فى ليبيا وسوريا، وكيفية استعادة الاستقرار فى السودان والمباحثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لتجنب الحرب التى تهدد الاستقرار الإقليمى، كل هذه القضايا تمثل محاور لجولة الرئيس فى الكويت ومن قبلها قطر، بحثا عن توافق وانطلاق من رؤية مصرية تهدف لأن يكون الموقف العربى مطلقا من الفعل وليس رد الفعل، خاصة أن الدول العربية تمتلك، حال العمل معا، أوراقا اقتصادية وسياسية يمكن استعمالها وتوظيفها لخدمة الموقف العربى والاستقرار الإقليمى، الذى يتيح مجالات التنمية بعد الخروج من دوائر الصدام والصراع.

ومع القضايا الإقليمية وتوازنات القوة والسلام، فإن جولة الرئيس فى الكويت تتضمن سعيا لتوسيع الشراكات الاقتصادية ومضاعفة التبادل التجارى والاستثمارات المتبادلة، والتعاون الاقتصادى من خلال استعراض مجالات التعاون والفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر، بناء على ما تحقق فى مجال البنية الأساسية ومجالات الاستثمارات فى مصر، التى تتنوع ما بين مجالات استثمار فى الصناعة والسياحة والطاقة التقليدية أو الطاقة الجديدة والمتجددة وصناعات السيارات، بجانب مجالات صناعية متعددة تمثل فرصا استثمارية تتوفر لها الإمكانات والحوافز.

الرئيس عبدالفتاح السيسى استقبل الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس مجلس الوزارء الكويتى بالإنابة، الذى أكد اعتزاز بلاده قيادة وشعبا بالعلاقات التاريخية والأخوية الوثيقة بين مصر والكويت، بينما أعرب الرئيس السيسى عن تقديره لحفاوة الاستقبال التى تعكس عمق العلاقات الراسخة بين مصر والكويت، مؤكدا حرص مصر المستمر على تعزيز التعاون مع الكويت فى كل المجالات، وأشاد بالدور الفاعل الذى تضطلع به الجالية المصرية فى دعم مسيرة التنمية بالكويت، بما يعكس الروابط الوثيقة بين البلدين الشقيقين. لقاء الرئيس مع رئيس الوزراء بالإنابة تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والاستفادة من الميزات النسبية للبلدين، بما يسهم فى تعزيز الشراكة بينهما، ويحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.

كل هذه التحركات والعناصر تدعم أهمية جولة الرئيس فى الكويت، ولقاءاته مع الأمير مشعل الصباح، والمسؤولين، لتأكيد توسيع العلاقات الثنائية وترافقه المواقف العربية، وحالات التعاون الاقتصادى والسياسى، ضمن علاقات متميزة وشراكات اقتصادية مهمة.


اليوم السابع






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة