الصناعة في مصر القديمة.. الفراعنة أبدعوا في الصناعات اليدوية وإخضاع المعادن

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 08:00 ص
الصناعة في مصر القديمة.. الفراعنة أبدعوا في الصناعات اليدوية وإخضاع المعادن الحضارة المصرية القديمة
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قطعت الصناعة في مصر القديمة شوطًا كبيرًا، فقد عرف الفراعنة كيف يروضون المعادن بأنواعها، ولعل جولة في المتاحف المصرية والعالمية التي تحتوي آثارا مصرية قديمة تجعلنا نكتشف مدى ما وصل إليه المصريون.

يقول عالم المصريات سليم حسن في موسوعته "مصر القديمة، متحدثا عن بعض الصناعات:

الصناعات اليدوية

أما الصناعات اليدوية فقد مرت بعصر ازدهار جديد، غير أنه لم تبقِ لنا يد التخريب من تراث هذه الصناعات العظيمة الإنتاج إلا الشيء القليل، وهو مع ذلك يدل على ما كانت عليه من الفخامة والرونق والبهاء. ولا أدل على ذلك مما تبقَّى لدينا من صناعة الخزف الملون الفاخر، مثال ذلك الدُّمى التي تمثل أفراس البحر، ويحتوي المتحف المصري على نماذج منها، وكذلك توجد منها قطع في متاحف "لندن" و"فينا"، وهي بسيطة في صناعتها، ولكنها في الوقت نفسه فريدة في حسن تصويرها، يضاف إلى ذلك قطع مختارة من الخزف الملوَّن وأوانٍ مختارة تدل على سلامة ذوق صانعها.

الصناعة
 

الأواني الحجرية

أما الأواني الحجرية فكان استعمالها في الدولة الوسطى يحتل مكانة عالية تلفت النظر، والواقع أن استعمالها وقتئذ كان إحياء للقديم.

حقًّا لم يلعب استعمالها الدور الذي كانت تلعبه في الأزمان الأولى، غير أن انتشار صنعها من الأحجار الصلبة كان لا يزال كما كان عليه من قبل؛ ولذلك تنم لنا الأدوات والزجاجات والأطباق التي عُثر عليها مصنوعة من الأحجار عن الذوق المصري الحقيقي، وكان أشراف القوم وعليتهم يستعملون هذه الأدوات في صورة مكبرة ومصنوعة في صور خالية عن كل الرسوم الرخيصة المبتذلة.

صناعة الخزف

أما الخزف فقد اندمجت صناعته في شخصية فن الدولة الوسطى، ولهذا هُجر استعمال الطراز الذي كان شائعًا في الدولة القديمة، وقد كان الاتجاه في هذا العصر يميل نحو الأشكال البسيطة الرشيقة، هذا إلى أن حب تنميقها وتزيينها قد انتشر ثانية بصورة واضحة.

وتقول الدراسات، إن مناجم الذهب كانت منتشرة على طول الضفة الشرقية للنيل، ويصف ديودور الصقلي (56 ق.م) المعدنين المصريين وهم يتبعون بالمصباح والمعول عروق الذهب في الأرض، والأطفال وهم يحملون المعدن الخام، والمهارس الحجرية وهي تطحنه، والشيوخ والعجائز وهم يغسلونه.

مجسمات
مجسمات

وعرفت مصر في عهد الأسرات الأولى كيف تصنع البرونز بمزج النحاس بالقصدير، وصنعت منه أو الأمر أسلحة برنزية كالسيوف، والخوذات والدروع ؛ ثم صنعت منه بعدئذ أدوات برنزية كالعجلات، والهراسات، والرافعات، والبكرات، وآلات رفع الأثقال، والأوتاد، والمخارط، واللوالب، والمثاقب التي تثقب أقسى أحجار الديوريت، والمناشر التي تقطع ألواح الحجارة الضخمة لصنع التوابيت. وكان العمال المصريون يصنعون الآجر والأسمنت والمصيص، ويطلون الفخار بطبقة زجاجية، ويصنعون الزجاج وينقشونه هو والفخار بمختلف الألوان. وقد برعوا في حفر الخشب يصنعون منه كل ما يصلح لصنعه من قوارب وعربات وكراسي، وأسرة، وتوابيت جميلة تكاد تغري الأحياء بالموت.

واتخذوا من جلود الأنعام ملابس وكنانات، ودروعاً، ومقاعد. وقد صورت على جدران المقابر كل الفنون المتصلة بدبغ الجلود، ولا يزال الأساكفة إلى الآن يستخدمون السكاكين المقوسة المصقولة على تلك الجدران في أيدي دابغي الجلود. وصنع المصريون من نبات البردي الحبال والحصر والأخفاف والورق. وإبتدعوا فن الطلاء بالميناء والورنيش وإستخدموا الكيمياء في الصناعة. ومن الصناع من كان يعمل في نسج القماش من أدق الخيوط المعروفة في تاريخ النسج كله. وقد عثر المنقبون على نماذج من الكتان منسوجة من أربعة آلاف عام، وعلى الرغم من عوادي الأيام فإن "خيوطها قد بلغت من الدقة حداً لا يستطيع الإنسان معه أن يميزها من خيوط الحرير إلا بمجهر. وإن أحسن ما أخرجته المناسج الآلية في هذه الأيام ليعد خشنا إذا قيس إلى هذا النسيج الذي كان يصنعه المصريون الأقدمون بأنوالهم اليدوية. وفي هذا يقول بسكل: "إذا فاضلنا بين قدرة المصريين الفنية وقدرتنا نحن، تبين لنا أننا كنا قبل اختراع الآلة البخارية لا نكاد نفوقهم في شيء".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة