يُعرف يوم الأربعاء في أسبوع الآلام لدى الأقباط الأرثوذكس باسم "أربعاء أيوب"، تيمُنًا بالنبي أيوب الذي صبر على آلامه، وفي هذا اليوم، يتبع الأخوة المسيحيين نظام الصوم الكبير، الذي يمتنعون فيه عن تناول أي منتجات حيوانية، وبالإضافة إلى هذا الصوم العام، توجد بعض الأكلات التقليدية التي يحرص الأقباط على تناولها فى هذا اليوم، والتى تحمل رموزًا ودلالات خاصة مرتبطة بقصة أيوب وآلام المسيح الوشيكة.
أبرز أكلات أربعاء أيوب ورموزها
الفريك
يعتبر طبق الفريك من أبرز الأكلات المرتبطة بأربعاء أيوب، والفريك هو القمح الأخضر الذي تم حصاده مبكرًا وتحميصه وفركه، ويرمز الفريك بصلابته وقوته إلى صبر أيوب وتحمله لآلامه، كما أن لونه الأخضر قد يرمز إلى الأمل والرجاء في الشفاء والتعافى.
عروسة القمح (أو سنابل القمح الخضراء)
في بعض المناطق، يحرص الأقباط على تزيين منازلهم بسنابل القمح الخضراء أو عمل "عروسة" صغيرة منها. يرمز القمح بشكل عام في المسيحية إلى القيامة والحياة الجديدة، وظهور سنابل القمح الخضراء في هذا التوقيت قد يشير إلى قرب موسم الحصاد والخير، ويرمز روحيًا إلى القيامة والانتصار على الموت بعد آلام المسيح.
العدس
وتعتبر شوربة العدس من الأكلات الشائعة خلال فترة الصوم الكبير بشكل عام، وقد يتم تناولها في أربعاء أيوب، ويرمز العدس ببساطته وقيمته الغذائية إلى الزهد والتواضع الذي يجب أن يتحلى به المؤمن خلال فترة الصوم والتأمل في آلام المسيح.
الفول النابت
على الرغم من أن الفول النابت يرتبط بشكل خاص بيوم الجمعة العظيمة في بعض التقاليد، إلا أنه كأحد البقوليات الصيامية الغنية بالبروتين، ويكون حاضرًا على مائدة أربعاء أيوب، ويرمز نبات الفول إلى الحياة الجديدة والإنبات بعد الدفن، وهو ما يتماشى مع رمزية القيامة بعد الصلب.
أطعمة نباتية أخرى
بالإضافة إلى هذه الأكلات الرمزية، يتناول الأقباط في أربعاء أيوب مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية الأخرى المسموح بها في فترة الصوم الكبير، مثل الخضروات المطبوخة والسلطات والمخللات والمكرونة بالصلصة النباتية والأرز والمحشي النباتي. هذه الأطعمة تتماشى مع طبيعة الصوم وتركيزه على البساطة والزهد.