أكرم القصاص

نقابة الصحفيين والانتخابات.. قانون التنوع والاستعمال

الإثنين، 14 أبريل 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أربعة عقود على الأقل، نتابع انتخابات التجديد النصفى لنقابة الصحفيين لاختيار نقيب و6 أعضاء من فوق وتحت السن، والحقيقة أن الجدل والاستقطاب لم يغيبا أبدا عن الجمعية العمومية، لكن الأمر مع أدوات التواصل أصبح أكثر وضوحا، بجانب أنها لدى البعض تتحول إلى قبلية أو أيديولوجية تتيح مجالا لسباقات تفتقد المهنية أو حتى الزمالة، وتصل إلى حد تلاسن ونشر شائعات وتشهير، مما يضاعف من حالة الاستقطاب، فى الغالب تنعكس نتائجها على حساب مصالح الزملاء.

الانتخابات فى كل مرة تنتهى بحلوها ومرها، وخلافاتها ومناوراتها، نختار أسماء يفوز بعضهم ويخسر الآخر، وفى النهاية تنتهى السباقات إلى مجالس متناغمة ومتنوعة، وهذا التنوع هو ما يمنح المجالس قوتها، ويجعل هناك أصوات متعددة تمنع الاستبداد بالرأى أو الشللية، الأيديولوجية أو المؤسساتية، هذا كان دائما أهم مميزات نقابة الصحفيين، وهو ما عصم النقابة من الزلل والشطط أو الوقوع فى شباك التحزب مثل نقابات أخرى، وهذه هى المميزات التى نصر على الاحتفاظ بها، وهذه المميزات هى التى يتناساها بعض الزملاء فى ظل عمى الاستقطاب أو الرغبة فى احتكار لم يكن أبدا فى صالح المهنة أو النقابة.

ونذكر الزملاء دائما بأن محاولات الاستقطاب والشللية وتحويل الانتخابات إلى مواجهة بين مصالح متعارضة، هو أمر خطر ضد وحدة الصحفيين التى ظلت من أهم مبادئهم طوال عهود، وحتى فى ظل أقسى الظروف، كانت وحدة الصحفيين هم العاصم. المفارقة أن بعض الكبار ممن استفادوا من هذا الجو يحاولون السير عكس ثوابت استقرت لعقود، أو يكررون أخطاء ثبت فشلها، وهنا نحن نتحدث عن أغلبية من الزملاء يعرفون ذلك ويمارسونه بوعى وإدراك.

هناك دائما اختلاف فى برامج حول أولويات القضايا التى تتعلق بالمهنة والخدمات، هناك من يرى المعاشات واحدة من أهم القضايا حتى لو كانت تتعلق بزملاء خدموا المهنة، ومن رحلوا أو لا يملكون أصواتا فى الانتخابات، أو قضايا العلاج والقيد والإسكان، وهى ملفات تتطلب المزيد من الاهتمام والإصلاح الحقيقى، لأنها ملفات بحاجة إلى عمل مجلس وليس لجنة، وهى بحاجة لإصلاح حقيقى ينهى الاستقطاب والانحيازات غير المهنية، ونظن أنها ضمن الملفات التى تتطلب عملا حقيقيا وليس معالجات موسمية موضعية.

يجب الموازنة بين ملفات الخدمات أو البدل، التى تهم الأغلبية، ولا يعنى طرحها إهمال القضايا المهنية، وعلى رأسها توازن الحريات والتوظيف، والتدريب، والمجال العام، وهى قضايا تتطلب مناقشة موضوعية فى غير مواسم الانتخابات حتى لا تتحول إلى مزايدة أو مقايضة، لأن المزايدة هى أكثر العناصر خطرا على أى عمل عام، بجانب أن بعض الزملاء يخلطون الأوراق ويستغلون الانتخابات لتصفية حسابات ويتحولون إلى أدوات يتم استعمالها، ولا يمكن الثقة فى قضايا وطعون تثار وقت الانتخابات أو اعتصامات توظف باتجاه واحد، ومن يفعلون هم أدوات تستعمل انتخابيا، وهم من كان الأستاذ صلاح عيسى يسميهم «الثعالب الصغيرة التى تفسد الكروم»، فلا هم يستفيدون أو يفيدون وإنما فقط يفسدون الجو ويسقطون الثمار. 

فى النهاية، تظل حرية الاختيار الانتخابية، صحيحة أو خاطئة، جزءا من الممارسة، نجح الصحفيون دائما بالاحتشاد حول قضاياهم وإدارتها بصبر وحوار، قبلوا التنوع ورفضوا الاستقطاب والتكويش، وكانت هذه أحد أهم إنجازاتهم، وميزة جعلت الجمعية العمومية قادرة على الفرز والتغيير بشكل مستمر.

p.8

مقال أكرم القصاص بالعدد الورقي







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة