أحد علماء الأزهر الشريف: التعارف عبر أي وسيلة لغرض الزواج مشروع
أحمد البهى: وسائل التواصل تتيح التعرف المبدئى ولا تغنى عن اللقاءات المباشرة
معارضون: التطبيقات تهدد القيم التقليدية وتتيح إمكانية إقامة علاقات خارج إطار الزواج
مأذون: أغلب زيجات التطبيقات تنتهى بالفشل
أستاذ علم نفس: نجاح الزواج يعتمد على النضج والتفاهم
في عصر التكنولوجيا المتسارعة، لم تعد العلاقات العاطفية والارتباطات الزوجية تسير على نفس النهج التقليدي، ظهرت تطبيقات المواعدة كبديل رقمي يساعد الأفراد على العثور على شريك حياتهم بنقرة زر واحدة، لكن هل يشكل هذا التطور تهديدًا للزواج التقليدي القائم على المعايير الاجتماعية والعائلية، أم أنه فرصة جديدة تتيح حرية اختيار أوسع للأفراد؟
التحول من الزواج التقليدي إلى الزواج عبر التطبيقات
لطالما اعتمد الزواج التقليدي في المجتمعات العربية على تدخل العائلة، حيث يلعب الأهل دورًا رئيسيًا في اختيار الشريك المناسب بناءً على المعايير الاجتماعية، الدينية، والاقتصادية، أما اليوم، فقد أتاحت تطبيقات المواعدة للأفراد إمكانية التعرف على شركاء محتملين وفقًا لتفضيلاتهم الشخصية، متجاوزين القيود العائلية والجغرافية.
أحد علماء الأزهر الشريف: التعارف عبر أي وسيلة لغرض الزواج مشروع
يختلف المجتمع في تقييمه لتأثير تطبيقات المواعدة على الزواج: هنا نجد المؤيدون يرون أن هذه التطبيقات توفر فرصة حقيقية للأفراد للبحث عن الشريك المناسب بحرية أكبر، مما يعزز من فرص نجاح العلاقة بناءً على التفاهم المشترك بدلاً من الإكراه الاجتماعي.
وهنا يؤكد الشيخ أحمد البهي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن التعارف عبر أي وسيلة لغرض الزواج مشروع، وربما تكون التطبيقات الاجتماعية معبرة أكثر عن تفكير وشخصية صاحبها أكثر من السؤال عنه، موضحا أن المهم حسن الاختيار من الطرفين وعدم الانخداع بالمظهر.
أحمد البهى: وسائل التواصل تتيح التعرف المبدئى ولا تغنى عن اللقاءات المباشرة
ويضيف الشيخ أحمد البهي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه مع مستجدات العصر وأفكار الشباب الجديدة لم يعد التعارف التقليدي هو الوسيلة الرئيسية للمقبلين على الزواج، وتصبح التطبيقات هي وسيلة للتعارف المبدئي ولكنها لا تغني عن اللقاءات المباشرة.
وأكد "البهي"، أنه لا يتفق مع الرأي القائل بإن مثل هذه الوسائل الحديثة تهدم التقاليد الشرقية العربية في التعارف والزواج بل إنها قد تكون طريقة سليمة وطبيعية .
معارضون: التطبيقات تهدد القيم التقليدية وتتيح إمكانية إقامة علاقات خارج إطار الزواج
بينما المعارضون يعتبرون أن هذه التطبيقات تهدد القيم التقليدية، حيث تتيح للأفراد إمكانية إقامة علاقات خارج إطار الزواج، مما قد يؤدي إلى تغيير عميق في شكل العلاقات الاجتماعية.
مأذون: أغلب زيجات التطبيقات تنتهى بالفشل
هذا ما يؤكده الشيخ أحمد سلامة، مأذون شرعي، الذي يوضح أن أغلب العلاقات الاجتماعية التي تعتمد على تلك التطبيقات خاصة العلاقات الزوجية تنتهى بالفشل، قائلا إن بعض علاقات التعارف التي تتم من خلال التواصل الاجتماعي قد تنجح ولكن الغالبية العظمى تكون نتيجتها الفشل بسبب عدم الصراحة والكذب على الطرف الأخر.
ويضيف الشيخ أحمد سلامة، في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن أغلب العلاقات التي تبدأ بمواقع التواصل الاجتماعي يكون الغرض منها التسلية فقط وأحيانا النصب بنسبة كبيرة وفي الأغلب تنتهى تلك العلاقات بالفشل بعد أن يكتشف الطرف الأخر الحقائق، كما أنها تخلو من المودة التي تطلبها علاقات التعارف.
أستاذ علم نفس: نجاح الزواج يعتمد على النضج والتفاهم
وجهة النظر الوسطية: هناك من يرى أن نجاح أو فشل هذه التطبيقات يعتمد على كيفية استخدامها، فإذا تم استغلالها بشكل جاد ومحترم، يمكن أن تكون وسيلة فعالة للتوفيق بين الأشخاص الباحثين عن الزواج.
وهو ما تؤكده الدكتورة منى حمدي، أستاذ علم النفس، أن النجاح فى العلاقات بصفة عامة بجميع مراحلها بدءا من الاختيار المناسب ونهايةً بالاستمرارية فى علاقة سوية صحية ملبية لاحتياجات طرفى العلاقة بشكل متوازن وقدرة على تخطى الصعاب وإدارة الخلافات والتطبيع وكلها أمور حتمية بأى علاقة.
وتضيف الدكتورة منى حمدي، أن نجاح الزواج رهين بعامل أساسى وهو النضج، حيث مستوى نضج ووعى الشخصية ، سواء كان هذا عبر وسائل التواصل الإجتماعى والعالم الافتراضى أو من خلال أرض الواقع ، موضحة أنه إذا كانت الشخصية لديها من النضج والوعى ففرص الاختيار المناسب والنجاح فى العلاقات تزيد بينما كلما كان الشخص غير واعى وغير ناضج سيكون مصير كل اختياراته وعلاقاته الفشل والتوعك إلا إذا خدمته الصدفة والحظ .
وتقول أستاذ علم النفس، إنه لا يمكن أن ننكر دور وسائل التواصل الاجتماعى فى إتاحة فرص أكثر للتعارف فلا غبار على ذلك إذا كانت مرحلة البحث والتعارف فقط واستكمال اختبار العلاقة على أرض الواقع لأنه بلا شك أن العلاقات الانسانية والاجتماعية بصفة عامة والعاطفية والزواج بصفة خاصة يحتاج بشكل أساسى للتواصل الانسانى الحى وجها إلى وجه لأن السوشيال ميديا مهما بلغت من التقدم فهى تفتقر لعامل هام ومؤثر وكاشف لا يمكن بناء علاقة بدونه وهو التواصل غير اللفظى بما يتضمنه من لغة الجسد تعبيرات الوجه ولغة العيون وتون ونبرة الصوت ووظائفه.
وتؤكد أنه وفقا لعلم النفس والعلاقات العاطفية فلا يمكن بأى حال من الأحوال تسميه علاقة ارتباط بمسمى حب إلا بعد مدة زمنية محددة وفق علم النفس الدراسات النفسية تتراوح من 6 شهور إلى سنة من التواتر فى التواصل والأفعال والمواقف ذات المعانى الإيجابية، وما قبل ذلك لا يسمى حب ناضج يرشح لعلاقة ارتباط وزواج ولكن يسمى تعلق او احتياج او انجذاب أو حب وهمى غير ناضج.
وتشير أستاذ علم النفس، إلى أنه لا مانع من الاستفادة من تكنولوجيا العصر ووسائل التواصل الاجتماعى بالشروط السابقة وفى النهاية أى شئ له جوانب سلبية وجوانب إيجابية ويمكن الاستفادة منه أو الضرر مثل السكين بيد أى شخص يمكن أن يستخدمه بالأكل أو اعداد الطعام وأخر ربما يستخدمه بالقتل، متابعة :"غير الأسوياء والمضطربين قد يستغلون السوشيال ميديا فى التلاعب بمشاعر الأخرين والإيقاع بهم وتصيد جوعى الحب والاهتمام وإقامة علاقات خارج إطار الزواج وآخرين من الأسوياء الناضجين يستخدمونه فى توسيع فرص البحث عن ضالتهم المنشودة فى الحب والزواج وحتى فى الصداقات والمعارف فى إطار محترم ربما لضيق حدودهم وعلاقاتهم على أرض الواقع".
وتضيف أنه فيما يخص تأثر العلاقات الزوجية بالعلاقات غير الشرعية والخيانات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى بالتأكيد ووفق الدراسات تضر بالعلاقات الزوجية والأسرية وتؤدى إلى الطلاق أو زيادة الخلافات الزوجية.
إحصائيات ودراسات
تشير بعض الدراسات إلى أن معدلات الزواج الناتجة عن تطبيقات المواعدة قد شهدت ارتفاعًا في بعض الدول الغربية، حيث وصلت إلى 30% من الزيجات الحديثة، وفي العالم العربي، لا تزال الظاهرة جديدة لكنها تشهد نموًا ملحوظًا، خاصة في أوساط الشباب المتعلمين والمقيمين في المدن الكبرى.
التحديات والمخاوف
الثقة والمصداقية: يواجه المستخدمون صعوبة في التحقق من صحة المعلومات المقدمة على التطبيقات، مما قد يعرضهم لخداع أو علاقات غير جادة.
الرفض الاجتماعي: لا تزال بعض المجتمعات تنظر بعين الشك إلى الزيجات التي تنشأ عبر الإنترنت، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الأزواج.
الجانب الأخلاقي: يرى البعض أن هذه التطبيقات تشجع على العلاقات العابرة بدلًا من العلاقات الجادة.
يبقى مستقبل الزواج التقليدي في عصر التطبيقات الذكية مفتوحًا على احتمالات عدة، فبينما يرى البعض أن هذه التكنولوجيا قد تساهم في تغيير جذري للعلاقات العاطفية، يعتبرها آخرون مجرد وسيلة جديدة تتماشى مع تطورات العصر، في نهاية المطاف، يظل نجاح العلاقة الزوجية مرهونًا بمدى التفاهم بين الشريكين، بغض النظر عن الطريقة التي تعارفا بها.