فيسبوك
واتساب
فى عام 1951 أصدر الرئيس الأمريكى هارى ترومان قرارًا بإقالة الجنرال دوجلاس ماكارثر من منصبه كقائد أعلى لقوات الحلفاء فى الحرب الكورية وذلك بعد اقتراحه ضرب الصين بقنابل نووية بسبب تدخلها بالحرب.
قرار إقالة دوجلاس، أثار غضب الرأى العام الأمريكى، نظرا للشعبية الكبيرة التى يحظى بها قائد قوات الحلفاء فى الحرب الكورية، وذلك بفضل حنكته العسكرية التي استطاع بها إنقاذ كوريا الجنوبية من غزو جارتها الشمالية.
ومع الانتصارات التي حققها الجيش الصيني في الحرب آنذاك على عكس توقعات الجنرال الأمريكى المحنك نفسه، الذي أكد للرئيس هارى ترومان ضعف الجبهة الصينية، فمع اقتراب القوات الأمريكية والدولية من الحدود الكورية الصينية، تدخل الصينيون بالنزاع وأقحموا بشكل مفاجئ مئات الآلاف من جنودهم بالنزاع مجبرين الأمريكيين على التراجع نحو جنوب شبه الجزيرة الكورية، وأمام انهيار جيوشه ضد تدخل مئات آلاف الصينيين بالنزاع، طالب الجنرال الأمريكى ماك ارثر باستخدام السلاح النووى ضد الصين، طلب الأول من الأخير مواصلة الحرب إلى عمق أراضى كوريا الشمالية لتوجيه ضربة قاضية لنظام الرئيس كيم إل سونج، وحسم المعركة مع الشيوعيين بالمنطقة.
واعتمدت خطة الجنرال الأمريكي وقتها على إلقاء نحو 50 قنبلة نووية لقصف مدن إقليم منشوريا وخطوط الاتصال وثكنات الجيش الصينى عند الحدود الصينية الكورية وخلق حزام مشع يمتد ما بين بحر اليابان والنهر الأصفر والاعتماد على جيش القوميين الصينيين بتايوان لطرد قوات جمهورية الصين الشعبية من شبه الجزيرة الكورية.
رفض الرئيس الأمريكى هارى ترومان مقترح الجنرال ماك آرثر مؤكداً أن الاتحاد السوفيتى سيتدخل فى حال استهداف أحد حلفائه بالسلاح النووى، وبناءً على ذلك، تصاعدت الخلافات بين الرجلين خاصة مع تقديم ماكارثر لخطابات مغايرة لتطلعات الرئيس.
وخلال أبريل 1951، أعفى هارى ترومان الجنرال دوجلاس ماك آرثر من مهامه كقائد للعمليات بشبه الجزيرة الكورية وعيّن الجنرال ماثيو ريدجواى بدلاً منه، ولتبرير موقفه، ألقى ترومان يوم 11 أبريل 1951 خطاباً دافع من خلاله عن الحرب بشبه الجزيرة الكورية وشجب الاتحاد السوفيتى ودوره فى معاداة الحرية، كما أكد عدم رغبة الولايات المتحدة الأمريكية فى إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة، وعن الجنرال ماك ارثر، نوّه ترومان أن إعفاءه قد جاء لتوحيد كلمة السياسة الخارجية الأمريكية.
