أكرم القصاص

"سيلفى" ماكرون من الحسين و"ضد" العدوان والتهجير من العريش

الخميس، 10 أبريل 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- زيارة سياسية ثقافية.. من جامعة القاهرة للمترو وتوطين الصناعة وتوافق فى رؤية إقليمية للسلام

منذ اللحظات الأولى لزيارة الرئيس الفرنسى لمصر، كانت هناك حالة من التوفيق والتفاعل مع الزيارة، وبترتيبات بسيطة وشعبية منحت الشكل عراقة وعمقا من دون أى مظاهر ضخمة، فى حى الجمالية والحسين وسط مبان عتيقة وتاريخية وزحام عادى لتجار ومقاه، وجولة الرئيس السيسى مع ضيف مصر فى مكان بسيط وعميق فى نفس الوقت.


خلال ساعات تحرك الرئيس ماكرون بين متحف الحضارات والمتحف الكبير والأهرامات خلال ساعات قليلة، فى برهان على نجاح البنية الأساسية الحديثة والتسهيلات التى تقدمها الطرق والكبارى للسائح المتعجل، وهى لقطة مهمة فى خلفية الصورة جمعت بين عراقة التراث المصرى بطبقاته، والإنجاز الحديث للطرق والبنية الأساسية. ومع الأخذ فى الاعتبار التسهيلات وفتح الطرق للرئيس الضيف، فقد قدمت الجولة تجربة على إمكانية تحرك السياح خلال يوم واحد بين معالم القاهرة الفاطمية والمملوكية والأهرامات والمتحف الكبير وباقى المتاحف.


وبالطبع لا يمكن لأى بلد أن تقف عن حد تراثها بل عليها تنميته وحفظه، وهو ما تم مع التوسع، وفى اليوم التالى كان الرئيس ماكرون ضيفا على الرئيس فى مترو الأنفاق، المرحلة الأحدث من محطة عدلى منصور إلى شرق القاهرة، والمترو أحد أهم عناصر التعاون المصرى الفرنسى منذ الخط الأول، الذى بدأ العمل به منذ نهاية السبعينيات وافتتح فى منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، والجولة كانت فى أحدث الخطوط، والواقع أن السنوات العشر الأخيرة شهدت العمل فى مراحل وخطوط امتدت من القاهرة للجيزة، وبكل الاتجاهات، مع العمل فى القطار الخفيف، وهنا نحن أمام تحديث كبير لشبكة النقل العام، تناسب التوسعات بالقاهرة والجيزة، والجولة كانت تعبيرا عن هذا التحديث، وردا على من حاولوا المقارنة من دون أن يكتشفوا الترابط وأن المراحل والعواصم تتوسع وتكتسب حداثتها من البشر.


ومن هنا فرغم أن الزيارة تحمل معانى سياسية، فإنها تحمل معنى ثقافى بجانب أننا نستكشف حجم التعاون والتفاعل بين مصر وفرنسا، يتجاوز الماضى إلى الحاضر والمستقبل، وبالطبع فإن فرنسا تحاول بناء صورتها المؤثرة من خلال تمايز عن الولايات المتحدة الحليف الطبيعى للغرب، ومن هنا كانت جولة الرئيس الفرنسى فى جامعة القاهرة، وتوقيع بروتوكولات تعاون فى التعليم العالى والجامعى، مع توقيع اتفاقات حول المترو والقطارات الخفيفة وحديث عن توطين صناعة السيارات والدواء، وجولة المترو مع حديث عن اتفاقات ومشروعات مشتركة، وتبادل تجارى، فرنسا طرف مهم فى التبادل التجارى مع مصر، وهو ما يضاعف من أهمية الزيارة.


ومن الصورة السيلفى لمواطنين مصريين فى الحسين مع الرئيسين السيسى وماكرون، إلى مشهد تفقد الجرحى والمرضى الغزاوية الذين يتم استقبالهم وعلاجهم فى مستشفيات العريش، وشهادات الأطفال والأسر، عن القصف المجرم وحرب الإبادة التى ينفذها الاحتلال الإسرائيلى وتحالف نتنياهو المتطرف، وهى رسالة سوف يحملها ماكرون إلى فرنسا وأوروبا، بعد تغيير وجهات النظر، مع غياب أى ذرائع أو أفق للحرب العدوانية والحصار الذى يفرضه الاحتلال على غزة، وهو ما يضاعف من أهمية الزيارة وجولات ماكرون فى مصر، وفرنسا طرف مع أوروبا وأيضا النظام الدولى الذى يعانى من اختلالات وعجز، وتسعى مصر من خلال تحركاتها فى كل الدوائر، أن تفتح مجالات وتضاعف من حجم التفاعل مع توجهاتها السياسية.


جولة ماكرون تضمنت قمة ثلاثية مصرية فرنسية أردنية، جمعت الرئيس السيسى وماكرون والملك عبدالله، تخللها اتصال مع الرئيس الأمريكى ترامب، ودعوة لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة، مع تأكيد الموقف المصرى الحاسم ضد التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية.
وبالتالى فقد امتدت الجولة التى بدأت بسيلفى فى الحسين واختتمت بصور مع جرحى العدوان فى غزة، لتشمل دعوة لوقف الحرب ورفض التهجير من العريش.

 


 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة