ما زالت اطلالها قائمة وسط مساحة شجرية مثمرة حتى الآن رغم تحولها إلى عدة خرائب تروى تاريخ ورحلات قطعها أجدادنا القدماء منذ آلاف السنين عبر درب عين أمور الذي يمتد في خط مستقيم من منطقة الرفوف مرورا باللبخه وأم الدبادب وعين امور حتى يصل الدرب الى الواحات الداخله بمحافظة الوادي الجديد وهو جزء من خرائط الفراعنة والرومان والعرب القدماء الذين درسوا دروب وطرق الصحراء المختصرة والتى تربط بين الواحات البعيدة واستخدموا علم الفلك في السير ليلا وسط تلك الدروب ، دون الحاجة لاقمار صناعية او خرائط او بوصلة، وتظهر على طول الدرب بقايا للإنسان المصرى القديم، تتمثل فى مخربشات على الصخور، سواء بلغات قبطية أو عربية، وهو ما يعنى أن الدرب استخدم لآلاف السنين، وتوجد به بعض البنايات التى كانت تستخدم كسكن للمارة، وكانت به قلعة ونقطة حماية للمسافرين من أفراد القوافل.
ويعتبر درب عين أمور أحد المواقع الأثرية السياحية المهمة الذي يقع بين مدينتى الخارجة والداخلة، لما يحظى به من إنشاءات تعود للعصر الرومانى، وهو أحد الدروب التى كانت تربط الواحتين قديما وعلى مر العصور منذ ما قبل التاريخ وحتى سبعينيات القرن الماضى، وسمى بذلك لأنه فى حضن هضبة أبو طرطور من الناحية الشمالية الشرقية، وكان بالمنطقة معبد أمور الذى يرجع للعصر الرومانى، وهو من الحجر الجيرى، وكانت به بقايا «عين مياه»، وكانت القوافل المارة بين الواحتين تستريح بالمعبد وتتزود بهذه المياه.
وأكد محسن عبدالمنعم الصايغ مدير عام المكتب الإقليمى لهيئة تنشيط السياحة بالوادى الجديد، أن درب عين أمور يعد من أجمل الأماكن التى بمكن زيارتها بالمحافظة، ويقع على بُعد 70 كم من واحة الخارجة، رغم ان الوصول إليه صعب بعض الشىء، ويحتاج إلى سيارات مجهزة ولياقة جسمانية عالية للزائر، تستوجب المشي لمدة ساعة فوق هضبة مرتفعة من أجل الوصول إليه حيث يضم معبد صغير ونقطة مراقبة واطلال موقع خدمة للقوافل التجارية والمسافرين فى العصور القديمة ويضم مدونات لرسالة وصلوا إلى هذا المكان وسجلوا ذكرياتهم ووثقوها بالتواريخ.
وتضم صحراء محافظة الوادي الجديد العديد من الدروب والممرات العتيقة التى سلكها إنسان ما قبل التاريخ واعقبه أجيال متوالية على مر العصور حتى يومنا هذا حيث جري إنشاء طرق رئيسية تربط المحافظة بوادي النيل والتى حصرها عدد من الرحالة الذين جابوا الصحراء الغربية ورصدوا تلك الدروب وانشأوا لها خرائط دقيقة وحددوا مسارات القدماء عليها وأهمها 9 دروب تربط محافظة الوادي الجديد بوادي النيل شرقا ومنها درب ارمیا و مساره بطریق مباشر شمال غرب منخفض الخارجة بمسافة 200 كم تقریباً ، للربط بین الخارجة وأسیوط، وینتهى جنوب أسیوط بمسافة 25 كم تقریبـاً، ولا توجـد أیـة مصادر للمیاة فى هذا الدرب إلا بعد مغادرة الخارجة نفسها، فهناك مجموعة من الآبار فى أقصى شمال المنخفض فى منطقة عین الغزال، ویلتقـى هـذا الـد رب بـدرب الأربعـین عند نقطة مروره عبر الواحة الخارجة.
ومن أهم تلك الطرق درب الغباري الذي يعتبر من ضمن ثلاثة دروب شهيرة استخدمها قديما أهالي الواحات في الترحال والسفر والتجارة والحرب مثل درب الأربعين ودرب عين أمور وعثر على كثير من المقتنيات الأثرية لعصور ما قبل الأسرات وبعض النقوش من الدولة القديمة بطريق درب الغباري، وتتشعب منه عدة دروب فرعية أخرى منها لمحافظة أسيوط ومنها للسودان ومنها لليبيا وذلك نظرا لأهميته التاريخية والإستراتيجية الكبيرة، حيث ساهم هذا الدرب في تبادل الثقافات بين الواحات ودول المغرب العربي قديما وكانت تمر منه قوافل الحجاج لبيت الله الحرام.
وسلك هذا الدرب أيضا الغزاة القادمين من شمال أفريقيا والذين هاجموا الواحات منذ عدة قرون، وفي العصر الحديث جرى تنفيذ عدة مشروعات عملاقة مقامة على طريق درب الغباري مثل مشروع منجم فوسفات أبو طرطور وإحدى مراحل مشروع المليون ونصف فدان كما توجد عدة آبار رومانية قديمة موجودة على الطريق حتى الآن.

اطلال خرائب عين امور العامرة

بقايا مسار درب عين أمور

بقايا معبد عين امور

ربوة درب عين أمور

رحلة بعثة المتروبوليان لعين امور

مدير السياحة المصرية بالوادى الجديد فى الموقع

مذكرات رحالة من الأربعينات فى موقع عين أمور