محصول القطن هو واحد من أهم محاصيل التي تلعب دورًا هاما في الاقتصاد الصناعي والزراعي بمصر، يدخل بشكل رئيسي في صناعة الأقمشة، بالإضافة إلى عدة أغراض أخرى مثل صناعة الخيوط وإستخراج الزيوت من بذور القطن، كل هذه الإستخدامات تعطي قيمة صناعية عالية لهذا المحصول، فضلاً عن أنه يعد كمكافأة مميزة للمزارعين.
وواجه القطن المصري خلال السنوات السابقة العديد من المشاكل ، لكن بداية من عام 2014 وصدور القرار الجمهوري بأن تكون الدولة هي المسئولة عن أقطان الإكثار، وتحديد سعر القطن للمزارعين، حل مشاكل كثير بعد تحديد سعر الضمان للقنطار 10 آلاف جنيه و12 ألف جنيه للوجة البحري، وهو ما شجع المزارعين على الإقبال على زراعة القطن، عقب فترات من العزوف من قبل الفلاحين نتيجة انخفاض أسعاره سابقا .
قال الدكتور مصطفى عمارة وكيل معهد بحوث القطن ، إن محصول القطن بدأ تداوله التجاري منذ أن انتبه محمد علي باشا إليه، بالإضافة إلى أنه شارك في كونه ثروة حقيقة للاقتصاد المصري، لذلك هناك اهتماما كبيراً للنهوض بالمحصول وتعظيم القيمة المضافة ، وذلك من خلال خطة تطوير شاملة بدءاً من الزراعة حتى التصنيع النهائى أو ما يطلق عليه “من البذرة إلى الكسوة”، للوصول إلى إنتاج قطن خالى من الشوائب والملوثات واستخدام التكنولوجيا الحديثة للحليج لتحقيق القدرة على المنافسة فى ظل التحديات
أضاف عمارة فى تصريحات ل " اليوم السابع" أن هناك اهتمام من القيادة السياسية بمحصول القطن المصرى وزيادة القيمة المضافة من القطن بالتوسع فى زراعة القطن بالاضافة الي تطوير مصانع الغزل ونظم الحليج وضخ إستثمارات جديدة لتشجيع التصنيع المحلى، مشيرًا إلى أنه يتم التواصل مع المزارعين وتقديم الدعم الفنى والإرشادى للحصول على أعلى إنتاجية فدانية.
أوضح عمارة أن وزارة الزراعة حريصة على عودة القطن المصرى الى عرشه مرة اخرى، والتوسع فى المساحات المنزرعة منه بهدف احداث تنمية زراعية مستدامة ومتجددة للقطن المصري، عن طريق نشر الاصناف الجديدة مبكرة النضج وعالية الانتاجية، ورفع كفاءة وإنتاجية زراعته فى مصر بما يسهم فى تلبية احتياجات الصناعات الوطنية بأجود الخامات وبأسعار مناسبة.
وكشف عمارة عن إستعداد وزارة الزراعة للموسم الجديد من خلال تسويق و حليج أقطان الإكثار و الانتهاء من إعداد التقاوي في محطات الغربلة بالادارة المركزية لإنتاج التقاوي و إجراء اختبارات الجودة و القيمة الزراعية بالادارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي و تجهيز عبوات التقاوي لتكون جاهزة للموسم الجديد قبل بداية الزراعة بوقت كاف و تحديد "الخريطة الصنفية"طبقاً لاحتياجات الصناعة المحلية ومتطلبات التصدير.
وأشار عمارة إلى أنه تم اصدار القرار الوزاري بشأن تحديد مناطق زراعة أصناف القطن "القرار رقم 91 لسنة 2025"، و تحديد "مناطق زراعة اقطان الاكثار" لإنتاج التقاوي النقية، وذلك بموجب القرار الوزاري "القرار رقم 92 لسنة 2025" بشأن تحديد مناطق الاكثار لأصناف القطن، و الاستعداد لتوزيع تقاوي الاصناف وفقًا للكميات المتاحة والخريطة الصنفية للموسم الجديد، مع الاخذ في الاعتبار الاحتياجات المحلية من القطن الخام.
وأوضح عمارة أن هناك العديد من الأصناف التي استنبطها معهد بحوث القطن مؤخرًا سوف تزرع هذا الموسم وتتميز بالإنتاجية المرتفعة ومنها سوبر جيزة 86 و سوبر جيزة 94 و سوبر جيزة 97 من طبقة الاقطان الطويلة للوجه البحرى، والاصناف اكسترا جيزة 92 و اكسترا جيزة 96 و اكسترا جيزة 93 و أكسترا جيزة 45 من طبقة الاقطان فائقة الطول، وفي الموسم الجاري سيتم التوسع في صنف جيزة 98 من طبقة الاقطان الطويلة للوجه القبلي بشكل تجاري علي نطاق أكبر، هذا بالاضافة للصنف جيزة 95 بالوجه القبلي.
وأشار عمارة إلى أن هناك مرور بصفة دورية في جميع محافظات القطن للوقوف على توافر التقاوي المنتقاة عالية الإنتاجية ومبكرة النضج، وانتظام عمليات التوزيع علي الجمعيات الزراعية، وسيتم تم عقد وتنفيذ 14 ندوة عامة في 14 محافظة من محافظات الجمهورية وذلك خلال شهرى فبراير ومارس و 10 ندوات ارشادية بمراكز زراعة القطن خلال شهر مارس، بالشراكة مع الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي ومجلس القطن والألياف والمحاصيل الزيتية و بحضور وكلاء وزارة الزراعة بالمحافظات المعنية، و مديري الارشاد الزراعي بكل محافظة، و بالتعاون مع الإدارة المركزية للمكافحة وبحضور باحثي الفريق العلمي لمعهد بحوث القطن المسؤلين عن كل محافظة وكل من المهندسين والمرشدين والأخصائيين وكبار مزراعي المحصول بالمحافظات وذلك لإرشادهم وتوعيتهم بأهمية الممارسات الزراعية الجيدة لمحصول القطن.
وأكد أنه سوف يتم تكثيف جهود الندوات والمرور الحقلي بعد أجازة عيد الفطر مباشرة بعمل ما يقرب من 26 ندوة ارشادية بجميع المراكز التي سوف تزرع القطن مبكرًا في المحافظات المختلفة بغرض تعريف المزارعين خلال الندوات عن الاصناف المنزرعة بكل محافظة وشرح مواصفاتها واهمية ميعاد الزراعة المناسب والرى والتسميد وكمية التقاوى المناسبة والجيدة للمحصول والتوصيات الفنية للمحصول وطرق تجهيز الارض للزراعة ومواعيد الزراعة والتسميد والخف واسلوب مكافحة الآفات والحشرات وتم توضيح فؤائد الزراعة علي مصاطب والتسوية بالليزر علي مدي توفير وترشيد مياه الري.
