أكثر من 20 مقبرة أثرية بالغة الأهمية ما زالت تحتفظ برونقها رغم قسوة الظروف البيئية فى الصحراء الغربية وتحديدا فى مركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد والتى تضم لوحات زخرفية ملونة ونقوش دينية زاهية تجمع بين كلا من الالهة المصرية القديمة الفرعونية والتى تقع فى موقعى المزوقة والشغالة التى كانت خارج دائرة التنقيب الأثرى لسنوات طويلة حتى عام 2002 م، وبدأت أعمال الحفريات فعليا بعد أن انقذتها الحكومة بقرار تخصيصها لصالح وزارة الآثار.
وتعتبر مقابر المزوقة إحدى اهم واجمل المناطق الأثرية والتاريخية بالداخلة وتقع على بعد 5 كم تقريبا من قرية القصر وهى عبارة عن جبانة أو مقبرة رومانية يعود تاريخها إلى حكم ملوك الفراعنة وملكات مصر الفرعونية عصر المملكة الرومانية فى القرن الثانى الميلادى، وابدع الفنان المصرى القديم فيها باستخدام جميع والألوان الأكاسيد الثابتة، كما تم استخدام زلال البيض.
كما تقع مقابر بير الشغالة على بعد 3 كيلو متر شمال غرب مدينة موط على مساحة 37 فدان، ويعود تاريخ هذه المنطقة إلى العصر الرومانى واستمرت أعمال التنقيب لمدة خمسة مواسم اثرية حيث أسفرت أعمال الكشف عن اكثر من 10 مقابر غير مكتملة تم بنائها بالحجر الرملى واستكملت بالطوب اللبن وتعود حقبة هذه المقابر إلى إلى عصر اليونانى وتتميز بطراز معمارى فريد حيث أن بعضها يتكون من ثلاث طوابق والبعض الآخر من طابقين وتنتهى كل مقبرة بشكل هرمى غاية فى الدقة المعمارية.
وتتبع المزوقة العصر الرومانى، وهى واحدة من أهم وأشهر المزارات فى واحة الداخلة، حيث تعود تلك التسمية الغريبة لتلك المقابر إلى رسوماتها الفرعونية ومن ثم ألوانها الزخرفية والجميلة والتى كانت تجمع بين عددا من الفنون وعدد من العقائد الفرعونية القديمة كما فى أساطير الفراعنة والعقائد الرومانية وجميع ألوانها المستخدمة ومن ثم رسوماتها المتواجدة عليها والتى كانت قد رسمت قديما على جدرانها هى مجموعة من الألوان الزاهية جدا بطريقة رائعة ومن ثم ملفتة للنظر جدا.
و ترجع أهميتها إلى جمال وروعة جميع تلك الرسومات الرائعة والى تلك الألوان الزاهية التى كانت تجمع بين كلا من الفنون معها كلا من العقائد الفرعونية والعقائد الرومانية فى أن واحد، واكتشفت فى عام 1973 على يد الدكتور وعالم علم المصريات الأثرى الكبير أحمد فخرى. ويوجد بها مقبرتين أثريتين يخصان شخصين كان أحدهما هو بادى الوزير وكان الآخر هو بادى باستت.
وتعرف المقبرة الاولى باسم ” بادى أوزير” وهو كان هو الكاهن الذى كان قد شيد مقبرته قد بما فى ذلك المكان، وكان يعنى اسمه هو الهدية المقدمة إلى الإله اوزوريس، وكانت تضم تلك المقبرة الاثرية حجرتين قديمتين متداخلين مع بعضهما، وكانت وقتها تطلى بالفعل بطبقة مهمة وكبيرة من الجص، وصممت بشكل لافت جدا وذلك منذ ما يقرب من حوالى 2000 عام، لكن تلك المقبرة الأثرية الثانية منها فهى كانت لكاهن اخر فى ذلك العصر كان وقتها أراد التقرب بشكل كبير من الاله “باست”، وذلك كانت هى القطة التى تعبد عند المصريين القدماء.
وتحتوى المقبرة على عدد من أهم المناظر التى تمثل عملية الحساب والتحنيط عند المصريين القدماء ليدل على تطور العلوم المصرية القديمة والطب فى مصر القديمة وكل ما يخص الابراج السماوية لاكتشاف الفلك فى مصر القديمة وما كان يوجد بها من خيرات الواحات، وبها رسومات توضح ما يحدث فى موسم حصاد القمح وغيرها العديد من الرسومات التى تخص المعبودات المصرية القديمة والرومانية ايضا.
وكان من بين أهم تلك المقابر هما مقبرتين تزينت حوائطها من الداخل برسوم جنائزية زاهية الالوان وتم العثور ايضا على مقبرة أخرى مشيدة من الطوب اللبن وكانت المقبرة الأولى تتكون من مدخل يؤدى إلى صالة تؤدى إلى حجرتين للدفن وتنتهى بشكل هرمى، والمقبرة الثانية لها سقف مبنى بنظام القبو وتتكون من مدخل يؤدى إلى حجرة الدفن مباشرة، أما المقبرة الثالثة فقد تم الكشف عن الجزء العلوى منها فقط وهى على شكل هرمى مصمت، والمقبرة الرابعة والخامسة لهما مدخل واحد يؤدى إلى المقبرتين ولكل منهما حجرة للدفن بنفس نظام السقف القبو.
وفى منطقة مقابر الشغالة جرى الكشف عن أول مقبرة مكتملة والتى تتكون من سلم مكون من 20 درجة يسبقها علامة حتب بالطوب اللبن وعليها بقايا طبقة من الملاط تؤدى إلى مذبح مقرن من الحجر الجيرى ومنه إلى مدخل رئيسى للمقبرة مبنى من الحجر الرملى، ويؤدى إلى الصالة الرئيسية للمقبرة والممتدة من الشرق إلى الغرب كما أن الصالة بنيت من الطوب اللبن بطول 540 سم، وعرض 250سم، وارتفاع 370سم، وهى ذات سقف مقبى وجد غالبيته متهدم، كما يوجد بالحائط الشمالى مدخلين لحجرتين للدفن تعلوهما حجرتين أخريين لهما مدخل من الناحية الشرقية عثر بداخلهما على بعض الهياكل العظمية وبعض المسارج والاوانى الفخارية.
وتقع المقبرة الثانية فى الناحية الشرقية من المقبرة الأولى وتم العثور عليها نتيجة امتداد أعمال الحفر إلى الشرق من المقبرة الأولى وتم العثور على مقبرة مشيدة من الطوب اللبن مكونة من صالة مستعرضة وحجرتين جانبيتين متهدمى الاعتاب توجد بها اساسات مزار جنائزى امامى به مذبح مقرن من الطوب اللبن وموقد عليه بقايا سناج، ومائدة للقرابين من الحجر الرملى أمام الباب المؤدى إلى حجرة الدفن، وذلك المزار يؤدى إلى مقبرة اخرى مقبية تتكون من سلم يؤدى إلى ردهه جنائزية ومنها إلى حجرة مقبية عثر بالحائط الشمالى عليها منظر فريد يصور عملية تحنيط صاحب المقبرة.
.jpeg)
مقابر بئر الشغالة

احدى مقابر المزوقة الأثرية

احدى مقابر بئر الشغالة الاثرية

الوان زاهية فى مقابر المزوقة

الوان شديدة اللمعان رغم مرور آلاف السنين

جانب من الرسوم العقائدية بمقابر المزوقة

جانب من رسومات الشغالة

جانب من أعمال حفريات بير الشغالة

رسومات بير الشغاله الزاهية

رسومات داخل مقابر بير الشغاله

مخطوطة تم العثور عليها فى الشغالة

موسم الحصاد وخيرات الواحة بمقابر المزوقة

موقع مقابر بير الشغالة