تعد مدينة “مونس كلوديانوس” الرومانية القديمة، التى تقع جنوب غرب سفاجا على بعد 45 مترًا، واحدة من أبرز المعالم التاريخية في منطقة البحر الأحمر، ومع مرور الزمن، أصبحت المدينة وجهة سياحية لمحبي رحلات السفاري الجبلية، كما تستقطب الزوار المهتمين بالحضارات القديمة، خاصة الرومانية منها.
وتعتبر المدينة من أهم المواقع الأثرية التي تركها الرومان في البحر الأحمر، حيث كانت المصدر الرئيسي لاستخراج الأعمدة الرومانية الشهيرة أو ما يعرف بالحجر الملكى، هذا الحجر كان يستخدم في بناء معابد رومانية عظيمة حول العالم، ما جعل المدينة تشكل نقطة محورية في الحضارة الرومانية.
من جانبه قال محمد أبو الوفا المدير السابق لمنطقة آثار البحر الأحمر إن المدينة تندرج ضمن المواقع الأثرية المهملة، والتى كانت فى الأساس عبارة عن مساكن بسيطة، وحمامات عامة، وصوامع غلال لعمال أكبر محجر روماني لاستخراج الحجر الملكى، الذى استخدم فى بناء معظم المعابد الرومانية.
وأضاف المدير السابق لآثار البحر الأحمر أن مساكن العمال في المحجر كانت عبارة عن أزقة ضيقة لا تتجاوز المساحة المخصصة لكل منزل 70 مترًا مربعًا، كما كانت هناك منزل خاص لمدير المحجر، بالإضافة إلى معبد لم يكتمل بناؤه وإسطبلات يمكنها استيعاب ما يصل إلى 400 رأس من الثيران، التي كانت تستخدم في سحب الحجارة.
وأشار إلى أن المدينة، التي تقع على طريق الصعيد البحر الأحمر، تعد أهم مقصد لرحلات السفاري الجبلية، خاصة للسياح المقيمين في فنادق سفاجا وخليج سوما باي ومكادي القريبة منها .
وأكد أن مدينة “مونس كلوديانوس” كانت تعتبر من أهم محاجر الرومان لإنتاج الأعمدة الضخمة المصنوعة من الحجر الملكي، والتي استخدمها الرومان في بناء معابدهم في مختلف أنحاء العالم، كانت هذه المحاجر تحت إشراف الجيش الروماني، وضمّت آلاف العمال المهرة الذين تقاضوا أجورًا مرتفعة نتيجة أهمية عملهم في صناعة الأعمدة الضخمة، وقد تم اكتشاف تلك الأعمدة الضخمة بعد أكثر من 190 عامًا من استخدامها.
من جانبه قال محمد عمارة أحد العاملين فى السفارى الجبلى إن المدينة تعرضت للسرقة والنهب من قبل تجار الآثار بسبب الإهمال، حيث كانت تحتوي على العديد من الأعمدة الملكية وبقايا آثار العمال الذين كانوا يقيمون هناك، فقد كانت المدينة تفتقر إلى الحماية الأمنية، ما جعلها عرضة للنهب.
وأضاف أن الأعمدة الرومانية في المدينة لا تزال شاهدة على عظمة تلك الحقبة، حيث يبلغ طول الواحد منها حوالي 20 مترًا وقطره 2.5 متر ويزن نحو 200 طن، كما أن بعض المباني القديمة لا تزال قائمة حتى الآن، وكانت المدينة تحتوي على أبراج مراقبة للحراسة، ما زالت بعض آثارها باقي.
وكشف أن بقايا المنازل الرومانية، وأنقاض الكنائس المبنية من الجرانيت، إضافة إلى الآبار الدائرية التي كانت تملؤها المياه المعدنية، لا تزال موجودة، كما يمكن العثور على قطع أثرية وأعمدة ضخمة يصعب سرقتها بسبب حجمها وثقلها، إلى جانب بعض الأحواض التي تحمل نقوشًا رومانية.

استخرجت،منها اعمدة ملكية رومانية

اصبحت مزار سياحية لرحلات السفارى

أكبر محجر،ملكى رومانى

بقايا المديمة الرومانية جنوب سفاجا

شهدت منها اعمدة المعابدة الرومانية حول العالم

مدينة مونس كلودايوس

منازل العمال داخل المدينة