كريم السقا

القمة العربية في القاهرة: معركة العدل في مواجهة الطغيان

الأربعاء، 05 مارس 2025 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في شوارع القاهرة، حيث لا تزال الجدران تحمل بقايا حكايات البطولة والشجاعة، وحيث تدرك الأرض معنى الصمود في وجه الظلم والطغيان، انعقدت القمة العربية الطارئة، لا لتكون اجتماعًا دبلوماسيًا باردًا، بل معركة فاصلة بين الحق والباطل، بين من وقف في وجه العاصفة مدافعًا عن القضية، ومن انحنى للريح خوفًا أو طمعًا.
 
لم تكن فلسطين يومًا قضية جغرافية، بل كانت دومًا قضية شرفٍ وكرامةٍ عربية، قضية صمود ضد قوى الاحتلال والطمس، قضية شعب رفض أن يتحول إلى ظلٍّ بلا هوية. واليوم، بعدما سقطت الأقنعة، وانكشف المخطط الذي أعده الصهاينة وداعموهم في البيت الذي لم يعد أبيض بعدما تلطخ بدماء الأبرياء وشرور ساكنيه، وجد العرب أنفسهم أمام لحظة لا تقبل الحياد.
 
لكن مصر، لم تتعود أن تكون في صف المتفرجين، ولم تعرف يوماً معنى التخاذل، فكانت أول من وقف ليعلن أن هذه الجريمة لن تمر، وأن المخطط الأمريكي- الصهيوني ليس قدراً، بل مؤامرة ستتحطم على صخرة الإرادة.
----------
المؤامرة الكبرى: حين ظن ترامب ونتنياهو أن فلسطين قد استُنزفت
في عالمٍ ينهشه الجشع، حيث يُباع الحق في مزادات السياسة، اجتمع رجلان لم يعرفا يومًا معنى الإنسانية، ولا احترما في حياتهما مبدأً إلا القوة، ولا رأيا في العالم سوى خرائط يمكن إعادة تشكيلها بقرارات فوقية طبقا لمصالحهم القدرة.
 
* ترامب، ذاك التاجر، الذي يرى السياسة كما يرى العقارات، يعتقد أن الأرض يمكن أن تُشترى، والشعوب يمكن أن تُمحى بجرة قلم. رجلٌ يفتقد لكل ما يجعل من الإنسان إنسانًا، لا يعرف سوى لغة المساومات الرخيصة، ولا يرى في القضايا العادلة سوى عقبةٍ أمام صفقاته المشبوهة.
 
* نتنياهو، ذاك السفاح المجرم الذي بنى دولته على الدم، يرى في التهجير حلمًا قديمًا، يريد أن يكمله الآن، يسعى إلى غزة خاوية، إلى فلسطين بلا شعب، إلى أرضٍ تُعاد كتابتها وفق أجندة المستعمر.
 
هذان الاثنان، اللذان لم يعرفا يومًا معنى العدالة، ظنا أن العالم قد أصبح أعمى، وأن العرب قد أصبحوا ضعفاء، وأن الفلسطيني قد استسلم، وأن مؤامرة التهجير ستُمرَّر كما مرت نكبة 1948.
 
لكن كان هناك شيءٌ لم يحسبا حسابه، مصر التي أحيت العروبة في دماء الأمة من جديد.
---------
حين تحدثت مصر، ارتجفت العواصم المتآمرة
وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يكن خطابه مجرد كلمات سياسية، بل كان إعلان تحدٍ، إعلان رفضٍ، إعلان أن هذه الأرض التي سقط على رمالها آلاف الشهداء لن تكون جزءًا من صفقة خيانة جديدة.
قالها بحسم:
"لن نكون طرفًا في أي ظلم يقع على الفلسطينيين، لن نسمح بتهجيرهم، لن نسمح بأن تمر هذه الجريمة تحت أي ظرف."
كانت هذه الكلمات كالرعد في سماء المخطط الصهيوني، كالسيف الذي قطع أوهام من ظنوا أن العرب قد انتهوا.
لم تكن رسالة فقط لنتنياهو، بل كانت رسالة للعالم أجمع، أن مصر، وإن وقفت وحدها، لن تسمح بجريمة جديدة بحق فلسطين، حتى لو كان الثمن باهظًا.
-------
القمة العربية
كانت القمة كاشفة، أظهرت من وقف بكرامة
* كان هناك من نطق بالحقيقة، وقال لا بكل شجاعة حتى يصون كرامته وكرامة أمته ويحمي شعب أصيل من الظلم والطغيان.
 
لكن مصر، لم تكن يومًا ممن يطأطئون رؤوسهم، ولم تكن يومًا دولة تبيع مواقفها مقابل الأوهام.
-----------
مصر تقلب المعادلة: لا تهجير.. بل إعادة إعمار وتمكين اقتصادي
لم تكتفِ مصر برفض المؤامرة، بل قدمت خطة حقيقية، لا تتحدث عن اقتلاع الفلسطينيين، بل عن تمكينهم، عن بقائهم في أرضهم، عن بناء وطنهم دون أن يكونوا تحت رحمة الاحتلال.
كانت الخطة المصرية رؤية متكاملة، تتحدى منطق ترامب ونتنياهو، ليس بالشعارات، بل بالعمل. خطة واقعية ليس لها بديل لأسباب عديدة، أهمها:
* التوافق مع القوانين الدولية:
* تقوم على مبدأ حق الشعوب في البقاء في أراضيها.
* تلتزم باتفاقيات جنيف التي تحظر التهجير القسري.
* تحظى بدعم المؤسسات الدولية، باعتبارها مشروعًا قانونيًا إنسانيًا حقيقيًا، لا مخططًا استعماريًا تحت قناع الدبلوماسية.
* الاستدامة والتمكين الاقتصادي:
* بناء مدنٍ حديثة، توفر للفلسطينيين مساكن دون أن يكونوا مرغمين على الهجرة.
* إقامة مشاريع صناعية وزراعية، تجعل غزة تعتمد على نفسها اقتصاديًا، لا على مساعدات الغرب.
* إنشاء ميناء ومطار، يتيح للفلسطينيين التواصل مع العالم دون أن يكونوا تحت رحمة المعابر الإسرائيلية.
* إعادة الإعمار بأيدي الفلسطينيين:
* تدريب العمال والمهندسين الفلسطينيين ليكونوا هم من يعيدون بناء وطنهم.
* تطوير برامج تشغيلية تضمن أن يكون الاقتصاد الفلسطيني قادرًا على الصمود دون الحاجة إلى دعم خارجي دائم.
---------
لم يكن الرئيس السيسي يتحدث باسمه فقط، بل كان يتحدث باسم الملايين من المصريين الذين يعرفون أن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية، بل قضية شرف، وقضية دم، وقضية واجب لا يمكن التخلي عنه.
"نحن مستعدون لدفع الثمن."
"لن نسمح بحدوث نكبة جديدة."
"سندافع عن فلسطين كما دافعنا عن مصر."
وفي النهاية، وفي زمنٍ سقط فيه البعض في وحل التخاذل، كانت مصر وكل من شارك بالقمة ودعم الخطة المصرية هم الجدار الأخير، والسيف الذي لم ينكسر.
وفي زمنٍ اعتقد فيه الطغاة أن القضية الفلسطينية يمكن أن تُدفن تحت ركام الصفقات، جاءت القاهرة لتقول:
"فلسطين ليست للبيع، ومخطط التهجير لن يمر، ما دام في العروق دمٌ ينبض."
وإن بقيت مصر وحدها، فإنها ستقاتل، لأن هناك معارك لا يمكن التراجع فيها، وقضايا لا يمكن بيعها، وأوطانًا لا تُباد ما دام فيها شعبٌ يرفض أن يموت






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة