الإفتاء توضح ضوابط التعامل عند الخلاف بين الزوجين.. لا يجوز استعمال العنف.. وألا تستبدُّ بهما العواطف وتجرُّهما إلى العزة بالنفس دون الحفاظ على رابطة الأسرة.. ويجب أن يبقى الخلاف بعيدًا عن نظر الأطفال

الإثنين، 31 مارس 2025 11:42 م
الإفتاء توضح ضوابط التعامل عند الخلاف بين الزوجين.. لا يجوز استعمال العنف.. وألا تستبدُّ بهما العواطف وتجرُّهما إلى العزة بالنفس دون الحفاظ على رابطة الأسرة.. ويجب أن يبقى الخلاف بعيدًا عن نظر الأطفال دار الإفتاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت دار الإفتاء إن النفوس البشرية مختلفة بطبائعها؛ وهو ما قد يؤدي إلى الخلاف بين الأفراد، وخاصة عند التلاقي والاحتكاك المباشر المتكرر، وكثيرًا ما يحدث هذا بين الزوجين للصلة الدائمة بينهما؛ ولذا كان من الأهمية بمكان وجود ضوابط تحكم هذا الخلاف حرصًا على العلاقة الزوجية من الانهدام والتفكك، وحرصًا على الحدِّ الأدنى من العلاقات الإنسانية بين الطرفين، وقد وضعت الشريعة ضوابط للخلاف بين الزوجين؛ منها أنه لابد في وسائل التعبير عن النفس بين الزوجين من عفة اللسان عن التقبيح والشتم؛ قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡم مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآء مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ} [الحجرات: ١١]، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((... لا تقولوا هجرًا))، يعني لا تقولوا سوءًا. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما كان الفحش في شيءٍ إلا شانه، وما كان الحياء في شيءٍ إلا زانه))، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء))، وعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا عائشة، إن الله لا يحب الفاحش المتفحش)).

كما لا يجوز استعمال العنف في الخلاف بين الزوجين، فالثابت في الأحاديث النبوية وتطبيقاتها العملية أن الضرب في البدء كان حكمه التحريم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بعدم ضرب النساء، فعن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تضربوا إماء الله))، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذئرن النساء على أزواجهن؛ فرخص في ضربهن، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرٌ يشكون أزواجهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قد طاف بآل محمدٍ نساءٌ كثيرٌ يشكون أزواجهن: ليس أولئك بخياركم)).


إن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الخلافات الزوجية أنه يجب أن يبقى الخلاف بعيدًا عن نظر الأطفال؛ حرصًا على سلامة تربيتهم النفسية والسلوكية، وأن تبقى الأسرار الزوجية سرًّا مكتومًا بينهما لا يطلع عليه أحد، ثم يحاولان حلَّ هذه الخلافات بالتفاهم بينهما، ولا تستبدُّ بهما العواطف وتجرُّهما إلى العزة بالنفس دون الحفاظ على رابطة الأسرة، وقد جعل الإسلام العشرة بالمعروف فريضة على الرجال -حتى في حالة كراهية الزوج لزوجته ما لم تصبح العشرة متعذرة- فما يدريه أن هنالك خيرًا مخبوءًا كامنًا فيما يكره، لعله سيلاقيه -إن كظم انفعاله واستبقى هدوءه- قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرا كَثِيرا} [النساء: ١٩]، هذا الصبر والتأني المؤدي للحفاظ على عقدة الزوجية فلا تفصم لأول خاطر أو نزوة.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة