أكاذيب وشائعات تروج لها إسرائيل منذ عقود برغبتها في إبرام السلام مع الدول العربية ورغبتها في التعايش السلمي مع شعوب المنطقة، وقادت الولايات المتحدة جهود مكثفة لدعم خطط الاحتلال في تجميل صورته القبيحة وإخفاء حقيقة الوجه الزائف لهذا الكيان المحتل الغاصب والكاره للعرب أجمعين.
إسرائيل التي تدعي رغبتها في إبرام سلام مع العرب تحوي مناهج التعليم فيها خطابات للكراهية والعنف والقتل بحق العرب لا سيما في مدارس "الحريديم" والصهيونية الدينية التي تدعو لقتل العرب والقضاء عليهم، ويقود الحاخامات الصهاينة حملات للقضاء على الشعوب العربية بذريعة أنهم أعداد للصهيونية المهيمنة على إسرائيل.
ورغم إيمان الدول العربية بأن الحل الأمثل للصراع في المنطقة لن يكون إلا بالحل السلمي بضرورة تفعيل حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتبنت قمة بيروت في عام 2002 مبادرة السلام العربية التي حددت شروط الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتها منح الفلسطينيين حقوقهم في إقامة دولتهم، حق عودة اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ووقف إسرائيل لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة ظهر الوجه الحقيقي والقبيح لجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي يقتل أطفال غزة بدم بارد حيث استشهد أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني وآلاف السيدات الفلسطينيات، في أبشع جريمة يرتكبها المحتل الإسرائيلي ضد المدنيين في الإبادة الجماعية التي يقودها المتطرفون الإسرائيليون في حكومة بنيامين نتنياهو.
دعوات من وزراء حكومة نتنياهو وفي مقدمتهم وزير المالية بتسلئيل سومتيريش الذي يدعو لقتل العرب واجتثاثهم بذريعة أمن إسرائيل، وهي الدعوة التي تروج لها الصهيونية داخل المجتمع الإسرائيلي المتطرف والذي لا يؤمن بالسلام أبدا إلا بالقوة، وهو ما ثبت عقب ملحمة حرب أكتوبر العظيمة عام 1973 حيث نجحت الدولة المصرية في فرض السلام على الاحتلال بالقوة.
على الدول العربية مراجعة سياساتها تجاه الكيان الإسرائيلي المحتل الذي يرتكب المجازر ضد الفلسطينيين في غزة ومحاولات احتلال جزء من الأراضي السورية واللبنانية وفرض واقع جديد، فضلا عن رغبتها في تفريغ قطاع غزة من السكان الفلسطينيين بذريعة القضاء على حركة حماس، ورغم اختلافنا مع بعض سياسات حماس إلا أنها تعد فصيل فلسطيني وجزء من الفصائل التي لها حضور في المشهد الفلسطيني.
إسرائيل هي عدونا الأول والأزلي الذي يسعى إلى إبادة العرب وقتلهم ليتوسع الكيان المحتل على حساب الدول والشعوب العربية، وهذا ما يفسر عدم وجود حدود حقيقية محددة للكيان الإسرائيلي الذي لديه طموحات لإقامة دولته المزعومة من النيل إلى الفرات وهو المخطط الذي وضعه لبنته الأولى تيودور هيرتزل المفكر الصهيوني الذي طالب بإقامة وطن قومي لليهود في مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897م.
على الدول العربية الاستعداد بكل قوة للمحتل الإسرائيلي الذي لا يؤمن بالسلام أبدا ويرفض حق إقرار أبناء الشعب الفلسطيني في تحديد مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما يجب وأد أي تحركات تقوم بها الصهيونية الدينية في محاول تطبيع العلاقات مع عدد من الدول العربية التي لا تربطها علاقات مع إسرائيل، فهذا الكيان المحتل لديه أجندة تخريبية مشبوهة هدفها القضاء على كل ما هو عربي واحتلال الأرض بشكل كامل.
إسرائيل التي ترفض القانون الدولي والإنساني وتنتهكه لا يمكن أن تكون جزء من المنظومة الدولية العادلة التي تؤمن بالعدالة والسلام، فهذا الكيان المحتل لا يمكن التعامل معه إلا بنفس السلاح الذي يستخدمه ضد العرب والمسلمين في الإقليم، ويجب الضغط على الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية للضغط على إسرائيل التي تم زراعتها في الشرق الأوسط بهدف التخلص من مؤامراتهم وأجندتهم التخريبية ضد الأوروبيين، وتتحمل بريطانيا الجزء الأكبر من خطيئة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال وعد بلفور الذي أصدرته حكومة لندن عام 1917.