امتزجت فرحة العيد هذا العام بأصوات مدافع الحرب، فى عدد من الدول التى يواجه مواطنوها صراعات مسلحة، وحروب لا تستثنى أحداً من لهيب نيرانها، ففى الوقت الذى يستقبل العالم الإسلامى عيد الفطر المبارك المميز ببهجة أيامه، تبحث أسر عن أمكن آمنة للاختباء من نيران الحرب.
غارات ليلة العيد
فى اليمن استقبل الأهالى، اليوم الأحد، عيد الفطر، فى ظل تصاعد المواجهات العسكرية بين جماعة الحوثي، والولايات المتحدة الأمريكية، وفى ظل وضع اقتصادى صعب يعيشونه جراء الحرب المستمرة فى البلاد منذ نحو عشر سنوات، وتعيش العائلات هذه الأيام ظروفا قاسية مع ارتفاع وتيرة التصعيد الأمريكى الهجمات الأمريكية وتوسع رقعة قصف مواقع الحوثيين فى اليمن، إذ سجل خلال يومى الجمعة والسبت أكثر 65 غارة على صنعاء وصعدة والجوف خلال 24 ساعة فق، وفى ليلة العيد استهدفت 7 غارات أمريكية، محافظة صعدة شمالى اليمن واستهدفت بـ4 غارات مديرية آل سالم الواقعة بالمحافظة ذاتها،
وفى وقت سابق السبت، أفادت جماعة الحوثى أن الغارات الأميركية على محافظتى عمران وصعدة، تسببت فى "تدمير كامل" لمحطات اتصالات، وفق بيان صادر عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بحكومة الحوثيين.
وأشار البيان إلى أن "طيران العدوان الأمريكى استهدف الجمعة، شبكة الاتصالات فى الجبل الأسود بمحافظة عمران بخمس غارات، وكذلك استهدف شبكة الاتصالات فى موقع اللبدة فى محافظة صعدة بعدد من الغارات".
تهديد في سماء لبنان
وفى لبنان لا تزال التوترات تسود أجواء الجنوب والضاحية، في سياق تداعيات الهجمات الصاروخية التي انطلقت من لبنان صوب الجليل .
حيث شهدت بلدات الجنوب ، تحليقا كثيفا للطيران الحربى الإسرائيلي وسط تهديدات متتالية، فمن جانبه، هدد رئيس وزراء إسرائيل قائلا إن الدولة اللبنانية مسؤولة عما يخرج من أراضيها، ونحن نحترم الدولة اللبنانية وجيشها، وأضاف نتنياهو أن "الجيش الإسرائيلي يُنفذ تعليمات واضحة باستخدام قوة صارمة دون أي تنازلات ضد أي هجمات من لبنان.
أضاف قائلا : لقد وجهنا ضربات قاسية لحزب الله فى لبنان ونقف بالمرصاد لأى محاولات إعادة بناء ترسانته المسلحة .
فرحة تغلب الحرب
ورغم الهلع الذى خلفته الحرب في قلوب المدنيين، إلا أنهم أصروا على إحياء فرحة العيد في قلوبهم، حيث أدى الملايين منهم صلاة العيد في المساجد، وفى اليمن أكد عدد من الأهالى ـ وفق وسائل إعلام محلية ـ أن رائحة كعك العيد والبخور لا تزال تفوح بداخل كثير من بيوت اليمنيين، ولبس العيد وإن كان متواضعاً لا يزال شيء أساسي إلى جانب زيارة الأقارب والأصدقاء.
وفى لبنان احتفى المواطنون في عدد من المحافظات بالعيد من بينهم صور وصيدا في الجنوب فقد حرص الأهالى على التجول في الأسواق التي لم تغلق أبوابها رغم تحليق الطيران الإسرائيلى، وفى بيروت تنطلق السهرات والاحتفالات الخاصة بالعيد ، كما قامت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت فيصل سنو بتقديم الهدايا والمصاحف والحلوى على المواطنين، متمنين لهم أعيادا مباركة.
أسواق صيدا
وتتنوع الفعاليات في لبنان، لتشمل الأنشطة الترفيهية التي تستقطب العائلات والأطفال مع تقديم الإنشاد الديني، ولا تقتصر الفعاليات على العاصمة بيروت فقط، بل تمتد إلى مختلف المناطق، حيث تتزين الأسواق والساحات العامة بزينة العيد المبهرة في طرابلس جنوبا، التي تلقب بـ"عاصمة رمضان"، تزدحم الأسواق بالزوار الذين يتوافدون لشراء الحلويات والمأكولات التقليدية، في حين تستمر السهرات حتى ساعات الفجر.
ومن لبنان إلى فلسطين، أدى ما لا يقل عن 120 ألف مصلٍ، اليوم الأحد، صلاة العيد في المسجد الأقصى وباحاته، رغم منع الاحتلال للآلاف من الدخول، والتضييق على حركة الدخول والخروج من المسجد.
وكبرت جموع المصلين فرحا بعيد الفطر، كما تحدث خطيب العيد عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعن الأسرى في سجون الاحتلال، وعن المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى.
وقال جمال أبو عرام مدير أوقاف الخليل،"إن قوات الاحتلال عززت من انتشارها في محيط الحرم الإبراهيمي وعلى بواباته الرئيسية، والحواجز المنتشرة في محيطه، وقامت بالتدقيق في بطاقات المواطنين، وأخضعت عددا منهم للتفتيش الجسدي.
يذكر أن قوات الاحتلال رفضت فتح المسجد الإبراهيمي بكافة أروقته وساحاته وأقسامه بمناسبة عيد الفطر السعيد، وهي المرة السادسة منذ بداية شهر رمضان التي ترفض فيها فتحه كاملا أمام المصلين، ويتزامن العيد هذا العام مع استئناف قوات الاحتلال فجر الـ18 من الشهر الجاري عدوانها على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين.
العيد في السودان
وفى السودان علت مظاهر الاحتفال بالعيد رغم قتامة المشهد الذى رسمته الحرب وارتفاع وتيرة الصراع بين ميلشيا العم السريع والجيش السودانى، تلك الحرب التي تدخل عامها الثانى.
صلاة العيد فى السودان
أصر السودانيون على الاحتفال بعيد الفطر المبارك كما اعتادوا كل عام.ففي مدينة أم درمان، إحدى أكثر المناطق تأثرًا بالصراع، استعدت الأسر لاستقبال العيد بصناعة المخبوزات وتجهيز الضيافة، في مشهد يعكس صمودهم أمام الأوضاع الصعبة، ورغم التحديات الاقتصادية وارتفاع الأسعار، لم تتخل الأسر السودانية عن شراء مستلزمات العيد، حيث لا تكتمل الفرحة دون الملابس الجديدة، خاصة للأطفال، الذين يختارونها بعناية للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة.
ومن جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن السودان يواجه كارثة إنسانية ودعا قادة البلاد إلى "الحوار وخفض التصعيد، وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الوضع المأساوي والخطير الذي تتكشف فصوله.
أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها من استمرار الهجمات على المدنيين فى السودان، معلنة عن اقتراب افتتاح مركز جديد لاستقبال اللاجئات السودانيات في تشاد.
وصرح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي اليوم، بأن الأمم المتحدة قلقة للغاية من استمرار الهجمات على المدنيين" داخل السودان.
أشار جوتيريش إلى "أزمة نزوح" تعصف بالبلاد، حيث عبر أكثر من مليون شخص الحدود من السودان منذ بدء القتال هناك، وإلى الانهيار الاقتصادى مع تراجع عائدات النفط وارتفاع التضخم بمعدل 300%.