تمر اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، الذي توفي يوم 29 مارس من سنة 1977، وذلك بعد رحلة طويلة من الإبداع والألم.
وصدرت كتب كثيرة تحدثت عن عبد الحليم حافظ وحياته وفنه، ومن هذه الكتب كتاب مهم للكاتب والناقد أشرف غريب عنوانه "العندليب والسندريللا الحقيقة الغائبة"، ومما جاء فيه أن ظهور عبد الحليم حافظ في السينما كان بداية عن طريق صوته فقط، وأن صناع السينما لم يتقبلوه في البداية.

لحن الوفاء
يقول الكتاب:
إن إرهاصاته الأولى في عالم السينما كانت من باب الغناء، حينما ظهر صوته فقط في الفيلم المدبلج "علاء الدين والمصباح السحري"، الذي قام بدبلجته المخرج أحمد كامل مرسي سنة 1951، وهو من إخراج ألفريد ريم، وأيضا في فيلم "بعد الوداع" من بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي وإخراج أحمد ضياء الدين سنة 1953، كذلك غنى في العام نفسه في فيلم "بائعة الخبز" بطولة أمينة رزق وزكي رستم وإخراج حسن الإمام، ثم في فيلم "فجر" سنة 1955 من بطولة ماجدة وجمال فارس، ومن إخراج عاطف سالم، فهل كان عبد الحليم بهذه الخطوة يتحسس طريقه نحو هذا العالم الغريب، أو يتسلل رويدا رويدا إلى شاشة السينما التي ستصبح لاحقا بساط الريح الذي حلق به العندليب في سماء النجومية والشهرة والحظوة الجماهيرية، أم أن السينمائيين أنفسهم هم الذين كانوا يختبرون مدى ملاءمة هذا الشاب الوافد من عالم الغناء للدخول إلى ذلك الفضاء الرحب اللامحدود؟
ويذكر عبد الحليم نفسه في مذكراته التي نشرتها مجلة الكواكب سنة 1957 أن المنتجة المعروفة ماري كويني استمعت إليه وهو يغني سنة 1953 فقالت: "يغني نعم، إنما يمثل لا.. ما هذا الجسد النحيل الذي يمكن أن يقبله الجمهور؟ إنه لا يصلح إطلاقا للسينما».
الشيء المؤكد إذن أن السينمائيين أنفسهم لم يكونوا متحمسين لظهور عبد الحليم على الشاشة بدليل أنه احتاج أكثر من ثلاث سنوات قضاها فقط في عالم الغناء قبل أن يطالع الجمهور صورته كبطل لفيلميه الأولين "لحن الوفاء" من إخراج إبراهيم عمارة و"أيامنا الحلوة".

معبودة الجماهير