محمود عبدالراضى

سلامات فضيلة الإمام

الجمعة، 28 مارس 2025 11:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يعدّ واحدًا من أبرز رموز العلم والدين في العالم الإسلامي، لا يخفى على أحد مكانته الرفيعة التي اكتسبها في قلوب المسلمين عبر مشارق الأرض ومغاربها، فهو لم يكن فقط إمامًا، بل كان أيضًا من المجددين الذين أضاءوا دروب الفكر الإسلامي وأحدثوا تغييرات جذرية في العديد من القضايا الدينية والاجتماعية.

وفي ظل الأجواء المتقلبة التي شهدتها البلاد، من ارتفاع شديد في درجات الحرارة يليه انخفاض حاد، تعرض فضيلته لوعكة صحية مفاجئة ألمّت به، حيث أصيب بدور برد شديد أثّر على صحته.

هذا الحدث لم يكن مجرد خبر عابر، بل أثار مشاعر حب وتضامن في نفوس الجميع، فتبارت القلوب الطيبة بالدعاء له بالشفاء العاجل، كما تعالت الأصوات بالدعاء أن يمده الله بموفور الصحة والعافية.

منذ أن تولى فضيلة الإمام أحمد الطيب قيادة الأزهر الشريف، أحدث طفرة كبيرة في المؤسسة الدينية العريقة، الأزهر الذي يعد منارة العلم في العالم الإسلامي، أصبح أكثر تطورًا وتناغمًا مع متطلبات العصر.

في عهده، شهد الأزهر نقلة نوعية في مجالات التعليم والبحث العلمي، فضلاً عن اهتمامه الكبير بالتواصل مع الأديان الأخرى، وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين مختلف شعوب العالم.

لكن الذي يميز الإمام الطيب ليس فقط فكره العميق ورؤيته الثاقبة، بل أيضًا شخصيته الإنسانية المتواضعة والمبتهجة، ففضيلته يمتلك قلبًا طيبًا، ونفوسًا نقية، لا يحمل في صدره إلا الحب والاحترام لجميع الناس.

هو الرجل الذي يزرع في كل من يلتقيه مشاعر الطمأنينة والسلام، ويترك أثراً طيبًا في كل مكان يذهب إليه، صاحب الابتسامة التي لا تفارق وجهه، يظن من يراه أنه يعيش في سكينة لا تُحد، بينما هو في واقع الأمر يحمل هموم أمة بأسرها.

في صعيد مصر، حيث ينحدر فضيلته، تتمثل القيم الأصيلة التي نشأ عليها: الكرم والجود والضيافة.

إن أهل الصعيد لا يقتصرون في طيبتهم على جيرانهم، بل تتسع رقعة تلك المحبة لتشمل الجميع، وفي هذه البيئة الطيبة، نشأ الإمام الطيب، الذي استلهم من تراب وطنه وسمائه معاني الخير والرحمة.

في ساحة الطيب في الصعيد، يتجسد معنى العطاء غير المحدود، حيث تفتح البيوت أبوابها لكل زائر، وتوزع القلوب المحبة لمن حولها.

لم تكن دعوات الشفاء لفضيلته مجرد كلمات تعبيرية، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن حب الناس له، واعترافًا بدوره الرائد في نشر العلم والإصلاح، ففضيلته لم يكن مجرد رجل دين، بل كان معلمًا، مصلحًا، ورمزًا للوحدة الوطنية، ففي كل خطوة خطاها، كان ينادي بالتسامح، بالعدالة، وبمساعدة الآخرين.

إن الأزهر في عهد الإمام الطيب أصبح أكثر تماشيًا مع روح العصر، رغم تمسكه العميق بمبادئه وأصالته، فلم يكن هذا التطور على حساب الثوابت الدينية، بل على العكس، فقد استطاع الإمام الطيب أن يحقق التوازن بين الحفاظ على الهوية الإسلامية وبين الانفتاح على العصر بما يتناسب مع احتياجات المجتمع.
في فترته، أعاد الأزهر تعريف دوره في العالم المعاصر، من خلال مناهج حديثة، وطرق تدريس مبتكرة، بالإضافة إلى تعزيز دوره في الحوار بين الأديان والثقافات.

عندما نتحدث عن شيخ الأزهر، فإننا لا نتحدث فقط عن عالم جليل، بل عن رجل تجسد في شخصه القيم النبيلة التي يطمح المسلمون في أن يعيشوها.

ومهما اختلفت الظروف وتباينت الأوقات، سيظل الإمام الطيب في قلوب المؤمنين نبراسًا يُضيء لهم الطريق، ورمزًا للوحدة والتعايش بين جميع أبناء الأمة الإسلامية.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة