تعتبر أيام الصوم الكبير هي أقدس أيام السنة، ويمكن أن نقول عنه إنه صوم سيدي، لأن المسيح قد صامه، وهو صوم من الدرجة الأولى، إن قسمت أصوام الكنيسة إلى درجات. فله ألحان خاصة، فترة انقطاع أكبر، قراءات خاصة، ومردات خاصة، وطقس خاص في رفع بخور باكر، وبالإضافة إلى مطانيات خاصة في القداسات. ولهذا يوجد للصوم الكبير قطمارس خاص. كما أنه تقرأ فيه قراءات من العهد القديم، وهكذا يكون له جو روحي خاص.
ويمثل الصوم الكبير صوم للعين، "سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا" (مت ٦: ٢٢)، وهو صوم المسيرة الروحية، ومدته 55 يومًا، وهدفه إصلاح عين الإنسان الروحية لتصير حواس الإنسان نيرة، "وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ" (مت 6: 6)، والكنيسة تُرنم فيه "طوبى للرحماء على المساكين" لكي تكون عين الإنسان رحيمة على المساكين، "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم".
ويشمل الصوم الكبير على ثلاثة أصوام، هما:
- الأربعين المقدسة في الوسط.
- يسبقها أسبوع أما أن يعتبر تمهيد للأربعين المقدسة، أو تعويضيًا عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام.
- يعقب ذلك أسبوع الآلام. وكان في بداية العصر الرسولي صومًا قائمًا بذاته غير مرتبط بالصوم الكبير.