أكثر من 75 سنة مرت على أحد أهم المواقع التاريخية في جبل القرنة على بعد خطوات أعلى بيت كارتر الشهير بالبر الغربي، وهو منزل البلجيكي "ألكسندر ستوبلير" كبير مرممى الأثار الفرعونى في جبل القرنة، والذي شارك لعدة سنوات في ترميم المقابر المصرية القديمة والمعابد برفقة فريق أثرى من دولته وجامعة بازل، ويضم حالياً مركز تدريب للمصريين لتوثيق التراث بالمسح ثلاثي الأبعاد المتطور لخدمة التاريخ المصرى القديم.
ويقول محمود نصير المرشد السياحى ابن غرب الأقصر، إن منزل ستوبلير التاريخي بالبر الغربى بنى في عام 1950م على يد المهندس المعماري التاريخي حسن فتحي أعلي منطقة جبلية بمدخل وادي الملوك والملكات بجوار منزل العالمي هاوراد كارتر، حيث قرر وقتها كبير المرممين الأثريين البلجيكي بناء المنزل له ولأعضاء بعثته ليكون بشكل القباب المميز للمهندس حسن فتحى، وبالفعل أشرف علي بناؤه بإستخدام الطوب اللبن وتصاميم البناء التقليدية.
وأضاف محمود نصير، لـ"اليوم السابع"، أن منزل ستوبلير على مدار السنوات الماضية قد تعرض للتهالك والتضرر بسبب عوامل الزمن وعدم الاهتمام به في العصور الماضية، وتم البدء منذ 10 سنوات مضت في أكبر وأضخم مبادرة للترميم والتجميل وإعادته لرونقه القديم بأيدي رجال وزارة الآثار ومنظمة اليونيسكو العالمية ومؤسسة فاكتوم بمدريد وجامعة بازل السويسرية، وذلك لإعادة منزل "ألكسندر ستوبلير" كبير المرممين في الاثار الفرعونية القديمة للحياة من جديد أمام ضيوف العالم، وبالفعل عاد المنزل الذي يسرد نجاحات وقصص ستوبلير في تلك الفترة والذي ولد في بلجيكا وكان كبير مرممي قسم الآثار في مصر لصورته المميزة من جديد.
ومن جانبه كشف الدكتور مصطفي وزيري أمين المجلس الأعلى للآثار السابق، أن الأثرى "ألكسندر ستوبلير" كان يشغل منصب مدير قسم الترميم فى مصلحة الآثار المصرية، فى أربعينيات القرن الماضى حينما كانت تتبع آنذاك وزارة المعارف بمصر، وتم بناء منزله غرب منزل هيوراد كارتر، بالقرب من النموذج طبق الأصل لقبر الملك توت عنخ آمون، والذي تم افتتاحه فى 2014 كأول مرحلة من مبادرة الحفاظ على جبانة طيبة.
ويضيف الدكتور مصطفي وزيري لـ"اليوم السابع" أن ستوبلير كان معجب بصورة كبيرة بأعمال حسن فتحى فى "القرنة الجديدة"، وطلب منه إنشاء المبنى له وللعاملين معه فى الأبحاث الأثرية بالأقصر، وبالفعل بدأ حسن فتحى بوضع فناء مركزى محاط بالكامل بغرف المكاتب والمعيشة موضوعة على شكل مربع حول الفناء، ووجود موقع المنزل على هضبة عالية وبمحاذاة الطريق الرئيسى إلى وادى الملوك والملكات جعلته يغير شكل المبنى إلى مستطيل به فناء مركزى يقع على أحد جانبيه السكن، وعلى الجانب الآخر المكاتب ويربط بينهما ممر طويل إضافة فناء ثان أصغر لتوفير الإضاءة والحفاظ على الخصوصية، حيث أن ترميم منزل ستوبلير يعد جزءا من مبادرة الحفاظ علي جبانة طيبة نتيجة للتعاون بين وزارة الآثار، وجامعة بازل السويسرية متمثلة في مؤسسة فاكتوم للتكنولوجيا الرقمية في مجال حفظ التراث، مؤكداً علي أن منزل ستوبلير يعتبر مثال ناضج علي نهج حسن فتحي للعمارة باستخدام الطوب اللبن وقد تم بناء المنزل عام 1950 للأكسندر ستوبلير بعد اكتمال بناء قرية القرنة الجديدة، والتي تعتبر مشروع للمسكن المثالي في نهاية الاربعينيات من القرن الماضي.
وأوضح وزيري، أن مشروع الترميم تم تمويله من قبل مؤسسة فاكتوم للتكنولوجيا الرقمية في مجال حفظ التراث بمدريد، وتم التجديد من قبل مركز والي للعمارة والتراث بالقاهرة برئاسة طارق والي رئيس المركز، بالقاهرة مع فريق من الحرفيين المحليين، ويعد طارق والي من المعماريين الرواد في مجال التراث في مصر، وقد عمل مع حسن فتحي لعدة سنوات ولديه معرفة عميقة باهدافه ونواياه، وإستحوذ هدف الحفاظ وترميم المبني علي إهتمام كبير في نفس الوقت الذي تم فيه العمل علي تحويله وإعادة تأهيله كمركز حديث للتدريب والأرشفة ومسح ضوئي ثلاثي الأبعاد علي أعلي مستوي.
ومن الجدير بالذكر إن مؤسسة فاكتوم للتكنولوجيا الرقمية في مجال حفظ التراث، قد أقامت داخل المنزل مركز تدريب للمسح الضوئي ثلاثى الأبعاد، والتصوير الفوتوغرافي المركب والتصوير عالي الدقة إلي الأقصر وتوطين التكنولوجيا بها، وهو ما سيوفر التسجيل والتوثيق عالي الدقة حلولاً فعالة مادياً لتوثيق التراث بما يعود بالنفع علي المجتمع المحلي، حيث أن المؤسسة بدأت في عام 2016 في تدريب مشغلين محليين تحت إشراف علياء إسماعيل خريجة الجامعة الامريكية تحت تخصص العمارة والمصريات، والتي تدير المركز الجديد للتدريب، حيث أن التدريب الذي يتم داخل المركز في منزل ستوبلير يوفر للمصريين أغلب التقنيات الأحدث والتي من شانها أن تساهم في الحفاظ وتوثيق التراث الثقافي بدقة وشكل كامل.

اعمال التطوير والتجميل تعيد منزل ستوبلير لرونقه القديم

أعمال تطوير وترميم منزل ستوبلير للحفاظ عليه بالاقصر

العمال خلال عمليات ترميم منزل ستوبلير بغرب الاقصر

العمال يقومن بدورهم في تجميل قباب منزل ستوبلير بالاقصر

المنزل عقب انتهاء عمليات الترميم والتجميل بجبال القرنة

المنزل يتحول لتحفة معمارية بفضل مجهودات اليونيسكو واثار الاقصر

المهندس التاريخي حسن فتحي هو من بني منزل ستوبلير بالاقصر

اليونيسكو اشرفت علي عمليات التجميل والتطوير لمنزل ستوبلير

تحفة معمارية في قباب المنزل بعد تطويره بالاقصر

جانب من عمليات ترميم المنزل للحفاظ علي التراث

طرقات المنزل تتجمل بعد دعم اليونيسكو والاثار له غرب الاقصر

مدخل منزل ستوبلير عقب انتهاء التطوير والتجميل
مشاهد التهالك والدمار علي منزل ستوبلير قبيل الترميم والتجميل

مشاهد لأعمال تجميل وترميم منزل ستوبلير بالاقصر

منزل العالمي ستوبلير يتحول للسحر والجمال بعد الترميم

منزل المرمم العالمي ألكسندر ستوبلير مقر السحر والجمال بجبال القرنة

منزل ستوبلير اثناء البدء في عمليات ترميمه وتجميله

منزل ستوبلير من الداخل قبيل أعمال التطوير والتجميل

منزل ستوبلير يتحول لتحفة فنية بعد ترميم وتجميله بالاقصر

منزل ستوبلير ينتعش بتطويره وتجميله من الاثار واليونيسكو