بين السماء والأرض.. السياسة تتحكم في مصير رواد ناسا وتتركهم عالقين في الفضاء.. جدول زمنى يكشف كيف تحولت رحلة الـ 10 أيام لـ 9 أشهر.. ومخاطر صحية يعانى منها الثنائي بسبب الإقامة الجبرية خارج الكوكب (صور)

عودة رواد الفضاء

6 يونيو: التحام مركبة ستارلاينر بمحطة الفضاء الدولية 

وصلت ستارلاينر إلى محطة الفضاء الدولية، وبمجرد صعود رواد الفضاء على متن المركبة، استقبلهما طاقم البعثة 71 المكون من 7 أفراد، وتتمثل المهمة فى أن يبقى ويلمور وويليامز، وهما طيارا اختبار سابقان فى البحرية الأمريكية، فى المدار لمدة 10 أيام تقريبًا فى المهمة، التى سُميت «رحلة اختبار الطاقم» «CFT» لإثبات جاهزية ستارلاينر لنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، حتى تتمكن المركبة الفضائية من بدء رحلات تشغيلية طويلة الأمد فى المستقبل القريب.

18 يونيو 2024: تأجيل موعد العودة

بدأت ناسا بتأجيل موعد عودة ستارلاينر إلى الأرض لحل مشكلة بعض المحركات المعطلة، وحددت 26 يونيو كتاريخ هبوط، ومع ذلك، سرعان ما ظهرت مشاكل إضافية، وتم تمديد المهمة، حيث لاحظت ناسا تسربًا صغيرًا للهيليوم فى نظام دفع ستارلاينر قبل الإطلاق، وقررت أنه ليس مصدر قلق خطير، ولكن حدثت بعض التسريبات الأخرى بعد أن أطلق أطلس 5 الكبسولة، وهو ما أرادت وكالة الفضاء النظر فيه قبل عودة ستارلاينر إلى الأرض.

2يونيو 204: تمديد مهمة ناسا أكثر من 45 يومًا

حددت ناسا فى البداية الحد الأقصى لمدة CFT بـ45 يومًا، ولكن فى أوائل يوليو، رأت الوكالة أن أداء ستارلاينر فى المدار جيد بما يكفى لتجاوز هذا الحد، مما منح أعضاء فريق المهمة مزيدًا من الوقت لاختبار وتحليل مشاكل الدافع وتسربات الهيليوم قبل عودة ستارلاينر إلى الأرض، وحددت ناسا موعدًا مبدئيًا للعودة فى وقت لاحق من ذلك الصيف.

24أغسطس 2024: ناسا تعلن عودة ستارلاينر بدون طاقم

أعلنت ناسا وبوينج أخيرًا، أن ستارلاينر ستعود إلى الأرض لكن بدون رواد فضاء CFT، وقالت الوكالة إن كبسولة بوينج ستهبط فى ميناء وايت ساندز الفضائى فى نيو مكسيكو، بينما سيستمر ويلمور وويليامز فى العيش على متن محطة الفضاء الدولية حتى فبراير 2025 على أقرب تقدير.

رائدة الفضاء عند الإطلاق قبل أن يبدو عليها آثار صحية

30 أغسطس 2024: إتاحة أماكن لرواد ناسا العالقين فى مهمة كرو -9

تحمل كرو دراجون عادةً 4 رواد فضاء من وإلى المختبر المدارى، ولكن فى 30 أغسطس، أعلنت ناسا أنها ستنقل 2 من رواد فضائها من كرو-9، قائدة المهمة زينا كاردمان وأخصائية المهمة ستيفانى ويلسون، حتى يكون لدى دراجون مساحة لويلمور، وويليامز فى رحلة العودة إلى الأرض.

7سبتمبر 2024: عودة ستارلاينر إلى الأرض بدون طاقم

بعد 3 أشهر تقريبًا من الموعد المتوقع، عادت ستارلاينر إلى الأرض، حيث هبطت فى نيو مكسيكو بدون أى شخص على متنها، وتم الهبوط فى الصحراء دون أى عوائق.

12نوفمبر 2024: شائعات حول تدهور صحة سونى ويليامز

بعد تكهنات الصحف حول تدهور صحة سونى ويليامز بسبب إقامتها الطويلة غير المتوقعة فى الفضاء، نفى قائد محطة الفضاء الدولية هذه الشائعات، مؤكدًا أنها بخير وأنها حافظت على روتين رياضى صحى.

رائدة الفضاء بعد إقامتها الطويلة

17ديسمبر 2024: ناسا تعلن تغير موعد العودة مرة أخرى

لم تتمكن مركبة الفضاء كرو-9 من العودة إلى الأرض حتى تصل المركبة البديلة لها، وهى مركبة سبيس إكس كرو-10، إلى محطة الفضاء الدولية، كان من المفترض إطلاق كرو-10 فى فبراير، لكن سبيس إكس واجهت تأخيرات فى إطلاق مركبة كرو دراجون الخاصة بتلك المهمة، وهى كبسولة جديدة لم تكن قد انطلقت بعد، وأعلنت ناسا أن هذه التأخيرات ستتسبب لإحالة رحلة العودة إلى أواخر مارس على أقرب تقدير.

28يناير 2025: ترامب يطلب من ماسك إحضار بوتش وسونى

حظيت قضية بوتش وسونى باهتمام إعلامى كبير منذ البداية، لكن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب سلط الضوء عليها بشكل أكبر بعد فترة وجيزة من تنصيبه، وأعلن الرئيس أنه طلب من إيلون ماسك، مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذى، «الذهاب» لإخراج بوتش وسونى من محطة الفضاء الدولية، مدعيًا أن إدارة الرئيس الأمريكى السابق، جو بايدن «تخلّت عنهما تقريبًا فى الفضاء»، وأكد ماسك أنه سيفعل ذلك بالفعل، قائلًا: إنه «من المروع أن تتركهما إدارة بايدن هناك كل هذه المدة».

30يناير 2025: سونى ويليامز تُحقق رقمًا قياسيًا فى السير فى الفضاء

حققت سونى ويليامز الرقم القياسى لأكبر مدة إجمالية قضتها امرأة فى أنشطة خارج المركبة «EVAs» بعد أن أزالت هى وويلمور وحدة اتصالات لاسلكية معيبة خلال سيرهما فى الفضاء لمدة 5.5 ساعة فى 30 يناير، وبذلك، يكون مجموع ما قضته ويليامز فى السير فى الفضاء 62 ساعة و6 دقائق.

رائدة ناسا العالقة فى الفضاء

11فبراير 2025: ناسا تُقدم موعد عودة بوتش وسونى إلى منتصف مارس

أعلنت ناسا أنه سيعود بوتش وسونى إلى الأرض أبكر مما كان متوقعًا، وقالت الوكالة إنها ستُطلق مركبة كرو دراجون، وهى كبسولة إندورانس، على متن كرو-10 بدلًا من انتظار انتهاء سبيس إكس من العمل على المركبة الفضائية الجديدة، ونتيجةً لذلك، يُمكن إطلاق كرو-10 فى منتصف مارس، مما يسمح لكرو-9 بالعودة إلى الأرض بعد ذلك بوقت قصير.

14فبراير 2025: انطلاق كرو-10 لتُحل محل كرو-9

انطلقت مركبة كرو-10، التى تحمل 4 رواد فضاء، على متن صاروخ فالكون 9 من مركز كينيدى للفضاء التابع لناسا فى فلوريدا فى 14 مارس، ووصلت إلى محطة الفضاء الدولية بعد 28 ساعة.

18مارس 2025: رواد ناسا يغادرون محطة الفضاء أخيرًا

غادر رواد ناسا محطة الفضاء الدولية يوم الثلاثاء بعد 9 أشهر من الإقامة الجبرية فى الفضاء دون وسيلة لإعادتهم إلى الأرض.

19مارس 2025: وصول رواد ناسا للأرض وسط حفل استقبال

وصل رواد فضاء ناسا إلى الأرض وسط حفل استقبال من زملائهم من الرواد ومسئولو ناسا وعائلاتهم.

أهل رائد فضاء ناسا بوتش ويلمور فى استقباله

السياسة ومصير رواد ناسا

تحدث رائد ناسا بوتش ويلمور عما حدث حيث يشير إلى أنه وزميلته فى الطاقم سونيتا ويليامز قد وقعوا فى ألعاب سياسية فى واشنطن، حيث سُئل ويليامز وويلمور خلال مؤتمر صحفى مؤخرًا، عما إذا كانت إدارة بايدن قد رفضت بالفعل عرض إيلون ماسك بإعادتهم إلى الوطن مبكرًا، فأجاب ويلمور أن ادعاء ماسك «حقيقى».
وقال ويلمور «لا أستطيع إلا أن أقول إن ما قاله ماسك صحيح تمامًا»، مشيرًا إلى أنه وويليامز لم يتم اطلاعهما على ما حدث خلف الأبواب المغلقة، مضيفًا «لذا فأنا أصدقه.. لا أعرف كل هذه التفاصيل، ولا أعتقد أن أيًا منا يمكنه حقا أن يقدم لك الإجابة التى قد تأملها».

من جانبه، قال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركة سبيس إكس، مرارًا وتكرارًا أن إدارة بايدن تخلت عنهم «لأسباب سياسية»، وأضاف، أن الرئيس السابق جو بايدن رفض عرضه بإعادة رواد الفضاء إلى الوطن مبكرًا لأنه كان سيجعل دونالد ترامب وأنصاره «يبدون جيدين»، فى المنافسة ضد كامالا هاريس.

فيما انكرت ناسا أن السبب كان سياسيًا، وقالت إن رفض عرض ماسك كان يتعلق بالتكاليف، حيث قال كين باورزوكس، المدير المساعد لعمليات الفضاء فى ناسا، إنهم ناقشوا إضافة مهمة أو إعادة الكبسولة الراسية إلى الوطن مبكرًا، مضيفًا «لكننا استبعدناهما بسرعة كبيرة بناءً على مقدار الأموال المتوفرة لدينا فى ميزانيتنا».

رائد الفضاء ينتقل إلى المستشفى فور عودته

مخاطر صحية لحقت برواد ناسا العالقين فى الفضاء

ربما يكون سونيتا ويليامز وبوتش ويلمور قد فقدا ما يصل إلى نصف كتلة عضلاتهما فى ظل الجاذبية المنخفضة، وما يقرب من خُمس كثافة عظامهما، ووجد رواد فضاء سابقون أن التعافى قد يستغرق ما يصل إلى 1.5 ضعف مدة المهمة، هذا يعنى أن الثنائى العالق العائد، قد يحتاج إلى أكثر من عام قبل أن يشعرا بكامل صحتهما، وفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية.

تم نقل ويليامز، 59 عامًا، وويلمور، 62 عامًا، على الفور إلى نقالات لإجراء فحوصات طبية بعد هبوطهما قبالة ساحل تالاهاسى بولاية فلوريدا، ويبدأ طريقهما الطويل للتعافى الآن، حيث تنقسم إعادة تأهيلهما إلى ثلاث مراحل.

وقال الدكتور فيناى جوبتا، أخصائى أمراض الرئة والمحارب المخضرم فى القوات الجوية، إن رائدى الفضاء سيحتاجان على الأرجح إلى ما يصل إلى 6 أسابيع من إعادة التأهيل لاستعادة لياقتهما البدنية الأساسية بعد العيش فى ظروف الجاذبية المنخفضة لفترة طويلة، وسيشمل ذلك برنامجًا رياضيًا متعدد المراحل وخطة تغذية موجهة.

لكن فقدان العظام والعضلات ليس التحدى الصحى الوحيد الذى سيواجهانه، فوفقًا لرائد الفضاء البريطانى تيم بيك، فإن العيش فى بيئة قاسية على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) ربما زاد أيضًا من خطر ضعف البصر ومشاكل الجلد وجلطات الدم.

أثار الأطباء مخاوف بشأن ويليامز بعد ساعات من هبوطها عندما نشرت ناسا صورة لرائد الفضاء تبدو فيها هزيلة بشكل ملحوظ.

وأشار الخبراء الطبيون تحديدًا إلى معصمى ويليامز «الرفيعين بشكل واضح»، والذى قالوا إنه قد يكون علامة على فقدان سريع للوزن، وهزال عضلى فى ذراعيها، وانخفاض فى كثافة العظام، وتُظهر صور ويليامز اللافتة قبل وبعد ذلك شعرها أكثر شيبًا بشكل ملحوظ، وتجاعيد أعمق، ووجهًا أكثر نحافة.

كما أنه مع مرور الوقت، تُسبب الجاذبية الصغرى تغيرات فى شكل العين، بما فى ذلك تورم العصب البصري، وتسطيح الجزء الخلفى من العين، وظهور طيات فى شبكية العين.

عدد اليوم السابع

 

رائدا الفضاء العالقان