جهود إنسانية لافتة تواصلها مؤسسة "حياة كريمة" علي أرض الفيروز لتعزيز التكافل الاجتماعي، بتوفير وجبات إفطار وسحور يتم تجهيزها في "مطبخ الكرم" في شمال سيناء لتقديم الدعم الغذائي للأسر الأكثر احتياجًا والفلسطينيين العالقين في العريش، وتقوم شبكة متكاملة من المتطوعين بتوصيل الوجبات لكافة الأسر التي تم بحث حالتها مسبقا.
"مطبخ الكرم" مبادرة إنسانية رائدة أطلقتها مؤسسة "حياة كريمة" بهدف توفير وجبات غذائية للأسر الأكثر احتياجًا علي مدار العام، بالإضافة إلى دعم الفلسطينيين العالقين في العريش، ومع حلول شهر رمضان يعمل المطبخ على تقديم 4000 وجبة مقسمة بين وجبات الإفطار والسحور.
يقول أحمد ناجي حسن، مسؤول تشغيل "مطبخ الكرم":"بدأنا بإعداد 500 وجبة يوميًا عند انطلاق المطبخ في سبتمبر الماضي، ثم ارتفع العدد تدريجيًا إلى 2000 وجبة في نوفمبر، حتى وصلنا خلال شهر رمضان إلى 4000 وجبة يوميًا، مقسمة إلى 2000 وجبة إفطار و2000 وجبة سحور".
وأضاف "ناجى": يعتمد المطبخ على فرق بحث ميداني متخصصة في دراسة أوضاع الأسر المستحقة، حيث يتم تحديث البيانات بشكل دوري لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجًا، كما يتم تخصيص قوائم خاصة بالأسر الفلسطينية العالقة في العريش، حيث يتم توزيع الوجبات عبر نقاط تجمع محددة أو إيصالها مباشرة إلى أماكن إقامتهم.
وأشار إلى أنه لم يكن "مطبخ الكرم" مجرد مشروع خيري لتوفير الطعام، بل كان أيضًا وسيلة لدعم النساء المعيلات، حيث تم توفير فرص عمل لعدد من السيدات الباحثات عن مصدر دخل، بعد خضوعهن لتدريبات مكثفة في إعداد الطعام والسلامة الغذائية.
وأوضح: نظرًا للظروف الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون العالقون في العريش، خصص "مطبخ الكرم" جزءًا كبيرًا من جهوده لدعمهم، وتم جمع بيانات الأسر الفلسطينية وتحديثها بشكل دوري، لضمان وصول الوجبات إليهم في أماكن تواجدهم، كما أنشأنا نقاط تجمع داخل أماكن الإقامة الخاصة بهم لتسهيل حصولهم على الوجبات.
وأكد أحمد عبد الخالق، مسؤول المتطوعين بمدينة العريش، على أهمية دور المتطوعين في استمرار عمل المطبخ قائلاً:"هدفنا أن تصل الوجبات ساخنة وطازجة إلى المستحقين في الوقت المناسب.. المتطوعون يعملون في ورديات على مدار اليوم لضمان تجهيز وتوزيع الوجبات بكفاءة عالية.. لقد نجحنا في تغطية أكثر من 100 قرية ومنطقة بمختلف مراكز محافظة شمال سيناء".
بدوره، يوضح محمد كامل ضيف الله، مسؤول ملف المتطوعين بمؤسسة حياة كريمة في شمال سيناء، أن المطبخ يعتمد على جهود الشباب الذين أطلق عليهم اسم "الجدعان"، والذين يعملون بلا كلل أو ملل لخدمة أهاليهم، مضيفا:"المتطوعون يملكون حسًا إنسانيًا عاليًا، ويؤدون عملهم بكل تفانٍ رغم تحديات الصيام وظروف الطقس، ونحن نحرص على توفير بيئة عمل منظمة وفعالة لضمان تقديم أفضل خدمة للمستحقين".
وأضاف: تعتمد آلية توزيع الوجبات على شبكة متكاملة من المتطوعين المنتشرين في ربوع المحافظة، حيث يتم تسجيل بيانات الأسر المستحقة وفق آلية إحصائية دقيقة.
ويقول أحمد يحيى، منسق مؤسسة "حياة كريمة" في شمال سيناء:"خلال شهر رمضان، يتم توزيع الوجبات عبر فرق متخصصة، حيث يقوم المتطوعون بجمع البيانات وتحليلها لمعرفة المناطق التي لا يصلها الدعم، ومن ثم يتم توجيه الوجبات إليها بفضل هذه المنهجية، نستطيع تغطية جميع المستحقين في مختلف المناطق، لا سيما في المراكز التي تضم عددًا كبيرًا من الأسر المحتاجة مثل رفح، الشيخ زويد، بئر العبد، ومناطق وسط سيناء".
وأوضح الدكتور أحمد عفيفي، مراقب الجودة بمطبخ الكرم، أنه لضمان سلامة الغذاء، يتم فرض رقابة صارمة على جميع مراحل إعداد الطعام، وتبدأ الرقابة من لحظة استلام المكونات، حيث يتم فحصها والتأكد من جودتها بعد ذلك، وتتم مراقبة عملية الطهي والتغليف وفق معايير صحية صارمة، لضمان تقديم وجبات متكاملة وآمنة للأسر المستحقة.
وتقول إحدى السيدات المستفيدات من المشروع: "قبل افتتاح المطبخ، كنت أواجه صعوبة في توفير الطعام لأطفالي يوميًا، ولكن الآن أصبحت الوجبات تصل إلينا بانتظام، مما خفف عني عبئًا كبيرًا".
وأصبح "مطبخ الكرم" نموذجًا ملهمًا للعمل الخيري في شمال سيناء، حيث يجمع بين تقديم الدعم الغذائي للأسر المحتاجة، وتوفير فرص عمل، وتعزيز ثقافة العمل التطوعي، بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها المتطوعون والقائمون على المشروع، أصبح بإمكان آلاف الأسر الاستفادة من وجبات غذائية متكاملة يوميًا.
وكانت مؤسسة حياه كريمة طلقت مبادرة "مطبخ الكرم"، وجبات دافئة ومتكاملة للمستحقين تأتي هذه المبادرة ضمن جهود المؤسسة لمساندة الأسر في ظل الظروف الصعبة، وتأكيدًا على رسالة التضامن والإنسانية التي يتبناها "مطبخ الكرم"، حيث أن هذه الوجبات لا تُعتبر مجرد طعام، بل هي رمز للعطاء والدعم المتواصل.
وافتُتح "مطبخ الكرم" في مقر مؤسسة "حياة كريمة"، بمدينة العريش، ويتم إعداد الوجبات تحت إشراف فريق متخصص يضم سيدات مدربات وطبيب صحة لضمان جودة وسلامة الطعام. يتم تغليف الوجبات وتوزيعها مباشرة إلى منازل الأسر المستحقة من خلال فرق المتطوعين، حرصًا على إيصال الدعم للفئات الأكثر حاجة وبأسلوب يحافظ على كرامتهم.
وأكد اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، أن "مطبخ الكرم" يُعد الأول من نوعه في المحافظة، كما أشار إلى أن هذا المطبخ لا يقتصر دوره على الأسر السيناوية فقط، بل يشمل الأسر الفلسطينية المقيمة في العريش، مما يعكس التزام الدولة بتقديم الرعاية والدعم الشامل لهم.

اثناء العمل

اعداد الوجبات

الانطلاق للتوزبع للوجبات

الانطلاق للتوزبع

التغليف النهائي

التوزيع بمختلف المناطق

الرقابة علي المنتج

تحضيرات الاطعمه

خلال التغليف

عمل متواصل

فرق العمل

من داخل مطبخ حياة كريمه