عصام محمد عبد القادر

المحتوى الإعلامى الهادف

الثلاثاء، 18 مارس 2025 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المحتوى الإعلامي الهادف أداة رئيسة تكسبنا المعرفة في إطارها الصحيح وتعمق لدينا ممارسات وسلوكيات حميدة وترسخ في وجداننا قيمًا نبيلة وأخلاق حميدة وعادات وتقاليد تتناغم مع ثقافتنا وتنسدل من حضارتنا؛ ومن ثم يُعد هذا المحتوى شريكًا أصيلًا في بناء الإنسان؛ حيث تشكيل الوعي بأنماطه المختلفة؛ لذا يتوجب أن نكون حريصين عندما ننشر محتوى رقمي عبر الفضاء المفتوح والفضائيات التي تبث المواد الإعلامية بمختلف ألوانها.

في ظل ما يحيط بنا من زخم العديد من القضايا على كافة المستويات العالمية والإقليمية والمحلية، وما نواجه من تحديات جمة في العديد من المجالات بأبعادها المختلفة، نرى أن الاهتمام بنشر المحتوى الإعلامي الهادف أمر بالغ الأهمية؛ حيث يستقى الكثير من الناس معارفهم، بل ومتنوع خبراتهم من خلال القنوات الإعلامية المختلفة ومن مواقع التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار، وهذا يؤكد على خطورة مضمون الرسالة وما تحمله من معان وما تشمله من غايات صريحة ومضمرة.


المحتوى الإعلامي الهادف له تأثير إيجابي وآثار ممتدة على مستوى الفرد والمجتمع؛ فخلق بيئة آمنة ومستقرة وحاضنة لقيم نبيلة مثل التسامح والتكافل والمحبة والتعاون، كما أن كافة الممارسات تخضع لمعيار المراجعة؛ فترى تراجعًا كبيرًا في شتى الممارسات التي لا يتقبلها المجتمع، وترى أن الرأي العام أصبح ناضجًا لما يمتلكه من خبرات شملت معارف صحيحة وممارسات حميدة وخلق جم؛ لذا نؤكد أن المحتوى الإعلامي الهادف أضحى عامل رئيس في بناء المجتمعات وتقدمها ورقيها وازدهارها.


اعتقد أن ما تشهده الدولة من حالة نهضوية في مجالاتها التنموية المختلفة مرجعه إلى وعي متكامل أصاب جل المصريين دون مواربة، وهذا بكل تأكيد شارك فيه ما تم تقديمه من محتوى هادف عبر المنابر الإعلامية المختلفة؛ حيث أدرك المصريون أن مسيرة الإعمار والنهضة معني بها الجميع دون استثناء لأحد؛ فالجميع شريك والجميع مساهم؛ لذا بات المحتوى الإعلامي الهادف له دورًا حيويًا في تقدم الدولة ومسيرتها نحو الازدهار وتحقيق جودة الحياة.


نهيب بصناع المحتوى أن يتحروا الدقة والمصداقية والمراجعة وانتهاج سياسة تدشين الهدف السامي، حينما يقومون بنشر محتوى إعلامي على أي منبر من المنابر؛ فنحن في حاجة ماسة كي نعزز الوعي الصحيح لدى المجتمع وأبنائه، وفي حاجة ماسة أيضًا للمضي قدمًا نحو التنمية المستدامة بمجالاتها المختلفة، وهذا رهن تعبئة الطاقات بكل ما من شأنه إيجابي؛ كي تستثمر تلك الطاقات في كل مفيد؛ ومن ثم يشارك الجميع بعطاء مستدام.


المبدعون كثر وفي الساحة متسع للجميع، وما يحقق الغاية يكمن في صناعة للمحتوى تقوم على صحيح قيمنا وتتناغم مع ما تتقبله الوجدانيات؛ فما أعوزنا إلى محتوى يسهم في تنمية التفكير ويصقل الخبرات التي يطلبها سوق عمل متغير يقوم على التميز والتفرد المهاري؛ ومن ثم نستطيع من خلال ما نقدمه من محتوى إعلامي هادف أن نفتح أبواب ومسارات الخير لشباب مقبل على الحياة؛ فننير له الطريق كي يستلهم الأفكار التي تعينه على صناعة واتخاذ قرارات من شأنها أن تحدث له نقلات نوعية إيجابية في حياته.


نوقن أن الإعلام الهادف يؤكد على فلسفة البناء والإعمار، بينما الإعلام التافه يكرس الدونية لدى المتلقي ويحدث شروخًا في الأنفس ويصقل الكاهل همومًا وصراعات ويوقع الكثيرين في مشكلات ونزلات لا تنتهي ويفتح مسارًا للانحراف بكل صوره وأشكاله؛ ومن ثم يتوجب علينا أن نتصدى لممولي هذا النوع من الإعلام؛ فنحن في أشد الحاجة للتحسين والتطوير والتنمية من خلال أعز ما نملك وهي ثروتنا البشرية وفي القلب منها شباب الأمة المصرية.


تحقيق الأرباح والأموال والشهرة، يمكن أن نوجدها عبر إعلام هادف في محتواه، ولا نرتكن إلى محتوى يفسد خيرة المجتمع، ويعظم من الفساد والجريمة والخروج عن سياج القانون والقيم المجتمعية التي تربينا عليها؛ فجمال الحياة يكمن في شهد ما يتذوقه الوجدان من زهور محتوى إعلامي هادف.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة