مصر تدين بأشد العبارات الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة وتدعو المجتمع الدولي للتدخل*
استشهد أكثر من 400 فلسطيني وأصيب المئات في غارات إسرائيلية عنيفة على غزة، فجر الثلاثاء، وذلك في خرق إسرائيلي واضح لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وبداية جولة جديدة من التصعيد العسكري التي تهدد أمن واستقرار الإقليم، ويأتي استئناف العملية العسكرية للاحتلال وسط دعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت دعمها للحرب.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن الضربات الإسرائيلية المتجددة منذ فجر الثلاثاء على القطاع أسفرت عن استشهاد 413 شخصاً حتى الآن، بينهم أربعة من المسؤولين الحكوميين داخل غزة.
وأكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة الطبيب منير البرش، الثلاثاء، أن عدد شهداء ضحايا القصف الإسرائيلي الغادر على الشعب الفلسطيني مرشح للارتفاع بسبب نقص الإمكانيات الطبية.
وقال البرش، الاحتلال الإسرائيلي غدر بسكان غزة وشنّ غارات وحشية وهم نيام، ومعظم ضحايا المجازر من النساء والأطفال، كما أن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، داعيا جميع سكان غزة إلى التبرع بالدم بشكل عاجل في مختلف مناطق القطاع، مؤكداً أن الوزارة تعاني نقصًا حادًا في جميع الإمكانيات الطبية.
وشدد الدكتور منير البرش على أن الوضع الصحي كارثي مع خروج 25 مستشفى من أصل 38 عن الخدمة، مؤكداً الحاجة الماسة إلى مستشفيات ميدانية، مشددا على ضرورة التدخل الدولي العاجل لوقف القتل وتمكين المنظومة الصحية من مواجهة الكارثة.
بدوره، قال مدير مستشفى الشفاء بغزة الدكتور محمد أبو سلمية، إن الطواقم الطبية بالمستشفى عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة.
وأشار أبو سلمية في تصريحات لوسائل الإعلام إلى نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية، وذلك نتيجة استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
من جانبها، نعت "حماس" في بيان "رئيس متابعة العمل الحكومي" عصام الدعاليس، إلى جانب وكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة الذي أعلن استشهاده في وقت سابق، ومدير عام جهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان، ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة.
وفى موجة تهجير للفلسطيينيين، أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين اليوم الثلاثاء بإخلاء فوري لبيت حانون شمالي قطاع غزة وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة (جنوب).
جاء ذلك في بيان نشره متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس، وأرفقه بخريطة أوضحت المناطق التي ينذر بإخلائها.
وقال أدرعي "تحذير إلى جميع سكان قطاع غزة الموجودين في المنطقة المحددة بالأحمر (في الخريطة)، وتحديدا في أحياء بيت حانون، خربة خزاعة، عبسان الكبيرة والجديدة".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي بدأ هجوما قويا وفق ادعائه، مضيفا أن هذه المناطق المحددة تعتبر مناطق قتال خطيرة.
وأنذر أدرعي الفلسطينيين بالإخلاء فورا إلى المآوى المعروفة في غرب مدينة غزة وتلك الموجودة بمدينة خان يونس.
فيما، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش تلقى تعليمات "باتخاذ إجراءات حازمة ضد منظمة حماس... في أعقاب رفضها المتكرر إطلاق سراح رهائننا، ورفضها جميع المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأمريكى ستيف ويتكوف والوسطاء". وتابع "ستتحرك إسرائيل من الآن فصاعداً ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".
وأعلن مسؤول إسرائيلي أن الهجوم الجوي الواسع النطاق الذي شنه سلاح الجو على قطاع غزة، فجر الثلاثاء، استهدف قيادة حماس وبنيتها التحتية وسيستمر "ما لزم الأمر"، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي اسم "الشجاعة والسيف" على عمليته العسكرية ضد غزة.
وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه في حديث لوكالة فرانس برس إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "شن سلسلة ضربات استباقية استهدفت قادة عسكريين من الرتب المتوسطة، ومسؤولين قياديين، وبنية تحتية تابعة لمنظمة حماس"، مشددا على أن هذه العملية "ستستمر ما لزم الأمر، وستتوسّع لأكثر من ضربات جوية".
في السياق نفسه، قال الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: "عدنا إلى القتال في غزة بسبب رفض حماس إطلاق سراح المحتجزين وتهديداتها بإلحاق الأذى بالجنود والمناطق الإسرائيلية"، مضيفا: "إذا لم تطلق حماس سراح جميع المحتجزين فإننا سنفتح أبواب الجحيم في غزة، فلن نتوقف عن القتال حتى عودة جميع المحتجزين وتحقيق جميع أهداف الحرب".
من جانبها، قالت حركة حماس في بيان لها، "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول". وأضاف متحدث باسم "حماس" أن الاتصالات قائمة مع الوسطاء، وإن الحركة حريصة على استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ووقف شلال الدم.
في غزة، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن استئناف العدوان على قطاع غزة، لن يمنح العدو الإسرائيلي يدا عليا على المقاومة، في في الميدان ولا في المفاوضات، ولن يخرج بنيامين نتنياهو وحكومته النازية المتعطشة للدماء من أزماتها التي تهرب منها، بل سيزيدها ضعفاً وسيراكم من فشلها، وتخرج منه صاغرة ذليلة.
وقالت الحركة في بيان صحفي، "إن إعلان مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته استئناف العدوان ضد شعبنا في قطاع غزة هو إمعان في ارتكاب المزيد من المجازر في إطار حرب الإبادة أمام مرأى العالم أجمع، بعدما أفشلا عمداً كل مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وشددت الحركة أن ما عجز نتنياهو وجيشه الهمجي عن تحقيقه طوال خمسة عشر شهراً من الجرائم وسفك الدماء سيعجز مجدداً عن تحقيقه بفضل صمود شعبنا المظلوم وبسالة مجاهدينا في ميادين الجهاد والمقاومة.
وفي واشنطن، أفادت كارولين ليفيت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض الأمريكي، بأن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل شن غاراتها على غزة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، وقالت إن "إسرائيل أبلغت إدارة ترامب قبل غاراتها الموسعة على غزة".
وقالت ليفيت، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية: "لقد تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة ، وكما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين سيدفعون ثمنًا باهظًا وستُفتح أبواب الجحيم... ليست إسرائيل فحسب، بل معها الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا ستعمل على ذلك".
في القاهرة، أعربت جمهورية مصر العربية، عن إدانتها بأشد العبارات الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة، فجر الثلاثاء، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني حتى الآن معظمهم من النساء والأطفال، وبما يشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف اطلاق النار، ويعد تصعيداً خطيراً ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة.
وأعربت مصر مجدداً في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن رفضها الكامل لكافة الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار، وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة السلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد، وتطالب الأطراف بضبط النفس، وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.
من جانبها اتهمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين الحكومة في تل أبيب بتخليها عن ذويهم، مؤكدة أن استئناف القتال سيكلفهم حياة 59 محتجزا لا يزالون في غزة.
وتابعت: "أكبر مخاوف العائلات والمختطفين ومواطني إسرائيل قد تحقق، لقد اختارت الحكومة الإسرائيلية التخلي عن المختطفين، نحن مصدومون وغاضبون وقلقون بشأن التعطيل المتعمد لعملية إعادة أحبائنا من الأسر المروع لدى حماس".
وأضافت العائلات: "العودة إلى القتال تأتي على حساب 59 محتجزًا ما زالوا في غزة والذين يُمكن إنقاذهم وإعادتهم".
في الوقت نفسه، كشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن "إسرائيل خططت لاستئناف الحرب على غزة منذ تولي رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، منصبه".
وأضاف في بيان على حسابه في إكس، أن "الهجوم الجديد على غزة تدريجي ومختلف تماما عما تم إنجازه سابقا"، وأوضح أن هذا الهجوم يهدف إلى تدمير حماس وإعادة كافة الأسرى.
كما أردف قائلا: "عازمون أكثر من أي وقت مضى على تدمير حماس".
ويُعتبر تجدد الهجوم على قطاع غزة بمثابة منفذ لنتنياهو لتجنب سقوط حكومته، حيث يحتاج إلى دعم حزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير، الذي يمتلك 6 مقاعد في الكنيست.
وأعلن حزب الليكود الإسرائيلي رسميا عودة الوزير المتطرف ايتمار بن غفير إلى الحكومة الإسرائيلية.
وترى حكومة نتنياهو أهمية عودة بن غفير للحكومة من أجل الحصول على ثقة الكنيست، لتمرير ميزانية الدولة قبل نهاية الشهر الجاري، وإلا فإن الحكومة ستسقط، مما سيؤدي إلى انتخابات مبكرة.
في رام الله، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بموقف دولي حازم لتثبيت الوقف الفوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرة من إقدام الاحتلال الاسرائيلي على تنفيذ مخططاته بتهجير أبناء شعبنا.
وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيان صادر عنها، الثلاثاء، أن الحلول السياسية هي مدخل لتحقيق التهدئة ووقف العدوان واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع.
وأدانت، الهجوم الوحشي المتواصل على شعبنا في القطاع، والذي خلّف حتى الآن أكثر من 250 شهيداً وعشرات المفقودين ومئات الجرحى أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
واعتبرت "الخارجية" الفلسطينية، أن استمرار العدوان على شعبنا واستباحة دماء الأطفال والنساء والمدنيين العزل يمثل هروباً إسرائيلياً رسمياً من استحقاقات تثبيت وقف حرب الإبادة والتهجير وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وتعطيلاً للجهود الدولية الداعمة لخطة إعادة الإعمار وتوحيد شطري الوطن، وتجسيد الدولة الفلسطينية.
من جانبها، أدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) استئناف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الممنهجة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدة ضرورة محاكمة الاحتلال ومحاسبته على جرائمه المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وأضافت في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، الثلاثاء، أن هذه الجريمة الجديدة تدلل على مآرب الاحتلال في تطبيق مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مشددة على أن هذه المخططات لن تتحقق.
وأكدت (فتح)، أن المجازر الدموية التي اقترفها جيش الاحتلال الاسرائيلي ونجم عنها استشهاد ما يزيد على 350 شهيدا تعبر عن استفحال نزعته الفاشية- الإجرامية.
فيما، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني، إن القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة فجرا خلّف مشاهد مروعة لمدنيين قُتلوا، بينهم أطفال، داعيا إلى ضرورة العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف لازاريني في منشور على حسابه بمنصة "إكس"، الثلاثاء: "مشاهد مروعة لمدنيين قُتلوا في غزة بينهم أطفال، بعد موجات من القصف الإسرائيلي العنيف ليلا".
وأوضح، أن استئناف إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على غزة "يزيد المعاناة واليأس"، متابعا: "لا بد من العودة إلى وقف إطلاق النار".