أحمد إبراهيم الشريف

أهل العلم.. الدين والمعرفة

الأحد، 16 مارس 2025 05:12 م


العلم في الدين الإسلامي أصلٌ، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى أوجدنا لإعمار الكون الكبير ولبناء الحضارات، وبالتالي لا ينكر أحد دعوة الدين الإسلامي للعلم والمعرفة والبحث والتأمل في مخلوقات الله والسير في أرضه والتعلم مما يحيط بنا.

وقد احتوى المصحف الشريف العديد من الآيات المحرضة على اكتساب العلم والتحاور مع الموجودات، لكن نظرًا لطبيعة المكان الذي جاءت فيه الرسالة، والبيئة التي عاش فيها النبي، عليه الصلاة والسلام، ونظرا لحداثة الدعوة فقد تأخر العمل بالعلوم، وكان ذلك أمرًا طبيعًا ومفهومًا.


ومن هنا – من الطبيعي - ألا نجد في بداية الدعوة من يتحدث عن الكيمياء والرياضيات والفلسفة والمنطق بالمعنى العلمي أو يستخدم مثل هذه المصطلحات، لكن الأثر العلمي كان موجودًا، والتفكير العلمي كان من سمات الدعوة، ونستطيع بسهولة أن نجد منطقًا واضحًا في قراءة النص الديني وفي الأحاديث النبوية وفي الفقه، فمثلًا  في "القياس" وهو من أدلة الفقة المتقدمة، ويتمثل في إصدار الأحكام الفقهية بناء على أحكام سابقة تتفق معها من حيث المقدمات والنتائج، فهو لحاق حكم الأصل للفرع لاشتراكهما في العلة.


وقبل ذلك لعل الدعوة للقراءة وحلقات العلم في المسجد في عهد سيدنا النبي والصحابة من بعده وتدوين المصحف كل ذلك كان مؤشرًا على العلم، لكن كما نعرف فإن معرفة أصول الدين كانت هي الأولوية في البدايات، كي يعرف الناس دينهم وينشأون نشأة خاصة تقوم على المعرفة أيضا لكنها تزيد من الجانب الديني، وهو أمر معروف، ولعل في هذه الفترة كان هناك من يهتم بالأمور العلمية(البحتة) لكن لم يصلنا خبره، نظرًا  لكون التدوين في ذلك الوقت لم يكن منشغلا إلا بالعلوم الشرعية، إن صح لنا القول.


ثم اتسعت الدولة، ودخل المسلمون بلادًا يعد العلم فيها أصلًا من الأصول، فصارت مصر وبلاد الشام والعراق جزءا من هذه الدولة الكبيرة، وهذه البلاد أهل معرفة وسعي وحضارات قديمة مستمرة، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في الإسلام تهتم بالعلم وتمنحه حيزا حقيقيا، خاصة أن كثيرًا من أهل هذه البلاد دخلوا في الدين وصاروا يدينون به، وهذا ما سنعرض له في الحلقات المقبلة التي سنتوقف عندها محاولين الإشارة إلى العلم والعلماء في تاريخ الدولة الإسلامية المتسع، وذلك ما سنطلق عليه "أهل العلم".

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب