أحرص أنا وعائلتي، على الاحتفال والاحتفاء بانتصارات العاشر من رمضان، ذلك اليوم الذي أعاد للأمة كرامتها، وأثبت أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن القيادة الحكيمة قادرة على تحويل الهزائم إلى انتصارات، وأن مصر لا تعرف المستحيل ولا يمكن التنازل عن ذرة تراب واحده من أرض مصر العزيزة علي أهلها.
نظمنا الاحتفالات في منزل عمي الرئيس الراحل محمد أنور السادات بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية مسقط رأس الرئيس السادات، بحضور العائلة والأحبة والمشايخ والعمد وكبار العائلات والمسئولين التنفيذين بجانب نواب مجلسي النواب والشيوخ، وتحدثنا جميعا عن سيرة الرئيس السادات وكيف كان صاحب رؤية سبقت عصره بل والعصور اللاحقة.
ولقد كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات، صاحب قرار الحرب وصناعة النصر، مما يؤكد أنه لم يكن مجرد قائد عسكري أو سياسي، بل كان رجل رؤية وإرادة، يعرف كيف يحول الأحلام إلى حقائق، ونحن كعائلة لهذا الراجل العظيم نتذكر جيدًا تلك الأيام التي سبقت الحرب، وكيف كان يتحدث بثقة عن استعادة الأرض والكرامة، وكيف كان يؤمن بأن النصر قادم لا محالة، حتى عندما كانت مصر في أصعب الظروف.
كان الرئيس السادات يؤمن بأن السلام لا يُبنى إلا من موقع القوة، ولذلك قرر خوض معركة التحرير، التي غيرت وجه المنطقة، وقد كان يردد دائما "إننا لا نريد الحرب، لكننا لن نترك أرضنا تمس" ولذا كانت حرب أكتوبر هي الترجمة العملية لهذا المبدأ.
في العاشر من رمضان، تحققت المعجزة، وعبر الجندي المصري قناة السويس، وحطم خط بارليف، ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة، ولم يكن هذا النصر مجرد انتصار عسكري، بل كان انتصارًا للإرادة المصرية، وللإيمان بقضية عادلة.
لكن النصر لم يكن ليتحقق لولا القيادة الحكيمة للرئيس السادات، الذي كان يعرف كيف يستمع إلى من حوله، وكيف يختار الوقت المناسب لضربة العمر، فقد كان يؤمن بأن التخطيط الجيد والصبر هما مفتاح النجاح، فكان دائما يردد :"إن الحرب ليست فقط بالسلاح، بل بالإرادة والإيمان".
اليوم، ونحن نحتفل بذكرى العاشر من رمضان، نستلهم من هذه الذكريات دروسًا عظيمة، لنتعلم أن النصر يحتاج إلى إرادة قوية، وإلى قيادة شجاعة، وإلى شعب يؤمن بقضيته، والرئيس السادات لم يكن فقط قائدًا عسكريًا، بل كان قائدًا إنسانيًا، آمن بالسلام بعد الحرب، ودفع حياته ثمنًا لرؤيته.
وفي هذه الأيام المباركة، نحيي أرواح شهدائنا الأبرار، ونحيي قائدنا الراحل الذي قادنا إلى النصر، وترك لنا إرثًا من الكرامة والعزة، وإيمانًا بأن مصر قادرة دائمًا على تجاوز التحديات وكتابة تاريخها بأحرف من نور، وأن "الرؤية الثاقبة والإرادة القوية" هما المفتاح الحقيقي لعبور مصر نحو بر الأمان والاستقرار، وهاتان الصفتان تتجليان بوضوح في الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يعمل بلا كلل أو ملل لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجهها مصر في الوقت الراهن، فلتكن رحمة الله على شهداء مصر الأبرار، وليظل شعارنا دائمًا:" تحيا مصر".