رسائل العمارنة.. لماذا سجل الفراعنة أرشيفا من الخطابات بالأكادية المسمارية؟

الجمعة، 14 مارس 2025 01:00 م
رسائل العمارنة.. لماذا سجل الفراعنة أرشيفا من الخطابات بالأكادية المسمارية؟ رسائل العمارنة

كتب عبد الرحمن حبيب

ظهر ضمن أحداث مسلسل إخواتي خطاب فرعونى إلى أحد ملوك الحيثين فى يد هشام "على صبحى" وكان مكتوبا باللغة المسمارية ومستهدفا بشدة من سيدة الأعمال "شيرين رضا" التى كانت تسعى للحصول عليه بأى طريقة وهو خطاب على شاكلة الخطاب الموجه من الملكة غنخس إن آمون إلى ملك حيثى على الأرجح.

وتقع هذه المجموعة من الخطابات ضمن مجموعة تسمى رسائل العمارنة وهى مجموعة كبيرة من الرُقم الطينية المكتوبة باللغة الأكادية والخط المسماري، وجدت في أرشيف قصر الملك المصري إخناتون في مقر حكمه "أخت أتون" في تل العمارنة في مصر.

وتتواجد مجموعة من رسائل العمارنة أو خطابات أرشيف الفراعنة المكتوبة بالأكادية المسمارية ضمن مجموعة المتحف البريطاني في لندن.

تتكون الرسائل بشكل أساسي من مراسلات دبلوماسية بين الحكام المصريين وممثليهم في مملكتي كنعان وأمورو أو قادة المملكة المجاورة خلال عصر المملكة المصرية الحديثة بين 1360-1332 قبل الميلاد.

عُثر على الرسائل في صعيد مصر في تل العمارنة (وهو الاسم الحديث للعاصمة المصرية القديمة التي أسسها الفرعون أخناتون (1350-130 قبل الميلاد) خلال عهد الأسرة الثامنة عشرة في مصر).

اللغة التى كُتبت بها رسائل العمارنة ليست لغة مألوفة فى التاريخ المصري، فقد كانت مكتوبة في الغالب بالأكادية المسمارية، وهو نظام الكتابة الذي كان منتشرًا في بلاد ما بين النهرين القديمة، وليس في مصر القديمة، وقد وُصفت اللغة المستخدمة في الكتابة أحيانًا بأنها لغة مختلطة من الكنعانية والأكادية وتمتد فترة المراسلات المكتوبة لحوالي ثلاثين عامًا.

يبلغ مجموع الألواح المكتشفة 382 لوحا طينيا، منها 358 تم نشرها من قبل عالم الحضارة الآشورية النرويجي يورجين كنودتزون في كتابه (Die El-Amarna-Tafeln) ، والذي صدر في مجلدين عامي 1907 و 1915 ولا يزال حتى اليوم يعتبر المرجع الشامل عن هذه الرسائل.

تعتبر رسائل العمارنة ذات أهمية كبيرة للدراسات الكتابية وللسانيات السامية ، لأنها تسلط الضوء على ثقافة ولغة الشعوب الكنعانية في العصور التي سبقت المسيحية. فهذه الرسائل وعلى الرغم من كتابتها باللغة الأكادية فهي تشير إلى اللغة الأم لمن كتبوها والذين كانوا يتحدثون باللغة الكنعانيه في شكلها المبكر. حيث تعتبر الكنعانية هي اللغة التي انحدرت منها فيما بعد اللغة العبرية والفينيقية. تقدم اللغة «الكنعانية» الأولية صورة قيمة عن المرحلة الأولية لتلك اللغات قبل عدة قرون من ظهورها الفعلي الأول.

 

قصة الاكتشاف

في عام 1885م قامت إحدى النسوة بالحفر في تلة العمارنة "التل الأثري لأخت أتون العتيقة" لاستخراج التربة من أجل صناعة الآجر الطيني، وخلال الحفر استخرجت بالصدفة بعض الرُقم المسمارية، واعتقد الباحثون فى البداية أن كسر هذه الرقم مزورة، لكنه تبين فيما بعد أنها حقيقية وهي تعرض مراسلات دبلوماسية من عدة ملوك موجهة للملك إخناتون، كثير من هذه المراسلات مصدرها ملوك قليلو الأهمية خضعوا لسياسة إخناتون والذي يمكن اعتباره أحد أشد الملوك الفراعنة رومانسية فقد تحدى سلطة الكهان وألحد بالمعبود الرسمى للبلاد "آمون" وفرض آتون كإله جديد وحاول إنشاء المدينة الفاضلة.

 

التنقيب

خلال العامين 1891- 1892 م تمكن عالم الآثار فيلندرى بترى من كشف الأرشيف الملكي في مدينة إخت أتون واكتشف المزيد من الرُقم، حيث وصل عددها المعروف منها 379 حتى اليوم، وقدمت معلومات عن الحلفاء الآسيويين للقصر الملكي حيث أن أقدم الرسائل يعود لزمن أمنحوتب الثالث (1388- 1351 ق.م) والحديثة تعود لزمن اخناتون (1351- 1334 ق.م).

وكانت كل الرسائل مكتوبة باللغة الأكادية عدا ثلاث رسائل، وأحياناً تظهر لهجة محلية لكتابها، فقد كانت اللغة الأكادية "البابلية" لغة التواصل العالمي كما أضحت عليه الآرامية بعدها، وكما اللاتينية في العصور الوسطى.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة