ترحيب فلسطينى ورفض إسرائيلى لنتائج تحقيق أممى بشأن الإبادة فى غزة

رحّبت وزارة الخارجية الفلسطينية وحركة حماس، اليوم الخميس، بتقرير للأمم المتحدة أكد ارتكاب إسرائيل أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة.

وكان تحقيق للأمم المتحدة خلص، اليوم الخميس، إلى أن إسرائيل ارتكبت أعمال إبادة فى قطاع غزة عبر التدمير الممنهج لمنشآت الرعاية الصحية الإنجابية.

وأفادت لجنة التحقيق، التابعة للأمم المتحدة، بأن إسرائيل هاجمت ودمّرت عمدا مركز الخصوبة الرئيسى فى القطاع الفلسطيني، وفرضت حصارا بشكل متزامن، ومنعت المساعدات بما فى ذلك الأدوية اللازمة لضمان سلامة الحمل والإنجاب ورعاية المواليد.

وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، فى بيان، بحماية اللجنة وضمان استمرار عملها، بعيدا عن أى ضغوط سياسية أو محاولات للتشكيك فى مصداقيتها، مشددة على أن "المعاناة التى يتكبدها أبناء شعبنا، نساء ورجالا وأطفالا، هى معاناة غير مقبولة، ولا يمكن التغاضى عنها، ويجب مساءلة ومحاسبة مرتكبيها".

ولفتت الخارجية إلى أن "النتائج التى خلص إليها التقرير تعكس واقع الجرائم والانتهاكات التى تعرض لها الشعب الفلسطينى منذ النكبة، والتى تجاوزت حدود الاحتمال".

كما رفضت "أى محاولات للنيل من عمل اللجنة أو عرقلتها"، معتبرة أن هذه المحاولات تهدف إلى "منح الحصانة لإسرائيل من المساءلة، وتعزيز سياسة الإفلات من العقاب، وهو ما يُعد تواطؤا فى جريمة الإبادة الجماعية".

ودعت الخارجية جميع الدول والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدنى إلى "دعم لجنة التحقيق الدولية المستقلة وولايتها، وتنفيذ توصياتها، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التى تتمتع بها إسرائيل، وضمان الحماية والعدالة للضحايا من أبناء شعبنا".

بدورها، اعتبرت حركة حماس أن التقرير الأممى يؤكد ارتكاب إسرائيل "إبادة جماعية" فى غزة.

وقال المتحدث باسم حماس لوكالة الصحافة الفرنسية إن "التقرير يؤكد ما حصل على الأرض من إبادة جماعية وانتهاكات لكل المعايير الإنسانية والقانونية"، مؤكدا "ضرورة الإسراع فى محاكمة قادة الاحتلال على هذه الجرائم وسرعة محاكمتهم فى المحكمة الجنائية الدولية".
من جانبها، اتّهمت إسرائيل اللجنة بتمرير "أجندة سياسية منحازة ومحددة سلفا.. فى محاولة وقحة لتجريم قوات الدفاع الإسرائيلية".

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو نتائج التقرير، واصفا إياها بأنها منحازة ومعادية للسامية. وقال فى بيان "بدلا من التركيز على الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التى ارتكبتها منظمة حماس الإرهابية.. تختار الأمم المتحدة، مجددا مهاجمة دولة إسرائيل باتهامات باطلة".

وحسب التقرير الأممي، فإن إسرائيل لجأت بشكل متزايد إلى استخدام العنف الجنسى والإنجابى وغيره من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعى ضد الفلسطينيين".

كما "ارتكبت (إسرائيل) أعمال إبادة جماعية عبر التدمير الممنهج لمرافق الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية"، وذلك "فى إطار جهود أوسع نطاقا لتقويض حقهم (الفلسطينيين) فى تقرير المصير"، وفق التقرير.

ويوثق التقرير "مجموعة واسعة من الانتهاكات المرتكبة ضد النساء والرجال والفتيات والفتيان الفلسطينيين فى جميع أنحاء الأرض المحتلة منذ 7 أكتوبر 2023".
ورافق إصدار التقرير يومان من جلسات الاستماع العامة بجنيف فى 11 و12 مارس الجارى، استمعت خلالها اللجنة إلى ضحايا وشهود على العنف الجنسى والإنجابى وأفراد من الطاقم الطبى الذين ساعدوهم، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدنى وأكاديميين ومحامين وخبراء طبيين.
واتهم التقرير قوات الاحتلال الإسرائيلية باستخدام التعرية العلنية القسرية والاعتداء الجنسى فى إطار الإجراءات الاعتيادية لتنفيذ العمليات لمعاقبة الفلسطينيين بعد عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023.