فى واقعة طريفة تروى عن روح الفكاهة التى كان يتمتع بها البابا شنودة الثالث فى تعاليمه ونوادره، تداول الأقباط قصة عن كاهن بسيط يخدم فى إحدى القرى الصغيرة، وكان يعتمد على طريقة غير تقليدية لحساب أيام الصوم الكبير.
اعتاد الكاهن فى بداية الصوم أن يضع 55 حبة فول فى جيبه، بحيث يأكل يوميًا حبة واحدة ليعرف عدد الأيام المتبقية حتى عيد القيامة، وفى إحدى زياراته الرعوية، قام بتعليق البالطو الخاص به على شماعة داخل أحد البيوت، فقامت سيدة بسيطة بوضع يدها فى الجيب للحصول على "بركة" منه، لكنها فوجئت بوجود الفول الجاف، وبحسن نية، أضافت إليه قبضة من الفول الطازج، ظنًا منها أن الكاهن يحبه.
عند زيارته لعائلة أخرى، سأله البعض عن الأيام المتبقية على الإفطار، فأخرج الفول من جيبه ليعده، لكنه فوجئ بزيادة عدد الحبات بدلًا من تناقصها، مما جعله يندهش ويقول ضاحكًا: "أدى دقنى أهى.. لو فطرتوا السنة دى!"، فى إشارة إلى استغرابه من استمرار الصيام بلا نهاية.