أكرم القصاص

العاشر من رمضان.. شهداء أبطال وجيش قوى رشيد يحمى ويردع

الأربعاء، 12 مارس 2025 10:00 ص


تزامن يوم الشهيد مع شهر رمضان قبل يوم من ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، واجتياح الجيش المصرى العظيم قناة السويس يتزامن مع ما تواجهه مصر من تحديات كبرى إقليمية، خاصة تداعيات وانعكاسات الحرب فى غزة، ومساعى مصر لإنهاء الحرب، وأيضا موقف صلب ضد التهجير وداعم لحل الدولتين، وهو موقف مبدئى يتطلب المواجهة مع تحديات وضغوط وتقاطعات مختلفة تفرض نفسها على الأمة، حيث يقف الجيش المصرى بتحديثه وقوته وعقيدته القتالية عنصر ردع كبير، ونقطة توازن فى القوى والاستقرار بالإقليم.

كان استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض فى الجبهة أثناء حرب الاستنزاف، كاشفا عن بطولات وعقيدة الجيش المصرى، حيث القائد فى الجبهة مع جنوده وضباطه، كانت حرب الاستنزاف وسط إعادة بناء القوات المسلحة، والتمهيد لانتصارات العاشر من رمضان.

جاء العبور العظيم وتحطيم خط بارليف فارقا كبيرا بين الهزيمة والنصر، حيث اجتاح الأبطال قناة السويس، وكان مانعا مائيا شديد الصعوبة محاطا بالنار والنابالم، ثم إذابة الساتر الترابى الذى كان إحدى المعجزات العسكرية، سبقته عملية خداع استراتيجى غير مسبوقة فى التاريخ، أوهمت العدو أن مصر غير قادرة على الحرب حتى المظاهرات التى شهدتها الجامعات وعام الضباب أوحت بأن قرار الحرب ليس قريبا، فقد كانت المظاهرات تطالب بالحرب الآن، واستعادة الكرامة، والرئيس السادات لم يعط أى انطباع بأنه سوف يفعلها، لهذا كانت الحرب مفاجأة.

بالرغم من مرور 53 عاما على انتصار رمضان/ أكتوبر، هناك الكثير من التفاصيل المهمة تحتاج إلى التوثيق لتبقى للأجيال القادمة، خلال هذه العقود تشكلت لجان تاريخية وعلمية قامت بعضها بأدوار مهمة فى جمع وترتيب الوثائق، لكن بقى عمل هذه اللجان ناقصا، ونحن فى عصر المعلومات نحتاج إلى تسجيل القصص والشهادات لأفراد من الضباط والجنود يروون تفاصيل مهمة عن معارك وأحداث ووقائع حية شهدوها أو كانوا أطرافا فيها، وهى شهادات لها قيمتها، وكان يفترض أن يتم تسجيل شهادات الأفراد الذين شاركوا حتى تكتمل القصة.

لقد أكدت حرب رمضان نظريات جديدة فى العسكرية وعقيدة الجيش المصرى العظيم، وأنه جيش قوى يحمى ويدافع بكل قوة وضراوة، وبقى الجيش على العهد، وخلال سنوات المواجهة مع الاحتلال، أو حتى ما بعد انتهاء الحرب وتوقيع السلام، بجانب المواجهة الكبرى مع إرهاب فكك دولا من حولنا، وأدخلها فى الفوضى لكنه انكسر على صخرة القوات المسلحة، التى واجه أبطالها أنواعا من الحروب غير التقليدية، وهزم الإرهاب فى مصر، وظلت قوة الجيش المصرى هى الحارس لسلام يقوم على الندية والقوة والردع.

لهذا يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما على تكريم أسر الشهداء فى كل العصور، ويوجه لهم التحية فى، ويقول بكلمته فى الندوة التثقيفية: «لهذا الوطن رجال صنعوا المستحيل. إن شهداءنا الأبرار لم يقدموا أرواحهم فحسب، بل قدموا المستقبل لمصر، وبفضل تضحياتهم استطاعت مصر أن تواجه التحديات».

وأشار الرئيس للأحداث المتلاحقة التى يمر بها العالم ومنطقتنا، والمخاطر والتهديدات التى خلفت واقعًا مضطربًا، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومساعى مصر، لإنهاء الحرب وتحقيق الأمن والسلم للمنطقة، وأن مصر فاعل رئيسى ولها موقف ثابت يرفض التهجير، ويؤكد أنه لا حل لهذه القضية إلا من خلال العمل على تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم القبول بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، تحت أى مسمى، ولم يكن هذا الموقف ليتحقق إلا بوعى الشعب المصرى، واصطفافه حول القيادة السياسية، معبرا وبجلاء عن صدق النية وحب الوطن.

الرئيس يشير إلى ما قدمه أبطالنا فى العاشر من رمضان، وكيف يمثل الجيش المصرى رقما صعبا فى معادلة التوازن والردع الإقليمى، جيش قوى رشيد يحمى لا يهدد ولا يعتدى، لكنه قادر على تحقيق التوازن بشكل مستمر.


 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب