تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، عدة قضايا في مقدمتها رسوم ترامب الجمركية التي تحرك الرئيس الأمريكي للدفاع عنها، وفوز حزب المعارضة في جرينلاند بالانتخابات وسط أطماع ترامب ومسئول بريطاني يبعث رسالة تحذيرية لترامب
الصحف الامريكية:
ترامب يدافع عن رسومه الجمركية بـ"ذكرى الولاية الأولى".. تفاصيل
دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراراته بشأن الرسوم الجمركية التي هزت الأسواق المالية العالمية متذكرا ولايته الاولي وأداء واشنطن الاقتصادي وقتها.
أجاب ترامب عندما سئل عما اذا كان يعتقد ان الولايات المتحدة تتجه الى ركود، قائلا: "لا أرى ذلك على الاطلاق"، وتابع متذكرا ولايته الأولى: "كان لدينا أعظم اقتصاد في التاريخ. هذا الاقتصاد، في رأيي، سيُدمره تمامًا". في إشارة الى ان قراراته الجديدة ستجعل اقتصاد الولاية الثانية اقوى وافضل من الأولى.
ورغم ذلك، كشفت شبكة سي ان ان، ان تعليقات ترامب لم تُسهم تعليقاته في تهدئة الأسواق حيث تراجعت الأسهم مجددًا وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي، الذي كان يُقلص خسائره السابقة، 350 نقطة في الساعة الأخيرة من التداول ليُنهي اليوم بانخفاض 1.14%.
قال ترامب: "الأسواق سترتفع وستنخفض، لكن أتعلمون؟ علينا إعادة بناء بلدنا".
اثارت كلمات ترامب قلق المستثمرين، بعد التهديدات بجولة جديدة من الرسوم الجمركية في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الأسواق الانخفاض
في ظل سعيه لتطبيق أجندة تجارية متشددة وإعلانه عن خطط لرسوم جمركية جديدة بشكل شبه يومي، يثير ترامب قلقًا في الاقتصاد، ويثير ردود فعل سلبية حتى من بعض حلفائه، الذين يرون مصيرهم السياسي أو المالي على المحك.
في وقت سابق من اليوم، روج البيت الأبيض لاستثمارات جديدة لخلق فرص عمل، وألقى باللوم على سياسات إدارة بايدن، التي وصفتها السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت بـ"الكابوس الاقتصادي"، لكن بعض الجمهوريين، إلى جانب مسؤولين تنفيذيين واقتصاديين، حذّروا من أن نهج ترامب القاسي تجاه أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين قد يُلحق ضررًا جسيمًا بالاقتصاد الذي كان يشهد تحسنًا.
ومع ذلك، سعى ترامب إلى طمأنة شركة أمريكية واحدة انخفضت أسهمها بنسبة 15% يوم الاثنين، مما رفع خسائرها منذ بداية العام إلى 45%، قبل أن تنتعش بعض الشيء يوم الثلاثاء، حيث نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: "سأشتري سيارة تسلا جديدة كليًا غدًا صباحًا، تعبيرًا عن ثقتي ودعمي لإيلون ماسك، الأمريكي العظيم بحق".
وليس من الواضح مدى دقة التخطيط لنهج ترامب العدائي تجاه الرسوم الجمركية. وقال مسؤولون إن تهديده يوم الثلاثاء بزيادة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم في كندا، والتي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء، لم يتم صياغته في أوراق رسمية مسبقًا.
حزب المعارضة في جرينلاند يفوز بالانتخابات وسط محاولات استحواذ ترامب
فاز الحزب الديمقراطي المعارض في الانتخابات البرلمانية التي أجريت امس في جرينلاند، وسيتعين على الحكومة الجديدة التعامل مع الاهتمام العام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستحواذ على الجزيرة الأكبر في العالم.
حصل الحزب الديمقراطي على 29.9% من الأصوات، متقدما بذلك على حزب "ناليراك القومي" الذي يدعو إلى الاستقلال السريع عن الدانمارك، والذي حصل على 24.5% من الأصوات.
ووفقا لموقع اكسيوس، تعد جرينلاند واحدة من أهم المناطق الإستراتيجية في العالم، إذ تمتلك احتياطات هائلة من المعادن النادرة الضرورية لصناعات التكنولوجيا الفائقة، وتوفر طرق شحن جديدة بفعل ذوبان الجليد، ومع تصاعد التوترات العالمية، باتت الجزيرة محورا للصراع بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، حيث تسعى الدول الكبرى إلى تعزيز نفوذها في القطب الشمالي.
ورغم الدعم الشعبي الكبير لفكرة الاستقلال عن الدانمارك، فإن العديد من سكان جرينلاند قلقون من التداعيات الاقتصادية لهذه الخطوة، خاصة أن الجزيرة تعتمد اعتمادا كبيرا على الدعم المالي من الدانمارك الذي يبلغ حوالي مليار دولار سنويا.
وصرح زعيم الحزب الديمقراطي ينس فريدريك نيلسن بأن "الاستقلال ليس هدفا عاجلا، بل يجب أن يتم على أساس متين"، وذلك يعكس توجه حزبه نحو نهج بطيء وحذر في تحقيق الاستقلال.
تتمتع جرينلاند بحكم ذاتي منذ عام 1979، لكنها لا تزال تعتمد على كوبنهاجن في الشؤون الدفاعية والسياسة الخارجية، وفي حين ترى الدانمارك أن جرينلاند جزء أساسي من المملكة، يثير اهتمام ترامب المتزايد بالجزيرة قلق السلطات الدانماركية التي رفضت أي صفقة امريكية لشراء الجزيرة.
أعاد ترامب طرح فكرة شراء جرينلاند منذ عودته الى البيت الابيض، وهي الفكرة التي سبق أن قوبلت برفض شديد من سلطات الدانمارك وجرينلاند خلال ولايته الأولى، وصرح مؤخرا عبر منصته "تروث سوشيال" بأن سكان جرينلاند "يريدون أن يكونوا جزءا من أعظم أمة في العالم"، في إشارة إلى الولايات المتحدة. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 85% من سكان جرينلاند يرفضون الانضمام إلى الولايات المتحدة.
ترامب يتعهد بترحيل محمود خليل ومؤيدي حماس.. والبيت الأبيض: ما هي الا بداية
دافع البيت الأبيض عن سياسة الترحيل التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب بعد اعتقال محمود خليل، الناشط الفلسطيني المقيم الدائم القانوني في الولايات المتحدة، والذي لعب دورا في احتجاجات الجامعة العام الماضي على حرب غزة.
وكرر مسؤولو البيت الأبيض تعهد ترامب الذي قال خلاله: "سنعثر على هؤلاء المتعاطفين مع الإرهاب واعتقالهم وترحيلهم من بلدنا وعدم عودتهم أبدًا"، وشدد الرئيس الأمريكي على موقفه قائلا امس: "يجب أن نطردهم جميعًا من البلاد. إنهم مثيرو شغب. إنهم محرضون. إنهم لا يحبون بلدنا. يجب أن نطردهم فورًا".
وتابع: "يجب علينا ترحيل هذا الرجل (محمود خليل)، فقد سمعت تصريحاته وكانت سيئة للغاية، وقد شاهدت أشرطة لما يفعله أمثال هذا في جامعتنا، ونستطيع ترحيل من تبقى منهم. كولومبيا كانت جامعة جيدة في الماضي. لكنها الآن تغيرت بسبب القيادة السيئة وهذا ما حدث".
وفقا لصوت أمريكا، لم يتم توجيه أي تهمة إلى خليل، الذي ظل رهن الاحتجاز يوم الثلاثاء. وليس من الجرائم الجنائية الاختلاف، حتى علنًا، مع سياسة أو إجراءات الحكومة الأمريكية، كما أن ميثاق الحقوق يحمي حرية التعبير والحق في التجمع.
قالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: "هذا شخص نظم احتجاجات جماعية لم تقتصر على تعطيل الدراسة في الحرم الجامعي ومضايقة الطلاب الأمريكيين اليهود وجعلهم يشعرون بعدم الأمان في حرم جامعاتهم فحسب، بل وزع أيضًا منشورات دعائية مؤيدة لحماس تحمل شعارها".
كما وعد ترامب، في منشوره على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، بمزيد من الاعتقالات وعندما سئلت عن عدد الاعتقالات الإضافية، لم تحدد ليفيت رقم وأجابت: "لكنني أعلم أن وزارة الأمن الداخلي تعمل على ذلك وأعلم أن جامعة كولومبيا تلقت أسماء أفراد آخرين شاركوا في أنشطة مؤيدة لحماس، وأنهم يرفضون مساعدة وزارة الأمن الداخلي في تحديد هوياتهم داخل الحرم الجامعي، وكما أكد الرئيس بشدة في بيانه أمس، فإنه لن يتسامح مع ذلك، ونتوقع، بل نتوقع، من جميع الكليات والجامعات الأمريكية الالتزام بسياسة هذه الإدارة"
وأضافت إن إدارة ترامب لن تتسامح مع طلاب أجانب ينحازون إلى جهات وصفتها "بالإسلامية الإرهابية". وأضافت في مقابلة مع فوكس نيوز أن اعتقال الطالب محمود خليل ليس سوى بداية لاعتقالات أخرى قادمة.
تم اعتقال خليل الحاصل على إقامة قانونية في الولايات المتحدة والذي أنهى دراساته العليا في جامعة كولومبيا في ديسمبر يوم السبت الماضي على يد أفراد من وزارة الأمن الداخلي، ونقل إلى سجن اتحادي للمهاجرين في لويزيانا لانتظار إجراءات الترحيل وقالت وزارة الأمن الداخلي إن خليل احتجز نتيجة لأوامر الرئيس ترامب التنفيذية التي تحظر معاداة السامية.
بلومبرج: حرب الصلب العالمية تشتعل بعد قرارات ترامب الجمركية
حذرت وكالة بلومبرج الأمريكية من أن سوق الصلب العالمية تتجه نحو حرب على جبهات متعددة، مع سعي السياسيين إلى اتخاذ إجراءات لوقف واردات هذا المنتج الصناعي الأساسي وأشارت إلى ردود الفعل العالمية تجاه فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية شاملة بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم، التي قال إنها ستعيد التوازن إلى مدن صناعة الصلب الأمريكية، في خطوة تعزز التدابير التجارية التي اتخذت في ولايته الأولى، حيث تلغي الإعفاءات للعديد من الدول، وتمتد لتشمل فئات جديدة من المنتجات
.
ولأن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تسارع إلى حماية مصانعها، أوضحت الوكالة الأمريكية أن كوريا الجنوبية وفيتنام شددتا إجراءاتهما؛ فقد فرضت الدولتان، وهما أكبر مشترين للصلب الصيني، ومن كبار المصدرين أيضًا، رسومًا جمركية على لفائف الصلب المدرفلة على الساخن، وهو منتج شائع الاستخدام ويحتل مكانة بارزة في التدفقات العالمية.
كما شدد الاتحاد الأوروبي إجراءات الحماية، بينما تسعى مصانع أمريكا اللاتينية إلى مزيد من الحماية وأطلقت تايوان تحقيقًا في مكافحة الإغراق، وأوصت هيئة التجارة الهندية بفرض تعريفات جمركية واسعة على واردات الصلب، وفقًا لتقرير محلي.
ووفق بلومبرج، تعد الصين ركيزة أساسية في حجج ترامب لفرض الرسوم الجمركية، كما أن الهدف من الإجراءات المشددة لبعض الدول تكون، في أغلب الأحيان، هي الصين، المنتِج المهيمن الذي ارتفعت صادراته إلى مستوى قياسي قريب من العام الماضي.
ويتمثل الخطر الذي يواجه مصنعي الصلب حول العالم في أن تفاقم رسوم ترامب الجمركية فائض العرض، مما يُفاقم الضغوط على المُنتجين والحكومات في وقتٍ يشهد فيه الطلب على هذا السبائك تراجعًا.
وبعد ساعات من دخول رسوم ترامب الجمركية على المعادن حيز التنفيذ، تعهدت المفوضية الأوروبية باتخاذ إجراءات مضادة سريعة على الواردات الأمريكية إلى أوروبا، بما في ذلك الصلب والألمنيوم ومنتجات صناعية أخرى.
الصحف البريطانية:
"فاينانشيال تايمز" تكشف "فائز غير متوقع" من رسوم ترامب الجمركية على الصلب
توجد مجموعة صغيرة من منتجي الصلب قد تعد من الفائزين غير المتوقعين من رسوم ترامب الجمركية التي فرضها على واردات الصلب والالومنيوم في خطة جديدة لتوسيع حربه التجارية، وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز.
صممت رسوم ترامب الجمركية لتعود بالنفع الكبير على شركات صناعة الصلب الامريكية المتعثر التي تضررت من انخفاض الطلب وارتفاع التضخم وقال جيمس كامبل رئيس قسم تحليل الصلب الجاهز في شركة CRU الاستشارية: "إن الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أن المُستفيدين على المدى القصير هم المُنتجون الأمريكيون".
وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة من الشركات المصنعة الأوروبية والآسيوية ذات الحضور القوي في أمريكا ستستفيد أيضًا من هذه الرسوم
ارتفعت أسهم شركات إنتاج الصلب الأمريكية أمس الثلاثاء رغم حرب ترامب الجمركية مع كندا التي أثرت على أسواق الأسهم ..كما ارتفعت أسهم شركات الإنتاج الأمريكية الكبرى بأكثر من 10% هذا العام، وهو تحول كبير في قطاع عانى من أسوأ عام له منذ ولاية ترامب الأولى بسبب ضعف الطلب.
ومن جانبه رحب فيليب بيل رئيس رابطة مصنعي الصلب الأمريكية بالرسوم الجمركية ، قائلاً : إنها "ستصحح أخطاء" الرسوم الجمركية السابقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تفاوضت على إعفاءات لشركاء تجاريين مهمين بالإضافة إلى شركات فردية خلال ولاية ترامب الأولى وخلال فترة رئاسة جو بايدن..مؤكدة أن حظوظ الشركات الفائزة المحتملة تتناقض بالفعل مع التأثير السلبي المتوقع على شركات صناعة الصلب الأخرى.
واعتبرت وكالة "ستاندرد آند بورز" العالمية للتصنيف الائتماني أن الرسوم الجمركية ستكون "مؤلمة بشكل خاص" لشركات صناعة الصلب الكورية، التي استفادت من حصص سخية نسبيًا معفاة من الرسوم الجمركية، على الرغم من أن ارتفاع أسعار الصلب الأمريكية قد يخفف من وطأة الأمر.
مسئول بريطاني يحذر: لندن لن تفكر مرتين في الرد على رسوم ترامب الجمركية
حذر وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز من ان بلاده لن تتردد في الرد بما يخدم المصلحة الوطنية بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوم جمركية عالمية على الصلب والألمنيوم، وفقا لصحيفة الاندبندنت.
في حين أعلن الاتحاد الأوروبي بالفعل نيته فرض تدابير مضادة على السلع الأمريكية، قاومت بريطانيا فرض إجراءات انتقامية فورية ردًا على هذه الخطوة.
وفقا للتقرير، يعد خضوع المملكة المتحدة لجولة من الرسوم الجمركية العالمية فرضها ترامب بين عشية وضحاها ضربةً موجعة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وسفيره الجديد لدى الولايات المتحدة، اللورد بيتر ماندلسون.
في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد لقائهما في البيت الأبيض الشهر الماضي، أشاد الرئيس الأمريكي بـ ستارمر لـ"مفاوضاته الحثيثة" لإلغاء الرسوم الجمركية، بينما جعل اللورد ماندلسون منع الرسوم الجمركية أولوية مبكرة مع بدء توليه منصبه، ورغم ذلك جرت بريطانيا إلى الحرب التجارية الأمريكية رغم مزاعم مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأن الخروج من الاتحاد سيحمي المملكة من الرسوم الجمركية التي تستهدف الاتحاد بشكل رئيسي الا ان القرار يبقي المملكة المتحدة خارج الكتلتين التجاريتين الرئيسيتين، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع احتمال فرض المزيد من الرسوم الجمركية.
وصف وزير الأعمال هذه الخطوة بأنها مخيبة للآمال، لكنه قال إن المملكة المتحدة تُركز على "نهج عملي" وأضاف أن الوزراء "يتفاوضون بسرعة على اتفاقية اقتصادية أوسع مع الولايات المتحدة لإلغاء الرسوم الجمركية الإضافية" وفي الوقت نفسه يظلون حازمين في دعم الصناعة البريطانية.
وقال رينولدز: "تعمل هذه الحكومة اليوم مع الشركات المتضررة، وأدعم طلب الصناعة المقدم إلى هيئة التدابير التجارية للتحقيق في الخطوات الإضافية التي قد تكون ضرورية لحماية المنتجين البريطانيين سأواصل التعاون الوثيق والمثمر مع الولايات المتحدة للدفاع عن مصالح الأعمال البريطانية. سنُبقي جميع الخيارات مطروحة ولن نتردد في الرد بما يخدم المصلحة الوطنية".