بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل جودر الذي عرض خلال دراما رمضان 2024 ويعرض الجزء الثاني منه ضمن مسلسلات رمضان 2025، قال الدكتور والناقد حسين حمودة أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة، إنه يتصور أن السرد العربي القديم، بأشكاله المتنوعة، يقدم مادة غنية جدًا تصلح للمعالجات الدرامية، فهناك في ألف ليلة وليلة مثلًا، حكايات كثيرة جدًا لم تتطرق إليها السينما ولا التليفزيوين، وكلها تصلح لمعالجتها سينمائيًا أو دراميًا، لكن جزءًا كبيرًا من هذه الحكايات تحتاج من أجل معالجتها إلى إمكانات فنية مناسبة، على مستوى كتابة السيناريو لها، وعلى مستوى تنفيذها، خصوصًا في جوانبها التي تبدوا أحيانًا خيالية.
وأضاف الدكتور حسين حمودة في تصريح خاص لـ "اليوم السابع"، على كل حال يمكن لأدوات جديدة تستخدم الآن في صناعة الأفلام والمسلسلات أن تحل هذه المشكلة، وبجانب حكايات ألف ليلة وليلة، هناك قصص كثيرة جدًا مبثوثة في التراث السردي العربي بما فيه السرد التاريخي، في كتابات المقريزي وابن إياس على سبيل المثال، وهذا الميرات السردي التاريخي قدم من قبل عمل ناجحًا على الأقل، وهو مسلسل "الزيني بركات" الذي انطلق من النص الروائي لجمال الغيطاني.
وتابع الدكتور حسين حمودة: ولذلك فإن هناك حكايات كثيرة جدًا ووقائع وشخصيات متنوعة في هذه الكتابات التاريخية، وكذلك قصص الحب العذري وكتاب الأغاني من تأليف أبو الفرج الأصفهاني، بالإضافة إلى حكاية المعلم يعقوب في فترة الحملة الفرنسية، وحكايات بعض سلاطين الممالك بها مادة غنية أيضًا، وكذلك الحكايات الأخرى بداخل ألف ليلة وليلة كـ معروف الاسكافي والنعمان وحلاق بغداد وغيرهم، فكلها تقدم مادة غنية تصلح للمعالجات على مستوى السيناريو، وبالتالي على مستوى إنجاز مسلسلات ناجحة.
ويحكى مسلسل جودر 2 قصة "جودر الصياد" التي كانت بين قصص "ألف ليلة وليلة" وتروى عن جودر ابن التاجر عمر وما حدث له ولأخويه، ويعدّ جودر من الشخصيات الأكثر شهرة في حكايات "ألف ليلة وليلة" حيث تظهر في أكثر من ليلة، وأحداث "حكاية جودر الصياد" تستمر من الليلة 608 إلى الليلة 633، والشخصية لم يتناولها أي عمل فني ناقش قصص ألف ليلة وليلة من قبل.
شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025