أصدرت وزارة الأوقاف العدد الخامس من مجلة «وقاية»، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ قيم بناء الإنسان، تحت قيادة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف. تأتي هذه الخطوة في سياق رؤية الوزارة المنسجمة مع توجهات الدولة المصرية نحو تنمية الإنسان فكريًّا وسلوكيًّا، ليكون أكثر وعيًا وإنتاجية، واسع الأفق، منتميًا لوطنه، ومسهمًا في تحقيق الخير للإنسانية.
في افتتاحية العدد، أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف أن شهر رمضان فرصة عظيمة لتعزيز القيم الإيمانية، وتوجيه السلوك نحو ترشيد الاستهلاك؛ تحقيقًا لمقاصد الصيام التي تشمل الجوانب الروحية، والتربوية، والأخلاقية، والاجتماعية، والاقتصادية. كما شدد على ضرورة أن يكون رمضان شهر عبادة، وتقوى، وعطاء للفقراء والمحتاجين، بعيدًا عن مظاهر الإسراف والتبذير.
وفي مقاله بالمجلة، أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أهمية إدارة الأولويات خلال رمضان، بحيث يسعى المسلم إلى تحقيق أقصى استفادة من وقته وموارده، مع التركيز على الأعمال الصالحة، والتخطيط الجيد للإنفاق، حتى يكون الشهر الكريم فرصة للتغيير الإيجابي في حياة الفرد والمجتمع.
كما خصصت «وقاية» ملفًا خاصًا حول ظاهرة الألعاب النارية في رمضان، مسلطة الضوء على أضرارها الصحية والبيئية، ومخاطرها على الأطفال والكبار، فضلًا عن كونها إهدارًا للمال دون فائدة، داعية إلى استثمار هذه الأموال في أوجه الخير والمساعدة الاجتماعية.
وفي حوار خاص، أوضح الدكتور أحمد سمير، رئيس جهاز حماية المستهلك الأسبق، أن 70٪ من الأسر المصرية ترفع ميزانيتها خلال شهر رمضان، بسبب الولائم والعزومات، مشيرًا إلى أهمية تحقيق التوازن بين الكرم والترشيد، بحيث يظل رمضان شهر صلة الرحم والعطاء، دون أن يتحول ذلك إلى إسراف يرهق الأسر ماليًّا. كما شدد على دور المؤسسات الدينية والإعلامية في نشر ثقافة الاستهلاك الواعي، لمساعدة الأسر على حسن إدارة مواردها بما يحقق الخير والاستدامة.
وتضمن العدد العديد من المقالات المهمة، بمشاركة نخبة من المفكرين والخبراء، منهم: الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق؛ و الدكتورة ثريا أحمد البدوي، عميدة كلية الإعلام – جامعة القاهرة؛ والدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي - رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية.
واختتمت المجلة عددها بطرح سؤال تفاعلي بجوائز قيمة، مع أربع توصيات أساسية لمساعدة الأسر المصرية على تبني ثقافة الاستهلاك الرشيد خلال الشهر الفضيل.
