مازال كل شبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة يعاني من الدمار والانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بشكل ممنهج ضد الفلسطينيين ليحرمهم من الحياة على أراضيهم كما يحرمهم من الوصول الدائم للمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للحياة
قال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، فيليب لازاريني إن حقوق الفلسطينيين ما زالت تُنتهك، مضيفا أنه منذ بدء الحرب، يتعرض سكان غزة لعملية منهجية من نزع الإنسانية.
وأكد لازاريني أن الفلسطينيين مهمون، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في غزة، منبها إلى أن حقوقهم، وحياتهم، ومستقبلهم مهم. وأضاف: "لا يمكن تطبيق حقوق الإنسان بشكل انتقائي".
وذكَّر لازاريني بما قاله الأمين العام للأمم المتحدة إن تحقيق السلام يتطلب إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بحيث تكون غزة جزءا لا يتجزأ منها؛ دولة فلسطينية قابلة للحياة
وقال لازاريني: "في الأونروا، تلتزم فرقنا بمواصلة تقديم المساعدة الحيوية للاجئي فلسطين الذين هم في أمس الحاجة إلينا حتى تصبح المؤسسات الفلسطينية المتمكنة البديل الدائم والمستدام".
ووفق الأمم المتحدة الإنساني أن الدمار الهائل في كل مكان، ورغم ذلك اتضطر البعض من مقيمي مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة الي العودة مشيرا ان الأهوال التي عادوا إليها تفوق الخيال لافتا الي أنقاض المنازل والعربات المحطمة والشوارع المجرفة وقال توم فليتشر منسق الإغاثة في الأمم المتحدة : لقد مررنا عبر الخراب والأنقاض والمنازل والمجتمعات والحياة المسحوقة حيث قُتل أكثر من 50 ألف شخص وأصيب أكثر من 100 ألف آخرين مضيفا أهم شيء يمكننا القيام به اليوم هو أن نشهد على مستوى الدمار.
وأضاف المسؤول الأممي عندما ترى الناس يبحثون بين أنقاض منازلهم وحياتهم يائسين لإعادة البناء فهذا جرس إنذار للعالم بأننا يجب أن نقدم مساعدات منقذة للحياة لهذه المجتمعات".
ومن جانبه جدد الدكتور ريك بيبركورن مسؤول منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة التأكيد على أن الاحتياجات الصحية في قطاع غزة "هائلة" لاسيما بعد خروج العديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية من الخدمة، فضلا عن تأثر الصحة النفسية للجميع في غزة بسبب الصراع الذي استمر أكثر من 15 شهرا.
وقال بيبركورن: "الجميع في غزة متأثرون بهذا الصراع الذي دام ما بين 15 و16 شهرا. الجميع بشكل أساسي، بما في ذلك فريقي، حيث يعانون من التوتر والقلق والشعور بالوحدة والاكتئاب، وما إلى ذلك، في كل مكان".
وأشار المسؤول الأممي إلى أنه قبل الحرب كان هناك مستشفى للأمراض النفسية وأكثر من ستة مراكز مجتمعية للصحة العقلية، وشبكة جيدة من المنظمات غير الحكومية، لكن "توقف كل هذا عن العمل أو دُمر". وأشار إلى أن وقف إطلاق النار سمح للمنظمة بتوسيع نطاق الاستجابة الصحية، مشيرا إلى إرسال مزيد من الإمدادات إلى القطاع.
ووصف المسؤول الأممي الوضع في منطقة جباليا شمال القطاع بأنها أصبحت مثل "أرض خراب. فحجم الدمار لا يصدق مشيرا إلى أنه في شمال غزة، يوجد مستشفى واحد يعمل جزئيا وهو مستشفى العودة، أما مستشفى كمال عدوان فتم تدميره وحرقه بالكامل، كما أن المستشفى الإندونيسي لا يعمل.
وعن الوضع في جنوب غزة قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة إن رفح باتت مثل جباليا مثل "أرض خراب، حيث هناك تدمير واسع النطاق". وأشار إلى أن المستشفيات الرئيسية الثلاثة هناك معطلة تماما وهي مستشفى النجار والمستشفى الإماراتي والمستشفى الكويتي.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن المنظمة تقدر أن ما بين 12 و14 ألف شخص بحاجة إلى إجلاء طبي بمن فيهم 5000 طفل على الأقل وعن الوضع في الضفة الغربية، أشار بيبركورن إلى أن العمليات الجارية هناك تؤثر على الرعاية الصحية.
وأفاد بأن المنظمة تعمل على توفير الإمدادات مسبقا للمستشفيات الرئيسية، والعمل على التدريب على إدارة الإصابات الجماعية موضحا أن المنظمة لديها بالفعل في الضفة الغربية برنامجا لرعاية الصدمات يوفر مخزونات طوارئ.