اليوم ينتهى شهر "طوبة" وفقا للتقويم القبطى، وهو من الأشهر التى اشتهرت بالأمثال الشعبية والتى من أهمها المثل الشعبى الشهير "طوبة يخلي الصبية كركوبة"، وذلك لأنه يعتبر من أبرد فصول السنة ومعروف عنه البرد القارس، ولكن هذا العام 2025 لم نشعر ببرودة شهر طوبة كما اعتادها المصريون فى شتاء الأعوام الماضية.
وشهر طوبة هذا العام 2025 لم نشهد طوال أيامه بالبرودة الشديدة والبرد القارس كما هو معتاد، وشهدنا خلاله أجواء دافئة خلال ساعات النهار ودرجات حرارة أعلى من المعدلات الطبيعية.
وقبل الحديث عن السر فى الأجواء الدافئة وارتفاع درجات الحرارة خلال شهر طوبة هذا العام، ولماذا لم نشهد خلاله أجواء شديدة البرودة كما هو معتاد، نستعرض فيما يلى أبرز ما يميز هذا الشهر وحكاية التقويم القبطى.
جاءت شهرة شهر طوبة بالأمثال الشعبية التي نسبت إليه، مثل: "طوبة يخلي الصبية كركوبة" و"طوبة أبو البرد والعنوبة"، و"أبرد من مياه طوبة"، و"طوبة بينشف العرقوبة".
المصريون استقبلوا الخميس الموافق 9 يناير 2025 شهر طوبة، خامس أشهر السنة القبطية، ولكن لم يحمل معه كما هو معتاد نسائم البرد كما كان دائما يرتبط فى الوجدان المصري.
السنة المصرية القديمة أو المعروفة باسم السنة القبطية تضم 12 شهرًا مثل التقويمات الهجرية والميلادية، وتأتي شهورها بالترتيب الآتي: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونه، أبيب، مسرى.
ووفقا للتاريخ القبطي يعتبر شهر طوبة الخامس في ترتيبه، وتمت تسميته نسبة للإله «تاوبت» أحد آلهة مصر القديمة، وبعد انتهاء طوبة تبدأ فترة شهر أمشير، الشهير بتقلب حالة الطقس، وهبوب الرياح الموسمية، حيث ترتبط به العبارة الدارجة "زعابيب أمشير".
التقويم القبطي
التقويم أو التاريخ القبطي هو تقويم تستخدمه الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، وظهر نتيجة تغيير البطالمة في التقويم المصري القديم، من قبل بطليموس الثالث الذي أحدث فيه عدة تغييرات عن طريق زيادة عدد أيام السنة المصرية.
وفي مصر القديمة كانت تبدأ السنة القبطية مع اكتمال فيضان نهر النيل بشهر توت، ومن ثم ارتبطت على مدار العام بأوقات الزراعة والحصاد والفيضان، وما يتعلق بها من تقلبات جوية ومواسم زراعية مختلفة.
ووفقا للتقويم القبطى يتوافق الجمعة 7-2-2025 مع 30 طوبة، حيث يمتد شهر طوبة من 9 يناير إلى 7 فبراير وفقًا للتقويم الميلادى، ويعتبر من الأشهر المهمة في التقويم القبطي نظرًا لارتباطه بالمواسم الزراعية.
وعند الحديث عن التقويم القبطى يجب أن نشير فى البداية إلى أن لقب الأقباط (أو القبط) في الأصل كان يُطلق على سكان مصر بوجه عام، منذ العصور الفرعونية، وقد عُرفوا بهذا الاسم نسبة إلى مدينة جيط (جبيتيو) عاصمة مقاطعة نتروى بصعيد مصر، والمعروفة حالياً باسم قفط، وعندما فتح العرب المسلمون مصر عرف سكانها بالقبط، تجاوباً مع اللقب الشائع لمصر آنذاك.
وكان المصريون حينئذ يعتنقون الديانة المسيحية فقد أصبح لقب القبط خاصاً بمن يعتنق المسيحية من المصريين دون غيرهم، وقد احتفظ الأقباط بالنظام الفرعوني للتقويم المصري على أساس السنة الشمسية ذات الأشهر الإثني عشر، كل منها ثلاثون يوماً، يلحق بها أيام النسيء؛ وعددها خمسة أيام في السنين البسيطة، وستة أيام في السنين الكبيسة، ولتحديد السنين الكبيسة، قسمت السنوات القبطية إلى وحدات، كل منها 28 سنة.
أشهر التقويم القبطى
والتقويم القبطي احتفظ بأسماء الشهور القديمة التي عرف بها التقويم الفرعوني منذ الأسرة الخامسة والعشرين في عهد الاحتلال الفارسي لمصر، وهذه الأشهر هي: (1) توت (2) بابة (3) هاتور ( 4 ) كيهك (5) طوبة (6) أمشير (7) برمهات (8) برمودة (9) بشنس (10) بوؤنة (11) أبييب (12) مسرى.
ويعتبر التقويم القبطي التقويم الديني الرسمي لطائفة الأقباط في مصر، ومن جدير بالذكر، أنه اعتبر تاريخ ولاية الإمبراطور الروماني دقلديانوس بداية للتقويم القبطي، وذلك تخليدا لشهداء الأقباط، الذين ذكل الإمبراطور الوثني بهم لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية، ورفضهم تأليهه وعبادته، وتخليدا لهذا العهد الدموي الرهيب فقد أطلقوا عليه "عصر الشهداء" وعرفوا تقويمهم القبطي بتقويم الشهداء، وقد تحددت بداية التقويم القبطي على هذا الأساس بيوم 29 أغسطس من عام 284 ميلادية ويقابل أول توت من ذلك التقويم، وبعد تصحيحات عدة في التقويم الميلادي في منتصف القرن السادس عشر صار 11 سبتمبر يقابل بداية السنة القبطية.