يستمر تغير المناخ في إثارة مخاوف العالم ، خاصة فى عام 2025 ، مع وصول ظاهرة النينيا ، والتى تسببت فى فيضانات مدمرة فى البرازيل وبوليفيا ، ومن المتوقع أن يمتد تأثيرها حتى أبريل المقبل ، كما تستعد الدول لحرائق كبيرة مع استمرار موجة الجفاف الشديدة فى فصل الصيف.
أكد المعهد الوطنى للأرصاد الجوية في البرازيل ، أن درجات الحرارة بلغت 43.8 درجة مئوية ، وهي أعلى درجة حرارة تم قياسها على الإطلاق في الولاية منذ بدء القياسات في عام 1910، أي منذ حوالى 115 عاما ، وفقا لقناة اتينا الإسبانية.
وأشارت القناة على موقعها الإلكترونى، أن المعهد الوطني للأرصاد الجوية، المسؤول عن القياسات الرسمية، أفاد أن الحد الأقصى الأولي الذي أبلغت عنه الوكالة الفيدرالية اليوم وهو 43.8 درجة مئوية في كواراي سيصبح الرقم القياسي الرسمي المطلق الجديد لأقصى درجة حرارة في ريو جراندي دو سول، متجاوزًا الأرقام القياسية السابقة البالغة 42.9 درجة مئوية في أوروجوايانا في 27 فبراير 2022؛ 42.6 درجة مئوية في أليجريتي في 19 يناير 1917 وفي جاجواراو في 1 يناير 1943؛ و42.5 درجة مئوية في كواراي في 3 فبراير 2025.
وظلت درجات الحرارة القياسية المسجلة في عامي 1917 و1943 عند 42.6 درجة مئوية صامدة لعدة عقود، حتى تم تجاوزها في عام 2022، وبعد ثلاث سنوات فقط، ربما تم تجاوز علامة عام 2022، وتوقع المعهد أيضا انتهاء الأمطار الغزيرة والانتقال إلى الطقس الجاف والحار للغاية في معظم أنحاء البرازيل.
وكانت مدن ولاية سانتا كاتارينا البرازيلية، مثل كامبوريو وفلوريانوبوليس - وهما اثنتان من الوجهات الرئيسية التي يختارها السياح لقضاء العطلات الصيفية - تعانى من الفيضانات بسبب الأمطار الغزيرة التي ضربت هذه المنطقة في الساعات الأخيرة، والتى أدت إلى مصرع شخص وأكثر من 1000 نازح.
وأشارت صحيفة الاوبسرفادور البرازيلية إلى أنه وفقًا للسلطات، يوجد حاليًا 13 مدينة في هذه الولاية (كمبورييو، وجوبرندور سيلسو راموس، وتيجوكاس، وبيجواكو، وفلوريانوبوليس، وبورتو بيلو، وإيلوتا، وبالنيريو كامبوريو، وإيتابيما، وساو خوسيه، وبالهوتشا، وجاسبار، وساو بيدرو دي ألكانتارا) التي تم إغلاقها، وتم إعلان حالة الطوارئ.
نزوح الملايين بسبب التغير المناخى بحلول 2050
ولا يؤدي تغير المناخ إلى تغيير المناظر الطبيعية فحسب، بل يؤثر على حياة الناس أيضًا ، و تجبر موجات الجفاف والفيضانات والأحداث الجوية المتطرفة ملايين الأشخاص على الفرار من منازلهم. يعد تغير المناخ أحد أعظم التحديات الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
ووفقا لتقرير نشره مركز رصد النزوح المكسيكى، فإنه بحلول عام 2050، قد يضطر ما يصل إلى 216 مليون شخص إلى الهجرة داخل بلدانهم بسبب الأحداث المناخية المتطرفة. ومن المتوقع أن تشكل هذه الظاهرة، المعروفة باسم الهجرة الداخلية المناخية، واحدة من التحديات الإنسانية الكبرى في القرن الحادي والعشرين، مشيرا إلى أن أكثر من 32 مليون شخص هاجروا في عام 2022 نتيجة لأسباب مناخية.
وتشمل المناطق الأكثر تضررا دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، وأميركا اللاتينية، وأوروبا الشرقية، وآسيا الوسطى، وشرق المحيط الهادئ، و إن الجمع بين الجفاف لفترات طويلة، وارتفاع مستوى سطح البحر، والتصحر، وندرة الموارد الطبيعية يخلق ظروفا غير مستدامة للحياة.
ورغم أن هذه الأرقام تبدو مثيرة للقلق، فإن الوضع لا يقتصر على الأماكن النائية. وتسلط الأضواء أيضاً على أمريكا اللاتينية، حيث تبرز المكسيك كواحدة من البلدان التي قد يؤدي تغير المناخ فيها إلى هجرة داخلية كبيرة في العقود المقبلة.
وفي حال المكسيك، بدأ تغير المناخ يترك بصماته بالفعل. وبالإضافة إلى سينالوا وسونورا، تعد ولايات مثل تشياباس وأواكساكا وغيريرو وتاباسكو من بين الولايات الأكثر عرضة للخطر، حيث تواجه كل شيء بدءاً من الجفاف الشديد إلى الفيضانات المدمرة.
ويعتبر ارتفاع متوسط درجات الحرارة في المكسيك عاملاً رئيسياً. ووفقا لبرنامج أبحاث تغير المناخ (PINCC) التابع لجامعة UNAM، ارتفعت درجة الحرارة بمقدار 1.75 درجة مئوية في السنوات الخمسين الماضية. ويتزامن هذا الارتفاع مع تكثيف وتيرة وشدة الظواهر المتطرفة مثل الأعاصير والعواصف والجفاف وموجات الحر.
تقرير يحذر من الجوع ونقص المواد الغذائية
وأفاد تقرير جديد للأمم المتحدة أن الظروف الجوية الناجمة عن تغير المناخ قد يؤدى إلى زيادة الجوع وانعدام الأمن الغذائى فى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى، وقد أدت الحرارة والجفاف، اللذان اشتدتا بسبب ظاهرة النينيو المناخية أيضا التى مرت على الدول فى أمريكا اللاتينية خلال الصيف الماضى، إلى ارتفاع أسعار الذرة في الأرجنتين والمكسيك ونيكاراجوا وجمهورية الدومينيكان، في حين تسببت الأمطار الغزيرة في الإكوادور في زيادة أسعار الجملة بنسبة تتراوح بين 32% و54% في العام نفسه.
وفي حين أن التقرير يعزو إلى شبكات الأمان الاجتماعي الانخفاض الكبير في سوء التغذية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، فإنه يشير إلى أن أفقر السكان وأكثرهم ضعفاً في المنطقة لا يزالون أكثر عرضة للمعاناة من انعدام الأمن الغذائي بسبب تغير المناخ، وخاصة سكان الريف.
وتقول لولا كاسترو، المديرة الإقليمية لمؤسسة الغذاء العالمي في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: "أصبحت الأزمات أكثر تطرفاً"، "وهذا ما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية."