تابعت من كثب متابعة دقيقة للأحداث الخاصة بالقضية الفلسطينية، والتصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مسألة التهجير، ومتابعتي للأحداث نابعة من كوني مواطنا مصريا أعشق تراب هذا البلد، ولدى استعداد كامل للاستشهاد من أجلها والحفاظ علي سيادتها وهو أمر ليس غريبا عن عائلة الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، وهى عائلة قد ضحت في الماضي برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
الوضع القائم يتطلب منا كمصريين أن نكون علي قلب رجل واحد وأن نُنحي أي خلافات، لأن مسألة تهجير الشعب الفلسطيني ليست مسألة سياسية بل هي مسالة وطنية بنسبة 100% ، وشتان بين المسائل السياسية والمسائل الوطنية، فالمسائل السياسية يمكن فيها أن تختلف وجهات النظر وأن يتمسك كل فريق برأيه، بينما المسائل الوطنية لا تتحمل أي خلافات ولذا أقولها بكل صدق، نحن في مرحلة اختبار حقيقي لا يقبل أن نفشل فيها، وليس أمنا إلا خيار واحد وهو النجاح والتكاتف.
الأيام الماضية شارك حزب السادات الديمقراطي، في الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني ورفض التهجير وذلك الجمعة الماضية من أمام معبر رفح، وكنا حريصين كحزب السادات الديمقراطي أن لا نرفع إلا العلم المصري قناعة منا بأن المرحلة الراهنة تتطلب منا ترجمة حب مصر لعمل وطني، وأن لا نكتفي بالشعارات الرنانة والكلمات التي تدغدغ المشاعر.
من تلك المساحة أخاطب العالم أجمع، وأقول لهم بكل صدق أسمعوا لصوت مصر.. مصر الداعية للسلام والتي حاربت في أكتوبر 1973 من أجل السلام، ولازالت تنادي بالسلام العادل والشامل لجميع بلدان المنطقة، وحل القضية الفلسطينية يتمثل في كلمات محدودة لها مرجعية دولية، وهو حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عبر حدود يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
وقبل أن أختم كلماتي أرفض أي مزايدات علي مصر بشأن القضية الفلسطينية التي احتلت قضية مصر الاولي منذ عام 1948 والاهتمام الأكبر من جميع الزعماء المصريين خاصة بعد الجلاء البريطاني عن مصر، الا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة، لكن الجميع اعتبرها جزءاً من الأمن المصري، وليست مجرد قضية فلسطينية، ولا أنسى أبدا جهود الرئيس السادات ومطالبته الواقعية بحصول الشعب الفلسطيني علي كامل حقوقه، وكان البعض يزايد عليه إلا مع مرور السنوات الجميع أكتشف أن رؤيته أكدت أنه كان يسبق الجميع بسنوات ضوئية.. فرحم الله عمي الشهيد محمد أنور السادات، وأعان الرئيس عبد الفتاح السيسى علي استكمال مسيرته.