بعد أقل من 24 ساعة علي تصريحات السيطرة علي قطاع غزة و إخراج الفلسطينين من القطاع، تراجع كبار المسؤولين فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن عناصر من اقتراحه "بالسيطرة" على غزة، واستبعدوا فكرة استخدام قوات أمريكية فى تطهير القطاع، مؤكدين أن أي إعادة توطين للفلسطينيين ستكون مؤقتة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وعلق كبار مساعدي الرئيس الامريكي دونالد ترامب على اقتراحه بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة المدمرة بالحرب وإنشاء "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى، محاولين التخفيف من موجة الغضب و الرفض التي تسببت بها تصريحات ترامب.
وكان ترامب، الذي عمل لفترة طويلة في مجال تطوير العقارات في نيويورك، قد تعرض لانتقادات شديدة يوم الأربعاء من القوى العالمية روسيا والصين وألمانيا، التي قالت إن ذلك من شأنه أن يعزز "معاناة جديدة وكراهية جديدة".
وفقا لوكالة رويترز، بعد أسبوعين فقط من توليه منصبه، حطم ترامب عقودًا من السياسة الأمريكية يوم الثلاثاء بإعلان غامض الصياغة قال فيه إنه يتصور بناء منتجع حيث يمكن للمجتمعات الدولية أن تعيش في وئام بعد ما يقرب من 16 شهرًا من القصف الإسرائيلي الذي دمر الجيب الساحلي وقتل أكثر من 47000 شخص، وفقًا لإحصاءات فلسطينية.
في إفادة صحفية عقدها البيت الأبيض اليوم الأربعاء، أشادت السكرتيرة الصحفية للرئيس الأمريكي كارولين ليفات بمقترحه بشأن غزة ووصفته بأنه "تاريخي" و"خارج الصندوق" لكنها أكدت أن ترامب لم يلتزم بوضع "قوات على الأرض" في الداخل الفلسطيني الا انها في الوقت نفسه ، رفضت استبعاد الاستخدام المحتمل للقوات الأمريكية هناك.
وفي رحلة إلى جواتيمالا، أصر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي كان يسعى على ما يبدو إلى مواجهة موجة الانتقادات العالمية، على أن اقتراح ترامب لم يكن "خطوة عدائية" لكنه عبر بدلاً من ذلك عن استعداد الولايات المتحدة لتحمل المسؤولية عن إعادة إعمار تلك المنطقة.
ولم يقدم ترامب أي تفاصيل محددة عندما أعلن عن اقتراحه أثناء ترحيبه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الثلاثاء. وقال إنه وفريقه ناقشوا الاحتمال مع الأردن ومصر ودول إقليمية أخرى.
وفقا لاسوشيتد برس، رفضت مصر والأردن وحلفاء أمريكيون آخرون في الشرق الأوسط الفكرة نقل وفي أعقاب تصريحات ترامب، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا أكدت فيه على الحاجة إلى إعادة البناء "دون إخراج الفلسطينيين من قطاع غزة".
وعلقت المملكة العربية السعودية على فكرة ترامب الموسعة للسيطرة على قطاع غزة في بيان حاد اللهجة، مشيرة إلى أن دعوتها الطويلة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة كانت "موقفًا ثابتًا وثابتًا لا يتزعزع".
ولم يجر نتنياهو، الذى التقى يوم الأربعاء بنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، إلى مناقشة الاقتراح، بخلاف الثناء على ترامب لمحاولته نهجًا جديدًا.
وقال الملك الأردني عبد الله يوم الأربعاء إنه يرفض أي تحركات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين. وقالت مصر إنها ستدعم خطط تعافي غزة، بعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، دون مغادرة الفلسطينيين للقطاع.
في الوقت نفسه، تراجع ليفيت عن تأكيد ترامب السابق على أن سكان غزة بحاجة إلى إعادة توطين دائم في الدول المجاورة، قائلاً بدلاً من ذلك إنه يجب "إعادة توطينهم مؤقتًا" لعملية إعادة البناء.
لم يكن من الواضح ما إذا كان ترامب سيمضي قدمًا في اقتراحه أم أنه يتخذ ببساطة موقفًا متطرفًا كاستراتيجية للمساومة، كما فعل في قضايا أخرى في الماضي.
قال مايكل ميلشتاين، ضابط المخابرات السابق وأحد كبار المتخصصين الإسرائيليين، إن تعليقات ترامب تضع إسرائيل في مسار تصادم مع جيرانها العرب.
وأضاف: "ربما يحاول ترامب تعزيز الضغط للتطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل".