بعد تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإعلانه عزم بلاده السيطرة على قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم بما يخالف ميثاق الأمم المتحدة.
ونصت المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة في الفصل الأول أن مقاصد الأمم المتحدة هي:
1-حفظ السلم والأمن الدولى، وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وتتذرع بالوسائل السلمية، وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولى، لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم لتسويتها.
2-إنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذى يقضى بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منهما تقرير مصيرها، وكذلك اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتعزيز السلم العام.
3-تحقيق التعاون الدولى على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا والتشجيع على ذلك إطلاقا بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء.
4-جعل هذه الهيئة مرجعا لتنسيق أعمال الأمم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات المشتركة.
تصريحات ترامب تطيح بإتفاقية جنيف الرابعة
حظرت اتفاقية جنيف الرابعة بشكل قاطع النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة، وهو ما أطاحت بها تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن إعلانه عزم بلاده السيطرة على قطاع غزة، ونقل الفلسطينيين منه، حيث نصت المادة 49 منها على أنه يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، أياً كانت دواعيه.
ومع ذلك، يجوز الدولة الاحتلال أن تقوم بإخلاء كلي أو جزئي لمنطقة محتلة معينة، إذا اقتضى ذلك أمن السكان أو لأسباب عسكرية قهرية. ولا يجوز أن يترتب على عمليات الإخلاء نزوح الأشخاص المحميين إلا في إطار حدود الأراضي المحتلة، ما لم يتعذر ذلك من الناحية المادية ويجب إعادة السكان المنقولين على هذا النحو إلى مواطنهم بمجرد توقف الأعمال العدائية في هذا القطاع.
وعلى دولة الاحتلال التي تقوم بعمليات النقل أو الإخلاء هذه أن تتحقق إلى أقصى حد ممكن من توفير أماكن الإقامة المناسبة لاستقبال الأشخاص المحميين، ومن أن الانتقالات تجري في ظروف مرضية من وجهة السلامة والشروط الصحية والأمن والتغذية، ومن عدم تفريق أفراد العائلة الواحدة.
ويجب إخطار الدولة الحامية بعمليات النقل والإخلاء بمجرد حدوثها.
لا يجوز لدولة الاحتلال أن تحجز الأشخاص المحميين في منطقة معرضة بشكل خاص الأخطار الحرب، إلا إذا اقتضى ذلك أمن السكان أو لأسباب عسكرية قهرية.
لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءاً من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها.
أستاذ قانون دولي: تصريحات «ترامب» لتهجير الفلسطينيين جريمة حرب وصمودهم سيفشل كل المخططات
وفى هذا السياق أدان الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، التصريحات المتكررة وغير المسؤولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة التي جاءت أثناء لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، مؤكداً أنها تمثل دعوة صريحة لارتكاب جرائم حرب.
وقال الدكتور محمد مهران لـ«اليوم السابع» إن تصريحات ترامب، خاصة بعد لقائه نتنياهو في الولايات المتحدة، تكشف عن مخطط خطير لتصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري للسكان، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأضاف أن المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر بشكل قاطع الترحيل القسري للسكان المدنيين، كما لفت الي أن المادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تصنف التهجير القسري كجريمة ضد الإنسانية.
وفي هذا الصدد أشار أستاذ القانون الدولي إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة تمثل «وعد بلفور» جديد، حيث يحاول الرئيس الأمريكي، كما فعل بلفور قبل أكثر من قرن، منح ما لا يملك لمن لا يستحق، مؤكداً أن هذا الوعد الجديد لن يكون مصيره أفضل من سابقه، خاصة في ظل يقظة الشعوب العربية ووعيها بخطورة المخططات الصهيونية.
وحذر الدكتور مهران من خطورة مخطط ترامب لتحويل غزة إلى منتجعات سياحية بعد تهجير سكانها، معتبراً أن هذا المخطط يكشف عن النوايا الاستعمارية الحقيقية وراء دعوات التهجير، مضيفاً أن الحديث عن تحويل أرض غزة إلى منتجعات سياحية بعد تشريد أهلها يمثل استخفافاً صارخاً بمعاناة الشعب الفلسطيني وتجاهلاً متعمداً لحقوقه المشروعة في أرضه.
كما أشاد مهران بالموقف المصري الثابت والواضح في رفض مشاريع التهجير، مؤكداً أن هذا الموقف يستند إلى التزامات قانونية دولية وإرث تاريخي في دعم القضية الفلسطينية، معتبرا أن موقف مصر يعكس وعياً عميقاً بخطورة المخططات الإسرائيلية على الأمن القومي العربي.
ونوه الخبير القانوني إلي أن موقف مصر الصلب في رفض التهجير يستند إلى قوتها الذاتية والتفاف شعبها حول قيادته السياسية، مستشهداً بالتظاهرات الشعبية العفوية في رفح المصرية التي خرجت لتؤكد رفض أي محاولات للمساس بالسيادة المصرية، مضيفا أن مصر دولة ذات سيادة وتاريخ عريق لن تقبل بأي إملاءات أو ضغوط خارجية، وأن قرارها النابع من إرادة شعبها ومصالحها الوطنية لن يتزحزح مهما كانت التحديات.
وكذلك أشار إلى أن التلاحم بين الشعب المصري وقيادته في رفض التهجير يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن مصر لن تكون جزءاً من أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية، وأن محاولات فرض حلول على حساب أمنها القومي ستواجه برفض شعبي وحكومي قاطع.
وفي ذات السياق أكد الخبير الدولي أن الشعب الفلسطيني أثبت عبر التاريخ قدرة استثنائية على الصمود ورفض كل مشاريع التهجير والتوطين، مشيراً إلى أن تمسك الفلسطينيين بأرضهم وهويتهم يمثل حائط صد أمام كل المخططات التصفوية.
وأوضح أيضا الدكتور مهران أن التماسك العربي في رفض مشاريع التهجير يمثل ضمانة أساسية لحماية الحقوق الفلسطينية، مشدداً على أن وحدة الموقف العربي تشكل قوة ردع أمام المخططات الإسرائيلية، محذرا من أن تكرار ترامب لهذه التصريحات يهدف إلى تطبيع فكرة التهجير القسري في الوعي الدولي، مؤكداً أن هذه المحاولات ستفشل أمام صلابة الموقف العربي وصمود الشعب الفلسطيني.
كما شدد مهران على أن القانون الدولي يكفل للشعب الفلسطيني حقه في البقاء على أرضه ومقاومة الاحتلال، مؤكداً أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن هذا الحق مهما بلغت الضغوط والتهديدات، وأن التاريخ علم الجميع أن إرادة الشعوب في الحرية والاستقلال أقوى من كل مخططات التهجير والقمع، وأن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى نيل حقوقه المشروعة.
النائب حازم الجندى: تصريحات ترامب تهديد للأمن القومى العربى وإشعال للفتنة
قال النائب المهندس حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن مصر تواجه تحديات وضغوطا كبيرة لمحاولة التأثير على موقفها الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، ورفضها تصفية القضية وضياع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وحكم نفسه بنفسه وتقرير مصيره، مشيرا إلى أنها قدمت جهودا كبيرة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات نتنياهو بحق المدنيين العزل.
واستنكر النائب حازم الجندى تجديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته بشأن ضرورة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم .
وأشار الجندي في بيان له اليوم، إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، هو تعدٍ واضح على حقوق الشعب الفلسطيني وتهديد صريح للأمن القومي المصري والأردني والعربي بشكل عام، وقد يعرقل كافة مسارات وجهود ومساعي القيادة السياسية والدولة المصرية نحو تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة.
ولفت عضو مجلس الشيوخ إلى أن هذه الضغوط لم ولن تثني مصر عن دعمها لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، ورفضها التعدي الغاشم على أهالي غزة، وحرصها على إعادة إعمار القطاع، وتوفير احتياجات الأشقاء في غزة من طعام وشراب ودواء ووقود وكافة مستلزمات الحياة منذ اللحظات الأولى من اندلاع أحداث السابع من أكتوبر 2023.
وثمن عضو الهيئة العليا في حزب الوفد موقف المملكة العربية السعودية وتأكيدها على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية، تكذيبا لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يحاول إشعال المنطقة بأحاديث وإدعاءات كاذبة من الممكن أن تشعل فتيل الفتنة في المنطقة وسقوطها في بؤرة صراع، مشددا على ضرورة حشد المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الذي عبرت عنه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة للأمم المتحدة.
عصام هلال: تصريحات ترامب تطيح بكافة القوانين والمعاهدات الدولية
أكد النائب عصام هلال وكيل اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشيوخ، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين تطيح بكافة القوانين والمعاهدات الدولية وما هو إلا غطاء لتصفية القضية الفلسطينية، وما حاولت الحرب على مدار عام ونصف الوصول إليه يحاول هو تنفيذه في غضون أيام من توليه رئاسة أمريكا.
وأضاف "هلال" خلال تصريحه لـ "اليوم السابع" أن الدولة المصرية موقفها تاريخي تجاه القضية الفلسطينية وأعلنت رفضها لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية وهو موقفها الواضح وضوح الشمس والمعلن منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تداعيات السابع من أكتوبر 2023.
وشدد على أن الدولة المصرية أعلنت رفضها أمام العالم خلال الأيام القليلة الماضية بالثبات على موقفها برفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والشعب المصري خرج ليعلن رفضه التام للتهجير وعدم المساس بالأمن القومى المصري، واجتمع المعارض مع المؤيد أمام معبر رفح الجمعة الماضية ليعلنوها أمام العالم على الحدود المصرية ليؤكدوا "لا للتهجير.. لا لتصفية القضية الفلسطينية.. سيناء خط أحمر".