هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار أمام المحاولات الإسرائيلية لنسفه أو إفراغه من مضمونه؟
يتردد هذا التساؤل بقوة فى ظل تشبث الجيش الإسرائيلى بالتواجد فى بعض مناطق جنوبى لبنان، بعد انقضاء المدة الرسمية للانسحاب والتى كانت مقررة - وفق اتفاق وقف إطلاق النار - فى ال27 من يناير الماضي ، وبناء على طلب إسرائيل تم التمديد إلى 18 فبراير، وأصبح هذا الموعد غير موثوق بوفاء إسرائيل به، فى ظل العنف المتزايد الذى تواجه قوات الاحتلال أهالى الجنوب أثناء محاولاتهم العودة إلى قراهم.
تزيد المخاوف بشأن مصير اتفاق وقف اطلاق النار فى ظل تماهى أهداف الاحتلال مع سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، حيث يتبنى ترامب استراتيجية وسياسات خارجية تحمل دعما مطلقًا لإسرائيل ويتواكب ذلك مع تأكيد المستوى العسكري "الاسرائيلي" مدعوما من اليمين ومستوطنو الشمال، البقاء في نقاط حساسة واستراتيجية داخل الاراضي اللبنانية، كضمانة وحيدة لعودة المستوطنين، التي تشكل تحديا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لإسرائيل.
ترقب للقاء واشنطن
بالجهة المقابلة هناك ترقب لما ستسفر عنه الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ؛ فى أول زيارة خارجية له بعد مذكرة الاعتقال ، ولقائه المرتقب، غدا الثلاثاء، مع الرئيس ترامب والذى وصفته صحيفة يسرائيل هيوم باللقاء الحاسم .
ويتوجه نتنياهو إلى واشنطن، اليوم الاثنين ، آملًا أن تشهد العلاقات مع الولايات المتحدة بداية جديدة بعد توتر شابها في عهد الإدارة السابقة على خلفية حرب غزة.
وفى سياق الزيارة قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"،أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمد أن الاجتماع بين نتنياهو و ترامب سيكون حاسما وأن الزيارة قد تمتد حتى الأحد.
ومن المتوقع، حسب صحيفة يسرائيل هيوم، أن تتناول المحادثات بين نتنياهو وترامب عددًا من القضايا الإقليمية والدولية، على رأسها وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، واستمرار إطلاق سراح الأسرى، فضلًا عن المراحل القادمة من صفقة التبادل.
وقد تكون إشكالية عدم عودة المستوطنين الاسرائيليين الى شمال اسرائيل حافزا للتشدد الأمريكى على تنفيذ اتفاث وقف اطلاق النار فى لبنان - على أقل تقدير - في مراحله التي تتيح ذلك وما يصب في مصلحة اسرائيل.
وسيمتد النقاش، وفقًا للصحيفة، إلى قضية القضاء على (حماس) في قطاع غزة، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.
من جانبه يضغط ترامب على لبنان لعدم إشراك حزب الله في الحكومة اللبنانية الجديدة مما يهدد بتفجر الأوضاع في الداخل اللبناني ؛ خاصة أن نواف سلام الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة قد وصل لتفاهمات شبه نهائية مع الثنائي الشيعى (حزب الله وحركة أمل) حول مشاركتهم في الحكومة ، لكن تدخلات واشنطن تربك المشهد السياسي فى لبنان .
أهالى الجنوب يتحدون الاحتلال
وعلى الصعيد الشعبى، لا يزال أهالى قرى وبلدات الجنوب اللبنانى يواصلون تدفقهم على قراهم ، فاتحين صدورهم لرصاص العدوان ؛ غير مكترثين بمواجهات مسلحة بدا على أشدها منذ الأحد ، وتطورت تلك المواجهات إلى إلقاء قنابل على حشود الأهالى أثناء اندفاعهم إلى منازلهم ؛ ما يمثل تحديا جديدا أمام بقاء قوات الاحتلال في الجنوب.
وفى مشهد عززته دماء الشهداء بدأ أبناء جنوب لبنانوتحديداً القرى الحدودية، أمس الأحد، استئناف رحلات العودة إلى قراهم وبلداتهم التي يحتلها العدو الإسرائيلي. تلك الرحلات التي بدأت الأحد الماضي، وواجهها الجيش الإسرائيلى بعنف أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. وقد وجه أبناء القرى الحدودية نداء لجميع اللبنانيين من أجل المشاركة بتحرير بلداتهم المحتلة.
وقال المواطنون الجنوبيون، إن "الجيش اللبناني وأهالي القرى الحدودية يواصلون مواجهة الاحتلال بأجسادهم"، مطالبين اللبنانيين بـ"الزحف إلى مداخل القرى المحتلة للوقوف إلى جانبهم في معركة استعادة الأرض والحقوق".
وتوافد السكان إلى تخوم بلداتهم المحتلة، وذلك في محاولة للدخول إليها بمواكبةٍ من الجيش اللبناني.وفى إطار المواجهات مع جيش الاحتلال، أطلقت قواته فى بلدة يارون، الرصاص على الأهالي لمنعهم من الدخول إليها. طريق كفر كلا، تجمهر الأهالي على الطريق للدخول إلى المنطقة، والأمر نفسه حصل على طريق بلدة بيت ياحون، وفى بلدة عيترون، بدأ الأهالى الدخول إلى منطقتهم، بينما يلقى الجيش الإسرائيلي قنابل صوتية قرب تجمع الأهالي.
وفى إطار المواجهات مع جيش الاحتلال، أطلقت قواته فى بلدة يارون، الرصاص على الأهالي لمنعهم من الدخول إليها.
وعلى طريق كفر كلا، تجمهر الأهالي على الطريق للدخول إلى المنطقة، والأمر نفسه حصل على طريق بلدة بيت ياحون.
وفى بلدة عيترون، بدأ الأهالى الدخول إلى منطقتهم، بينما يلقى الجيش الإسرائيلي قنابل صوتية قرب تجمع الأهالي.
وفى السياق نفسه، بدأت حشود من المواطنين بالتوافد إلى دير ميماس فى جنوب لبنان، وتم نصب عدد من الخيام في البلدة.
وقد أقدم الجيش الإسرائيلي، على استهداف كاميرات الإعلاميين عند مدخل بلدة يارون الشمالي - جنوب لبنان. وتم الاستهداف الإسرائيلي بواسطة "القناصة" ما أسفر عن تضررها وتحطمها.