يتميز معرض القاهرة الدولى للكتاب بكونه ليس مجرد سوق للكتب، بل مساحة للتبادل الثقافى والتواصل بين الحضارات، وهو ما يتجلى بوضوح فى الأجنحة المخصصة للعرض فقط، هذه الأجنحة التى تمثل مؤسسات رسمية ودور نشر دولية، لا تهدف إلى البيع المباشر، بل إلى تقديم لمحة عن ثقافات الدول المختلفة، والتعريف بمبادراتها الثقافية، وفتح المجال للتعاون المستقبلى.
مشاركة رمزية لكنها ذات تأثير واسع
عادةً ما تكون أجنحة "العرض فقط" تابعة للمؤسسات الثقافية الرسمية للدول العربية والأجنبية، مثل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وهيئة الشارقة للكتاب، إلى جانب الأجنحة التابعة لوزارات الثقافة والهيئات الأكاديمية والسفارات الأجنبية، هذه المشاركة لا تقتصر على عرض الإصدارات، بل تتعداها إلى التعريف بالمشاريع الثقافية، والبرامج الأدبية، والمسابقات التى تدعمها هذه الجهات.
فرصة للتعرف على ثقافات جديدة
توفر هذه الأجنحة للزوار فرصة فريدة للتعرف على الإنتاج الثقافي والفكري لدول مختلفة، حيث يمكنهم الاطلاع على الكتب الصادرة بلغات متعددة، والتعرف على تراث الدول المشاركة من خلال المعروضات والأنشطة المصاحبة، كما تمثل هذه الأجنحة بوابة لعقد شراكات مستقبلية بين دور النشر العربية والدولية، حيث تتم مناقشة اتفاقيات الترجمة، والتبادل الثقافي، والمشاركة في معارض أخرى حول العالم.
منصة للتعاون والترويج الثقافى
على الرغم من أن هذه الأجنحة لا تبيع الكتب مباشرة، فإنها تلعب دورًا مهمًا فى الترويج للمؤسسات التى تمثلها، فغالبًا ما تكون هذه المشاركة خطوة أولى نحو حضور أقوى فى السوق الثقافى المصرى والعربى، كما تساهم فى تعزيز التبادل الثقافى من خلال توقيع بروتوكولات تعاون بين الجهات الرسمية ودور النشر المحلية.
لماذا تحرص الدول على المشاركة رغم عدم البيع؟
تسعى الدول والمؤسسات الثقافية إلى ترسيخ وجودها فى المحافل الدولية، ومعرض القاهرة للكتاب يُعد واحدًا من أكبر الفعاليات الثقافية فى المنطقة، مما يجعله منصة مثالية لتعريف الجمهور بمشاريعها، إلى جانب ذلك فإن هذه الأجنحة تعمل على بناء جسور ثقافية بين الشعوب، وتعزز من فرص التعاون المستقبلي في مجالات النشر والترجمة وصناعة المحتوى الثقافي.
في النهاية تمثل أجنحة "العرض فقط" في معرض القاهرة الدولي للكتاب جانبًا مهمًا من التجربة الثقافية التي يوفرها المعرض، فهي ليست مجرد مساحات للعرض، بل منصات للحوار والتفاعل والتبادل الثقافي بين الدول والمؤسسات، مما يعكس الدور المتنامي للمعرض كمحفل عالمي يجمع بين الفكر والأدب والتعاون الدولي.