حوار الرئيس السيسي وترامب يؤكد رفض مصر المساس بثوابتها الوطنية.. اجتماع وزراء الخارجية العرب يعكس الدعم العربي للموقف المصري الرافض للتهجير.. وسياسيون يؤكدون: الحفاظ على الوجود الفلسطيني مسئولية جماعية

الإثنين، 03 فبراير 2025 03:00 ص
حوار الرئيس السيسي وترامب يؤكد رفض مصر المساس بثوابتها الوطنية.. اجتماع وزراء الخارجية العرب يعكس الدعم العربي للموقف المصري الرافض للتهجير.. وسياسيون يؤكدون: الحفاظ على الوجود الفلسطيني مسئولية جماعية غزة

كتبت: سمر سلامة

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب حول مقترح نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ردود فعل واسعة فى الأوساط العربية والدولية. جاء هذا المقترح فى ظل التصعيد العسكرى المستمر فى غزة، حيث اقترح ترامب أن يتم ترحيل الفلسطينيين إلى الدول المجاورة كحل للأزمة الإنسانية المتفاقمة، إلا أن هذا الطرح قوبل برفض قاطع من مصر والأردن، إلى جانب رفض رسمى من وزراء الخارجية العرب، الذين أكدوا أن مثل هذه الخطوة تُعد انتهاكًا للحقوق الفلسطينية وقد تؤدى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمى.

 

النائب حازم الجندي: مصر حريصة على علاقتها الاستراتيجية مع واشنطن دون المساس بثوابتها تجاه القضية الفلسطينية

وفى هذا السياق قال المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الاتصال الهاتفى بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الأمريكى دونالد ترامب يأتى فى توقيت حساس بعد رفض مصر لمقترح ترامب برفض أى مخططات لتهجير الفلسطينيين قسريا أو طوعيا، الأمر الذى يحمل العديد من الدلالات السياسية وعلى رأسها استمرار التنسيق الاستراتيجى بين القاهرة وواشنطن رغم التحديات الإقليمية والدولية.

وأضاف "الجندي"، أن الاتصال تناول عدد من القضايا المحورية، من بينها العلاقات الثنائية، والأوضاع فى الشرق الأوسط، والأزمة الفلسطينية، وهو ما يفتح الباب أمام عدة تساؤلات حول دلالات هذا التواصل وتداعياته المستقبلية خاصة أنه يتزامن مع مساعى واشنطن لتعزيز علاقاتها بحلفائها فى المنطقة، فى ظل التغيرات الجيوسياسية التى فرضتها الحرب فى غزة، والتوتر فى البحر الأحمر، والجهود المستمرة لإعادة ترتيب الأوراق فى الشرق الأوسط.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن محاور الحديث تعكس وجود رغبة مصرية لتعميق التعاون مع واشنطن، ليس فقط على المستوى السياسي، ولكن أيضًا فى مجالات التنمية والتجارة، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر لتعزيز شراكاتها الدولية وتنويع مصادر دعمها الاقتصادي، خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية العالمية، مشيرا إلى أن التطرق إلى القضية الفلسطينية حمل تأكيدا على عدد من النقاط الهامة منها أهمية استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار فى غزة وتقديم المساعدات الإنسانية.

وأوضح "الجندي"، أن توجيه الرئيس السيسى دعوة لترامب لزيارة مصر، ورد الأخير بدعوة السيسى إلى واشنطن، يعكس رغبة متبادلة فى استمرار المشاورات رفيعة المستوى، مؤكدا أن مصر حريصة على الاحتفاظ بعلاقات قوية مع واشنطن، لكنها فى الوقت ذاته تتمسك بمواقفها الثابتة تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وملف الأمن المائى ولن تقبل أى مساس بهاتين القضتين اللاتى تمثلان جزءا من أمنها القومى.

وشدد النائب حازم الجندي، على أن الاتصال بين الرئيسين يمثل نقطة مهمة فى المشهد السياسي، لكنه لا يحمل مفاجآت كبرى بقدر ما يعكس استمرار النهج المصرى فى الحفاظ على شراكة استراتيجية متوازنة مع الولايات المتحدة، مع التأكيد على الثوابت المصرية فى القضايا الإقليمية، والتى يأتى فى القلب منها حماية حقوق الشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وفقا لمقررات الأمم المتحدة.

 

النائب أيمن محسب: بيان وزراء الخارجية العرب يعكس الرفض العربى لمخطط التهجير.. ويؤكد: الحفاظ على الوجود الفلسطينى مسؤولية جماعية

فيما قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن البيان الختامى الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذى عُقد أمس فى القاهرة، يؤكد على وحدة الموقف العربى فى مواجهة التهديدات التى تتعرض لها القضية الفلسطينية، وخاصة مخططات التهجير القسرى التى كثُر الحديث عنها منذ اندلاع الحرب فى غزة، مشيرا إلى أن الاجتماع وجه رسالة للعالم بأن العالم العربي، رغم خلافاته السياسية، ما زال قادرًا على الوقوف صفًا واحدًا عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

وأشار "محسب"، إلى واحدة من أبرز النقاط التى تناولها البيان الختامى وهى الرفض القاطع لأى محاولة لتهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم، سواء داخل الضفة الغربية أو من قطاع غزة باتجاه سيناء أو الأردن، موضحا أن التهجير القسرى سياسة إسرائيلية مدروسة تهدف إلى تقليل أعداد الفلسطينيين داخل الأراضى المحتلة، وتحويل قضيتهم من كونها قضية تحرر وطنى إلى مجرد أزمة إنسانية تُحلّ عبر المساعدات الدولية وإعادة التوطين فى أماكن أخرى. ومن هنا، فإن رفض وزراء الخارجية العرب لهذا السيناريو ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل هو موقف استراتيجى يهدف إلى منع تكرار مأساة التهجير.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن هذا البيان يأتى فى توقيت حساس للغاية، حيث يواجه الفلسطينيون فى غزة أوضاعا مأساوية غير مسبوقة بسبب العدوان الإسرائيلى المستمر، بينما تعانى الضفة الغربية من تصعيد غير مسبوق فى الاستيطان واعتداءات المستوطنين، ومن ثم يُعد البيان الختامى رسالة مهمة إلى القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، بأن أى مخطط لتهجير الفلسطينيين لن يلقى دعما عربيا، ولن يجد أى دولة مستعدة لاستقباله، ما يعقد إمكانية تنفيذه على أرض الواقع.

تحصين الموقف المصرى والأردني: يُدرك الجميع أن مصر والأردن هما أكثر دولتين تتعرضان لضغوط فى هذا الملف، باعتبارهما الجارتين المباشرتين للأراضى الفلسطينية المحتلة. لذلك، فإن دعم الدول العربية لهما فى هذا الموقف يعزز صمودهما أمام الضغوط الغربية والإسرائيلية، ويمنحهما غطاءً دبلوماسيًا وشعبيًا لمقاومة أى محاولات لفرض التهجير كأمر واقع.

وشدد النائب أيمن محسب، على أهمية البيان إلا أنه يظل خطوة أولى تحتاج إلى متابعة عملية، فالمواقف العربية تحتاج إلى ترجمة على أرض الواقع، سواء عبر الضغط الدبلوماسى فى الأمم المتحدة، أو من خلال إجراءات عملية مثل وقف أى علاقات تطبيعية مع إسرائيل، أو تقديم دعم فعلى للفلسطينيين على الأرض، سواء عبر الإغاثة الإنسانية أو دعم صمودهم داخل أراضيهم، كذلك الرأى العام العربى عليه أن يلعب دورا فى التأكيد على هذا الرفض، من خلال الضغط على الحكومات للبقاء ثابتة على هذا الموقف، وعدم السماح بأى تراجع أمام الضغوط الخارجية.

واختتم "محسب"، قائلا: " الاجتماع الوزارى العربي، رغم أنه لم يخرج بحلول سحرية للأزمة، إلا أنه كان ضروريًا لتأكيد الموقف العربى الموحد فى وجه محاولات التهجير القسرى للفلسطينيين، فالقضية الفلسطينية لم تكن يومًا مجرد قضية تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هى قضية العرب جميعًا، ومواجهة المخططات التى تستهدف الوجود الفلسطينى هى مسؤولية جماعية يجب أن يتحملها الجميع، سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى."

 

برلمانى: البيان المشترك لوزراء الخارجية يعكس الدعم العربى للموقف المصرى الرافض للتهجير

وبدوره ثمن النائب زكى عباس عضو مجلس النواب، البيان المشترك الصادر عن اجتماع وزراء خارجية مصر، الأردن، قطر، الإمارات، السعودية، وأمين عام جامعة الدول العربية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذى عُقد بالقاهرة فى الأول من فبراير.

وقال عباس، أن البيان المشترك لوزراء الخارجية يعكس حرص الدول العربية على دعم الشعب الفلسطينى وضمان حقوقه المشروعة، مؤكدا أن دور مصر دورا محورى فى حل النزاع الفلسطينى وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

وأكد النائب زكى عباس، ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإعادة إعمار غزة، مؤكداً أن الشعب الفلسطينى بحاجة ماسة إلى الدعم الإنسانى والإغاثى بعد الكارثة التى ألمت به نتيجة العدوان الإسرائيلى.

وطالب النائب زكى عباس، المجتمع الدولي، وخاصة الدول المانحة، إلى تقديم المساعدات اللازمة وبذل الجهود لتسريع إعادة بناء البنية التحتية فى القطاع وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، مؤكدا على ضرورة التمسك بحل الدولتين كحل نهائى وعادل للقضية الفلسطينية، مشدداً على أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد عضو مجلس النواب، على ضرورة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وضمان وصولها إلى جميع المناطق المحتاجة دون أى عوائق، مؤكداً أن مصر ستظل دائماً داعمة للحقوق الفلسطينية العادلة.

 

برلمانية: موقف السيسى الرافض لتهجير الفلسطينيين يعكس المبادئ الثابتة للدولة المصرية

كما أكدت النائبة رحاب موسى، عضو مجلس النواب، أن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى الرافض لتهجير الفلسطينيين يعكس المبادئ الثابتة التى تتبناها الدولة المصرية فى دعم القضية الفلسطينية على مر العقود.

وأوضحت موسى، فى بيان لها، أن الرئيس السيسى يقف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه فى العيش على أرضه بكرامة وسيادة.

وتابعت عضو مجلس النواب، أن رفض تهجير الفلسطينيين يأتى ضمن إطار رؤية مصر للحفاظ على استقرار المنطقة ومنع تفاقم الأزمات الإنسانية.

وأضافت النائبة رحاب موسى، أن مصر لطالما كانت صوتًا داعمًا للشعب الفلسطينى فى المحافل الدولية، ساعيةً إلى تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا للقرارات الدولية.

وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن دعم الرئيس السيسى للشعب الفلسطينى ليس فقط موقفًا سياسيًا، بل هو موقف إنسانى وأخلاقى يعكس التزام مصر التاريخى بالقضية الفلسطينية، وهو التزام يعزز الاستقرار والسلام فى المنطقة.

وأشادت النائبة رحاب موسى، بالدور الذى تلعبه مصر فى الوساطة بين الأطراف الفلسطينية لتحقيق المصالحة الوطنية، مؤكدة أن الوحدة الفلسطينية هى السبيل الأقوى لمواجهة المخططات الرامية إلى تقويض حقوق الشعب الفلسطينى.

وطالبت عضو مجلس النواب، المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته فى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، ورفض أى محاولات لفرض حلول غير عادلة تتجاهل حقوق الفلسطينيين التاريخية والقانونية.

وأكدت النائبة رحاب موسى، أن مصر ستستمر فى دعمها للقضية الفلسطينية على كافة المستويات، سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو المساعدات الإنسانية، حتى تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشددت عضو مجلس النواب، على أن موقف الرئيس السيسى يعزز من مكانة مصر كداعم رئيسى للسلام والعدل فى المنطقة، ويؤكد رفضها لأى تهديدات تمس حقوق الشعب الفلسطينى.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة