ودَّعت مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء اليوم الخميس أحد أبطال حرب أكتوبر، عبدالكريم عبدالحميد مصطفى البيك، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 77 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.
وتم تشييع جثمان البطل إلى مستقره الأخير بمقابر العريش، حيث بدأت عائلته في استقبال العزاء في ديوان البيك بالمدينة، وسط حضور كبير من الأهالي ومحبي الفقيد الذين جاؤوا لتقديم واجب العزاء.
يُعد عبدالكريم البيك أحد أبطال العبور في حرب أكتوبر 1973، وسبق وروي ل"اليوم السابع" قصته مع عبور اكتوبر، حيث خدم في صفوف الجيش الثالث الميداني ضمن سلاح المهندسين، وكانت مهامه تتركز على تأمين مسارات القوات عبر تفكيك الألغام والتعامل مع الشراك الخداعية، بالإضافة إلى مواجهة أي تهديدات كيميائية خلال الحرب.
شارك البيك مع وحدته في بناء قواعد الصواريخ، وكان شاهدًا على التضحيات الكبيرة التي قدمها زملاؤه في ساحة المعركة. حيث استشهد 12 جنديًا في غارة للعدو على موقعه، إلا أن عزيمته وزملاءه لم تتأثر، وتمكنوا خلال وقت قصير من إعادة بناء الموقع ومنع الطائرات الإسرائيلية من عبور القناة.
بعد انتهاء خدمته العسكرية التي استمرت سبع سنوات، استكمل البيك مسيرته المهنية كمهندس مدني بوزارة الإسكان، وكان له دور بارز في استلام مدينة القنطرة شرق من الاحتلال وإعادة تخطيطها. كما كان مسؤولًا عن استلام المدن المحررة في شمال سيناء، ومنها الشيخ زويد ورفح، بعد تحرير سيناء بالكامل في 25 أبريل 1982، وعبّر البيك في حديثه السابق عن فخره بخدمة وطنه في أوقات الحرب والسلم، مؤكدًا أن هذا النهج هو إرث تربوي من والده الشيخ عبدالحميد البيك، الذي كان أحد رموز مدينة العريش ورفض التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي أثناء احتلال سيناء. وتم تكريمه من الرئيس الراحل أنور السادات تقديرًا لدوره الوطني.

عبدالكريم البيك

وقت ان كان مجند